من مهاجر فقير ينظف الأرضيات إلى مدير فرع أحد المطاعم العالمية في أمريكا

  • 11/4/2023
  • 21:58
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كانت قصة مارسيال هيرنانديز أرياس في عام 2007، مشابهة لقصص عديد من اللاتينيين الذين انتقلوا إلى مدينة ميامي الأمريكية سعيا إلى حياة جديدة. كان هيرنانديز يبلغ من العمر17 عاما آنذاك، وقد وصل لتوه مع جدته ماريسيلا هيريرو، من كاماجوي في كوبا إلى الولايات المتحدة. وذكرت صحيفة "ميامي هيرالد" الأمريكية أن الفتى أرياس سرعان ما وجد وظيفة بدوام جزئي في أحد مطاعم الوجبات السريعة في مدينة هياليه في ولاية فلوريدا، حيث كان يقوم بعمل كل شيء، بدءا من تنظيف الأرضيات، بدقة، ووصولا إلى عمل الهامبرجر. وقد تنقل به عمله لمدة 16 عاما في واحدة من سلاسل المطاعم العالمية للوجبات السريعة، من هياليه إلى جاكسونفيل وإلى ميرامار في مقاطعة بروارد، حيث يشغل حاليا منصب المدير العام، ويشرف على طاقم عمل يضم 70 موظفا، من بينهم 28 مديرا. وفي الـ33، جنى أرياس ثمرة العمل الشاق الذي خاضه على مدار أعوام، حيث حصل هو ومطعمه على اعتراف دولي مهم من جانب سلسلة المطاعم العالمية التي يعمل بها. كما فاز هذا العام بـ"جائزة راي كروك"، وهي جائزة داخلية مرموقة تمنح سنويا لأفضل مديري سلاسل المطاعم في أنحاء العالم، وسيسافر إلى برشلونة ليمنح هذا التكريم، وليقابل المديرين التنفيذيين للشركة المالكة لسلسلة المطاعم. يشار إلى أنه منذ إطلاق الجائزة لأول مرة في عام 1999، لم ينضم إلى هذه المجموعة من نخبة مديري سلاسل المطاعم إلا 365 مديرا فقط من العاملين في سلسلة المطاعم العالمية. ويمثل العدد نسبة 1 في المائة ممن منحوا الجائزة حول العالم. وتحمل الجائزة اسم رجل الأعمال الذي استحوذ على سلسلة مطاعم الوجبات السريعة في عام 1961. وينحدر رجل الأعمال كروك (الذي أطلق اسمه على الجائزة) من ولاية إلينوي، وقد أدار الشركة كرئيس تنفيذي خلال الفترة من عام 1967، حتى عام 1973. أما اليوم، فتمتلك سلسلة مطاعم الوجبات السريعة أكثر من 36 ألف فرع في أكثر من 100 دولة في أرجاء العالم المختلفة. وأخيرا، خصص أرياس بعض الوقت في مطعمه للحديث عن المشوار الذي قطعه على مدار رحلته المهنية، وأهمية رسم البسمة على وجوه العملاء بشكل دائم، وذلك في مقابلة أجرتها معه صحيفة "ميامي هيرالد" الأمريكية. ولدى سؤاله عما دفعه للبحث عن عمل في أحد مطاعم الوجبات السريعة العالمية، تحدث أرياس عن فرع تابع لتلك السلسلة كان قريبا من مكان إقامته في هياليه، وقد ذهب إلى هناك وطلب مقابلة المدير، وتحدث معه باللغة الإسبانية، حيث لم يكن يتحدث الإنجليزية مطلقا آنذاك. وقالت المديرة في ذلك الوقت إنها لا تحتاج إلا لأشخاص يعملون خلال فترة الليل وحتى قبل طلوع النهار. وقال أرياس، إنه لم يكن يستطيع العمل في النوبات الليلية حيث كان عمره 17 عاما. وأضاف "شعرت بالحزن، فقد كنت حقا بحاجة إلى وظيفة. كان الأمر صعبا بالنسبة إلى مهاجر يصل إلى هناك ولا يحضر معه أي شيء سوى الملابس التي يرتديها، ولا شيء آخر". وأخبرته المديرة أن لديه فرصة للعمل، ولكنه سيتلقى في البداية تدريبا لمدة شهرين خلال فترة النهار، وبعد ذلك سيتمكن من العمل ليلا. وأشار أرياس إلى أن ذلك "فتح لي أبواب العمل هناك، لأنه مكان جيد يمكن للمرء أن يكبر به، بسبب العمل مع كثير من الأشخاص المختلفين الذين ينتمون إلى ثقافات متنوعة. وبغض النظر عن عمر الشخص أو شبابه، فإنه يمكنه التعلم من الجميع". وعن التجربة التي لا ينساها مع رواد المطعم طوال مسيرته المهنية، التي تذكره بأهمية رد الجميل، قال أرياس للصحيفة الأمريكية "أتت سيدة كانت تحاول طلب الطعام من خلال الخدمة وهي داخل السيارة وكانت تستخدم بطاقتي ائتمان، غير صالحتين. وعندما أخبرني موظف الحسابات بالأمر، قلت، كمدير عام للمطعم، سنتحمل المبلغ. وقد جعلني ذلك أشعر بإحساس جيد، لأن الأمر يتعلق بكيفية اهتمامنا بالعملاء، وبحصول المرء على لحظات ذهبية. وقد عادت هذه السيدة من جديد وصارت عميلة منتظمة لدينا. كما أخبرتني أنها لا تذهب إلى أي فرع آخر (غير فرعنا) من سلسلة المطاعم التابعة لنا". وأضاف: "ربما كان إجمالي قيمة الطلب 14 دولارا. ولكن المرء لا يعرف في بعض الأحيان ما يجول بخاطر الآخرين الذين ينتظرون الخدمة. يلمح المرء الابتسامة تعود إلى وجوههم من جديد، ما يجعله يشعر بالرضا عما يفعل".

مشاركة :