تقرير إخباري: فعاليات شعبية في الأراضي الفلسطينية ضد اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل

  • 8/20/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شارك آلاف الفلسطينيين في فعاليات شعبية في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة اليوم (الأربعاء)، ضد اتفاق تطبيع العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل. وجرى مهرجان مركزي في بلدة "ترمسعيا" في رام الله بدعوة مشتركة من القوى الوطنية والإسلامية للاحتجاج على الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي وتأكيدا على رفض مخطط الضم الإسرائيلي لأراض فلسطينية. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات مكتوبة ترفض خطة السلام الأمريكية المعروفة باسم "صفقة القرن" ومخطط الضم الإسرائيلي فضلا عن كافة أشكال التطبيع العربي مع إسرائيل. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية خلال المهرجان، إن التطبيع مع إسرائيل حرف لبوصلة الصراع في المنطقة الذي أساسه عربي فلسطيني من جهة وإسرائيلي من جهة أخرى. وأضاف اشتية أن "أرض فلسطين محتلة وأي تطبيع مع دولة الاحتلال هو شرعنة لهذا الاحتلال وتشجيع له على قمع الشعب الفلسطيني ومصادرة أرضه وحقوقه". واعتبر اشتية خطوة الإمارات في التطبيع الأحادي "طعنة مؤلمة وخروجا فاضحا عن الإجماع العربي وعن مبادرة السلام العربية" التي أطلقت عام 2002 وتنص على التطبيع بعد انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة منذ عام 1967. بدوره، أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حسن يوسف، الرفض الفلسطيني القاطع لاتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل وإدانة مسار التطبيع بكافة أشكاله. واعتبر يوسف أن أي شكل من التطبيع مع إسرائيل يضع القائمين عليه في معسكر صفقة القرن الأمريكية الساعية إلى تصفية القضية والحقوق الفلسطينية. وتم خلال المهرجان إلقاء كلمة لرئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا أكد فيها دعم بلاده للشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه وإقامة دولته المستقلة، ورفضها لمخطط الضم لأجزاء من الضفة الغربية. فيما قال رئيس الوزراء الماليزي محي الدين ياسين في كلمة مسجلة، إن بلاده قلقة من المخطط الإسرائيلي لضم أراض فلسطينية وضد أي خطوة أحادية الجانب. وكان أعلن المنظمون للمهرجان نقله إلى مدخل بلدة ترمسعيا بعد أن داهم الجيش الإسرائيلي المكان المقرر سابقا والاعتداء على المنظمين، بحسب عضو اللجنة التحضيرية للمهرجان عبدالله أبو رحمة. وفي السياق شارك أئمة وخطباء وسدنة المساجد في وقفة نظمتها وزارة الأوقاف والشئون الدينية في مدينة رام الله، للتنديد باتفاق الإمارات تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وأكد وكيل الوزارة حسام أبو الرب خلال الوقفة، أن الاتفاق المذكور "تجاوز للحقوق الوطنية الفلسطينية، وقفز عن القرارات العربية والدولية". وجرى خلال الوقفة تلاوة بيان للأئمة والخطباء أكدوا فيه رفض التطبيع مع إسرائيل، وأن زيارة القدس "تحت مظلة الاحتلال وحماية المحتل خيانة للقضية الفلسطينية". كما أكد ممثلو الفعاليات والمؤسسات الفلسطينية في القدس، أن اتفاق التطبيع الإسرائيلي الإماراتي "يهدف للانقضاض على المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل بالدولة والحرية والاستقلال". جاء ذلك في بيان تمت تلاوته خلال وقفة نظمت بمشاركة رجال الدين ووجهاء وعشائر وفعاليات القدس أمام مقر محافظة القدس في بلدة الرام شمال مدينة القدس. وقال نائب محافظ القدس عبد الله صيام، إن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي "يحرف البوصلة عن مواجهة الاحتلال ويشكل طعنة في الظهر للقضية الفلسطينية". فيما طالب مفتي فلسطين والديار المقدسة محمد حسين، الأنظمة العربية بالالتزام بقراراتها السابقة بشأن رفض التطبيع مع إسرائيل إلا بعد حل القضية الفلسطينية. وفي غزة تظاهر مئات الفلسطينيين بدعوة من لجنة القوى الوطنية والإسلامية، رفضا لاتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل برعاية أمريكية. وجابت التظاهرة التي رفع فيها المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها (لا للتطبيع)، (التطبيع خيانة)، شوارع مدينة غزة بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية. وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية خلال التظاهرة، إن الشعب الفلسطيني "يقف وقفة جديدة ملؤها الغضب والثورة والاحتقان على كل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية". وأكد الحية وحدة الشعب الفلسطيني أمام خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي "الساعية لتصفية القضية الفلسطينية". بدوره، قال عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أحمد حلس إن الشعب الفلسطيني موحد في مواجهة كافة المخططات "التي تستهدف هويته وأرضه ومقدساته". وشدد حلس على عدم تمرير صفقة القرن الأمريكية ومخطط الضم الإسرائيلي ورفض السماح بالتطبيع أو تجميله وتبريره، مشيرا إلى أن الأنظمة المطبعة لن تنجح في شطب فلسطين من ذاكرة الأمة. وتوصلت إسرائيل والإمارات الخميس الماضي إلى اتفاق على "مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة" بين البلدين، وإيقاف خطة ضم أراض فلسطينية، بوساطة أمريكية، وذلك خلال اتصال هاتفي جرى بين الرئيس ترامب، ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بحسب بيان مشترك. ودعت القيادة الفلسطينية في بيان عقب اجتماعها في مدينة رام الله الليلة الماضية، الإمارات إلى التراجع عن "الخطأ التاريخي" بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل. وأكد البيان أن "دولة فلسطين وشعبها وقيادتها ترفض وتستنكر ما قامت به الإمارات من تطبيع مع إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية". واعتبر البيان أن الاتفاق "هدية مجانية للحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية، حيث الإصرار من قبلهما على مخططاتهما الاستعمارية، والاستمرار بالانتهاكات اليومية لحقوق الشعب الفلسطيني، وللمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين".

مشاركة :