صدمتنا.. يا معالي الرئيس!!

  • 11/10/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

صدمنا معالي رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس محمد بن خالد السويكت بتصريحه الذي أعلن فيه أن نسبة الإنجاز في مشروع قطار الحرمين الشريفين بلغت 50% فقط!!. المهندس السويكت في تصريحه الذي نقله الزميل عبدالعزيز غزاوي في عدد «عكاظ» الأسبوعية الصادر في 13 ذو الحجة 1434هـ عدد الأهداف الكبيرة لقطار الحرمين الشريفين الذي يستهدف توفير خدمة مواصلات سريعة ذات تقنية عالية لتسهيل التنقل بين مكة المكرمة والمدينة المنورة مروراً بمحافظة جدة ومطار الملك عبدالعزيز في وقت قياسي.. وما في ذلك من خدمة للحجاج والمعتمرين والزائرين إضافة إلى دور القطار المنتظر في توفير فرص وظيفية للشباب وفي تطوير النشاط السياحي!!. كل ما قاله معالي رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في تصريحه المشار إليه عن أهداف المشروع وأهميته معروف ومقبول ونشر مراراً وتكراراً.. ولكن المفاجأة الكبرى التي حملها تصريحه هي أنه بعد مرور نحو خمس سنوات على البدء في العمل في المشروع.. نكتشف أنه لم يتم إنجاز سوى 50 % فقط من المشروع.. أي أن أمامنا على الأقل خمس سنوات أخرى لإنجاز مشروع قطار الحرمين الشريفين.. بمعنى أن تنفيذ هذا المشروع يستغرق عشر سنوات على الأقل!!. ولكن السبب الأساسي لوقع الصدمة التي أحدثها تصريح المهندس السويكت.. هو أن معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف كان قد أكد لوسائل الإعلام في يوم الأربعاء 7 ربيع الأول 1430هـ بأن قطار الحرمين ينتهي في شهر نوفمبر من عام 2012م.. وجاء تصريحه الذي نشرته الصحف في اليوم التالي عقب توقيعه عقد تنفيذ المرحلة الأولى من الأعمال المدنية لقطار الحرمين مع ائتلاف الراجحي وذلك بحضور معالي وزير النقل!!. إنه أمر مستغرب فعلا.. وزير المالية وهو رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الممول للمشروع يؤكد بالشهر وليس فقط بالسنة أن المشروع ينتهي في شهر نوفمبر السنة الماضية.. ورئيس الخطوط الحديدية يقول ونحن على مشارف العام 2014م إنه تم قطع نصف الطريق فقط.. والفارق بينهما كبير!!. مشاريع القطارات في الكثير من الدول تشق لها الجبال وتخترق الوديان ومع هذا تنجز في فترة زمنية أقل من ذلك بكثير. إن التكلفة المالية للمشروع كبيرة.. حيث فاقت 6.7 مليار ريال للمرحلة الأولى فقط.. وبالتالي فإن توقعاتنا في إنجاز المشروع بالسرعة المطلوبة وبالمستوى العالمي المأمول كبيرة.. ولكن ذلك للأسف لا يبدو متحققاً. والغريب أنه قبل أيام نشرت الصحف صوراً لقطار الحرمين الشريفين.. والذي بدا في الصورة جميلا ورائعاً.. وكأنها تثير كوامن الأمل البعيد في نفوسنا. إن أخشى ما أخشاه هو أنه حتى الخمس سنوات لن تكون كافية.. فالشواهد الماثلة تشير إلى أن العمل في المشروع يسير ببطء شديد.. وبتوقف مستمر.. وهذه المؤشرات تضع مشروع قطار الحرمين في خانة المشاريع المتعثرة للأسف الشديد. إن قطار الحرمين الشريفين هو بمثابة (حلم جميل) يراود سكان المملكة.. ولكن للأسف يبدو أن علينا أن ننتظر طويلا حتى نرى هذا الحلم واقعاً ملموساً.. ولكن ليس أمامنا سوى القول إن ذلك على الله ليس ببعيد. إن الحل في تصوري لمعالجة الإشكالية الواضح أن المشروع واقع فيها والمتبدية بوضوح من خلال التعثر المشاهد على الطبيعة والمدى الزمني الطويل المعلن رسمياً.. هو أن يتم تشكيل هيئة عليا ولتكن برئاسة سمو أمير منطقة مكة المكرمة.. وهو ما يعطيها قوة التنفيذ وسلطة تجاوز العقبات.. أو أن يتم تسليم المشروع برمته إلى شركة أرامكو السعودية التي أثبتت مراراً قدرتها على تنفيذ المشاريع الكبرى بجودة عالية ورتم سريع وهو ما نحتاجه في مثل هذه المشاريع.. حتى نتمكن من مسابقة الزمن الذي يسرقنا.. بعد أن تأخرنا كثيرا في تنفيذ هذه المشاريع التنموية الحيوية.

مشاركة :