قراءة في مشهد الدراما الرمضانية: خيارات عديدة ومُشاهدٌ حائر..!

  • 7/23/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لا تزال الدراما العربية تحاول اكتشاف مناطق جديدة للإبداع وخاصة في التجارب المنتجة في سورية ولبنان وبالتأكيد مصر، فيما لا تزال التجربة الخليجية على الأغلب تدور في ذات الدائرة لمسلسلات الميك آب والابتعاد كثيراً عن الواقعية والقرب من حياة إنسان هذا الزمن. أما في المشهد الدرامي المحلي، فكانت جرأة مسلسل "سيلفي" في الطرح أبرز العلامات التي سطعت وغطت على أي نقاش آخر حول المسلسل. الكوميديا كانت الحلقة الأضعف في الموسم الرمضاني المنصرم وهنا لابد أن نلتمس العذر للفنانين الذين يعيشون في مجتمعات تغطيها الحروب بشكل يصعب عليهم تقديم كوميديا صافية وباعثة للبهجة. "سيلفي".. مختصر الدراما السعودي رغم تقليص الإنتاج الدرامي السعودي هذا العام لينخفض إلى سبع مسلسلات فقط، إلا أنه كما بدا جلياً لم يبرز سوى مسلسل "سيلفي" ليس فقط لقوة طرحه وإنما أيضاً لوجود النجومية الكارزمية المتمثلة في الفنان ناصر القصبي الذي بلا شك يجسد شكلاً من أشكال المزاج الخاص للجمهور السعودي في رمضان. فوجود هذا النجم يعد الدعامة الأولى لنجاح المسلسل ولضمان مشاهدة الجمهور رغم وجود ثغرات فنية في العمل، إلا أن ناصر القصبي والممثلين المتناغمين معه في المسلسل استطاعوا أن يخرجوا للجمهور السعودي مسلسلاً بهذه الكمية من الكوميديا المرحة والموفقة بقيادة المخرج أوس شرقي. في المقابل برز نجم مسلسل "تكي" الذي حقق مشاهدات تجاوزت الجمهور السعودي وهي تقدم دراما حجازية بطابع وهوية شبابية استطاعت أن تبرز نجوماً ونجمات شباب خارج إطار واحتكار التلفزيون. الدراما الخليجية.. محاولات ولكن لا تزال الأضواء تتجه للمسلسلات الخليجية التي تفوز عادة ببطولتها السيدتان القديرتان سعاد عبدالله وحياة الفهد. مسلسل سعاد عبدالله هذا العام "أمنا.. رويحة الجنة" لم يأت بجديد ولم يخرج من قالب المسلسلات الكويتية التقليدية والمحشوة بالصراخ والعويل والشخصيات المتشنجة دوماً وبالحوارات التي تتضمن للأسف الكثير من الإسفاف. أما السيدة حياة الفهد فاختارت أن تجسد شخصية كوميدية مرحة في مسلسل "حال مناير" ولكن ضمن ذات النطاق التسويقي الذي تتحرك فيه الدراما الكويتية حيث الاستعراضية والبيوت المرفهة وحشد أكبر قدر من الفتيات والشباب لجذب الجمهور. في المقابل ثمة محاولات درامية شبابية متميزة في مسلسلات "في عينيها أغنية" و"قابل للكسر" و"ذاكرة من ورق" سجلت إعجاب الجمهور الموزع على الدراما الخليجية. الدراما المصرية.. فوق الهرم المسلسلات المصرية دائماً في المقدمة وهي هذا العام كما في الخمسة أعوام الأخيرة، تتقدم المشهد التلفزيوني العربي مقدمة في رمضان المنصرم عدداً من المسلسلات التي سجلت اهتماماً جماهيرياً عالياً مثل مسلسل:" "حارة اليهود" و"حالة عشق" و"العهد" و"أستاذ ورئيس قسم".. وأعمال أخرى يستحق كل واحد منها قراءة مستقلة كون التجربة المصرية المعتمدة في الأساس على بيئة صناعة درامية وسينمائية متكاملة أكدت هذا العام أن المنتج الدرامي المصري هو الأشد احترافية وقوة من خلال مسلسلات جسد بطولتها ممثلون مقتدرون من كل النواحي الفنية. الدراما السورية.. "غداً نلتقي" اتفق المتابعون هذا العام للدراما السورية على أن مسلسل "غدا نلتقي" للمخرج رامي حنا والكاتب إياد أبو الشامات هو الأفضل. المثير للجدل أن المسلسل تعرض لنقد من قناة لبنانية متهمة العمل بتصوير مشاهد تعكس ما تفشى عن تعرض اللاجئين السوريين إلى العنصرية وهو ما رفضه كاتب المسلسل ومنتجوه. مؤكدين أن السخرية السوداء هي فنية ونابعة من الوجع السوري كون المسلسل أيضاً يتحرك في منطقة الفن. المسلسل سجل مشاهدة عربية عالية واعتبر إلى جانب مسلسل "دنيا" لأمل عرفة و"انتظار الياسمين" و"عناية مشددة" من أهم المسلسلات هذا العام لشدة واقعيتها وملامستها الحدث السوري. الكوميديا العراقية.. من جديد تعرف الجمهور السعودي في رمضان المنصرم على الفنان العراقي إياد راضي من خلال شخصية أبو سراقة في الحلقة "الداعشية" من مسلسل "سيلفي"، إلا أن لهذا الممثل حضورا كوميديا من نوع آخر في مسلسل عراقي يحمل اسم "ورق" والذي جسد بطولته وقدم من خلاله لوحات يومية تتنوع فيها المشاهد بين الأستوديو والمشاهد الخارجية القليلة، وتتضمن مادة كوميدية مرحة لشخوص مبدعة تتعاطى بكل خفة وسخرية الحياة العراقية القاسية.

مشاركة :