البابا تواضروس: الخلوة هي حالة الحضور في محبة الله والشعور العميق بذلك

  • 8/21/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية: "أريد أن أتحدث عن قضاء الوقت الممتع مع الله، وهو ما نسميه بـ"الخلوة"، لأن حياتنا في هذا العالم أصبحت معقدة ومزدحمة، والمتطلبات الملحة في عصرنا تسرق منا الزمن، أو بصورة أخرى: إن حياتنا تنساب من بين أيدينا ولا نستمتع إلا بالقليل من السلام والفرح والهدوء وسط صخب الحياة وضجيجها، وربما أراد الله وسمح بانتشار الوباء حتى نأخذ فرصة لالتقاط الأنفاس والالتفات لحياتنا ووجودنا بدلا من الساقية التي ندور فيها ليلًا نهارًا بلا توقف".وأضاف قداسة البابا تواضروس في مقاله الصادر اليوم الجمعة، بمجلة الكرازة "مجلة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية"، أن قضاء وقت ممتع مع الله والتفكير في كلمته هو دائما نعمة يحتاجها كل منا بانتظام، وهذه جوهرة لا تقدر بثمن، والكثير يرغبها ولكن القليل يمتلكها.وتابع: "الخلوة الروحية الضرورية ليست مجرد مكان مادي محبب إلينا، وليست مجرد محطة لإعادة الشحن الروحي لحياتنا، وليست مجرد عيادة علاجية تداوي جراح الأيام، وليست مجرد الانفراد وعدم التحدث مع أحد، وليست مجرد تفريغ العقل من الهموم والأعباء، وليست مجرد حراسة أوقاتنا من الدخلاء، وليست مجرد عزلة أو وحدة من الأصوات الخارجية".وأكمل: "الخلوة هي وقت التواصل مع الله.المسيح نفسه كان كثيرا ما يرى ذاهبًا إلى مكان للخلوة وسط خضم الخدمة: " وَفِي الصُّبْحِ بَاكِرًا جِدًّا قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ، وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ" (مر 1: 35)".واختتم: "الخلوة هي حالة الحضور في محبة الله والشعور العميق بذلك، حيث تتجدد الحياة، ويفحص الإنسان وجوده الداخلي وكيانه الحقيقي، وما أصابه من جراء متطلبات الحياة الأرضية وأبعده عن الحياة السماوية. وفي حضور الله هناك معية مطلقة وانسجام وحرية الدخول إلى حضن الله المتسع".

مشاركة :