الغرف المغلقة بؤر خصبة لتفشي عدوى كورونا | | صحيفة العرب

  • 8/20/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

خلال البحث عن الحلقة المفقودة في سلسلة انتقال عدوى فايروس كورونا، وجد باحثون صينيون أدلة تشير إلى أن خطر الإصابة بهذا الفايروس يزداد بشدة في المنازل المغلقة مقارنة بالهواء الطلق، كما رصدوا حالات تفشّ للعدوى في وسائل المواصلات وخلال التسوق. بكين – تؤكد المعلومات الحالية أن خطر الإصابة بفايروس كورونا المستجد يزداد بشدة في الغرف المغلقة مقارنة بالهواء الطلق، لكنه لا توجد حتى الآن بيانات محددة حول نسب هذه الخطورة. وقالت متحدثة باسم معهد “روبرت كوخ” الألماني لمكافحة الأمراض إنه لا يمكن قياس ذلك بدقة. وفي المقابل، أشار الرئيس الأسبق للجمعية الدولية للهباء الجوي في الطب، جيرهارد شويخ، إلى دراسة صينية تفيد بأنه من بين 318 حالة تفشّ للفايروس، تضمنت كل منها ثلاث إصابات أو أكثر في مطلع هذا العام، حدثت واحدة منها فقط في الهواء الطلق. وفي 80 في المئة من الحالات انتقلت العدوى من شخص مصاب إلى آخرين داخل المنزل، بحسب الباحثين الصينيين. كما رصدت الدراسة حالات تفشّ للعدوى في وسائل المواصلات وخلال التسوق. الجزيئات الدقيقة ومن أهم وسائط نقل العدوى بفايروس كورونا ما يسمى بـ”الإيروسول” (الهباء الجوي)، وهو مزيج من الجزيئات الدقيقة في الهواء، إلى جانب طرق أخرى لانتقال الفايروس، مثل انتقال العدوى عبر التلامس غير المباشر. ويصعب كذلك التوصل إلى بيانات محددة بشأن انتقال العدوى عبر الهباء الجوي، حيث أن من الأمور التي تحدث فارقا في ذلك هي ما إذا كانت تهوية الغرفة متحققة عبر نوافذ مفتوحة أم مكيف للهواء أم أنها بلا تهوية. ومن الممكن أيضا أن يلعب دورا في نقل العدوى ما إذا كان عدد قليل من الأشخاص يعملون بهدوء في غرفة، أو إن كان هناك عدة أشخاص – في حانة على سبيل المثال – يتحدثون بصوت عالٍ أو يصرخون أو يغنون. 80 في المئة من الحالات انتقلت العدوى من شخص مصاب إلى آخرين داخل المنزل وكانت دراسة سابقة قد أظهرت أن فايروس كورونا المستجد معدٍ في صفوف العائلات مرتين أكثر من أمراض مماثلة مثل “سارس”، مع تسجيل عدد كبير من الإصابات الإضافية ضمن العائلة الواحدة قبل أن تظهر أيّ أعراض على المصاب الأول بكوفيد – 19. واعتبر باحثون من الصين والولايات المتحدة أن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تكون لها آثار كبيرة على خفض عدد الإصابات الجديدة مع استمرار الوباء. وباستخدام بيانات 350 مصاباً بكوفيد – 19 ونحو 2000 من أقاربهم في مدينة غوانغتشو الصينية، قدّر الباحثون “معدل الهجوم الثانوي” للفايروس، أي احتمال أن ينقل الشخص المصاب المرض إلى شخص آخر. ووجد الباحثون أن احتمال إصابة أحد أفراد الأسرة أو الشريك بكوفيد – 19 أعلى مرتين من احتمال انتقال “سارس” وثلاث مرات أعلى من فايروس “ميرس”. وخلصوا إلى أن احتمال نقل مصاب بكوفيد – 19 العدوى إلى أحد أفراد الأسرة أو رفيقه في السكن أعلى بشكل ملحوظ (بنسبة تصل إلى 39 في المئة) قبل بدء ظهور أعراض الفايروس من بعده. الهجوم الثانوي وهذا الأمر يشير إلى أن الفايروس يمكن أن ينتقل بسهولة خلال فترة الحضانة وقد ينتقل عن طريق الأفراد الذين لا يعرفون أنهم مصابون. وما يميز فايروس كورونا هو أنه ليس فقط قادرا على فك شيفرة الخلية ودخولها مثل فايروس سارس بل “يتمتع بقدرة أكبر بعدة أضعاف من فايروس سارس - 1 الذي تسبب بمرض سارس عام 2003 من حيث القدرة في الدخول إلى الخلية”، حسب قول عالم الفايروسات في جامعة غلاسكو البروفيسور ديفيد روبرتسون. وسر الانتشار السريع لهذا الفايروس وانتقاله بسهولة من شخص إلى آخر يعود إلى تمتعه بهذه القدرة، ولهذا فشلت الحكومات في مواجهة انتشاره ومحاصرته. تدابير الاحتواء قال طبيب أمراض معدية بارز إن فايروس كورونا المستجد شهد تحوّرا يزداد شيوعا في أوروبا وأميركا الشمالية وأجزاء من آسيا، وإن هذا التحور يجعله أكثر عدوى، لكن أقل فتكا. وقال بول تامبيا، وهو استشاري كبير في جامعة سنغافورة الوطنية والرئيس المنتخب للجمعية الدولية للأمراض المعدية، إن الدلائل تشير إلى أن انتشار طفرة “دي.614.جي” في أجزاء من العالم تزامن مع انخفاض معدلات الوفاة، مما يوحي بأن هذا التحور أقل فتكا. وأضاف في حديث لرويترز “ربما كان وجود فايروس أكثر عدوى لكن أقل فتكا شيئا جيدا”. الفايروس يمكن أن ينتقل بسهولة خلال فترة الحضانة وقد ينتقل عن طريق الأفراد الذين لا يعرفون أنهم مصابون وقال إن أغلب الفايروسات تصبح في العادة أقل فتكا لدى تحورها. ومضى قائلا “من مصلحة الفايروس أن يُعدي المزيد من الناس لا أن يقتلهم، لأن الفايروس يعتمد على العائل في حصوله على الغذاء والمأوى”. فيما قالت منظمة الصحة العالمية إن العلماء اكتشفوا هذه الطفرة في فبراير مع انتشارها في أوروبا والأميركتين. وذكرت أيضا أنه ما من دليل على أن التحور أدى إلى مرض أكثر خطورة. ويوم الأحد، ناشد المدير العام لوزارة الصحة الماليزية نور هشام عبدالله الجماهير توخي قدر أكبر من الحذر بعدما رصدت السلطات في الآونة الأخيرة ما تعتقد أنه طفرة “دي.614.جي.” وقال سيباستيان مورير-ستروه من وكالة العلوم والتكنولوجيا والأبحاث في سنغافورة إن هذا التحور تم رصده في سنغافورة أيضا لكن تدابير الاحتواء منعت انتشاره على نحو كبير. وقال نور هشام إن عدوى سلالة “دي.614.جي“ التي تم رصدها في ماليزيا تزيد عشر مرات عما كان عليه الأمر قبل التحور، وإن اللقاحات الجاري تطويرها حاليا قد لا تكون فعالة مع هذه الطفرة. لكن تامبيا ومورير-ستروه قالا إن مثل هذه الطفرات لن تُغير الفايروس على الأرجح بالقدر الذي يجعل اللقاحات المحتملة أقل فاعلية.

مشاركة :