عندما تتجلى الإنسانية في أبهى الصور.

  • 8/21/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في خضم انتشار وباء فيروس الكورونا الذي أربك أكبر الدول قوة وتقدماَ، حيث انتشر الرعب في جميع أرجاء المعمورة، وتساقط البشر في الشوارع بسبب عجز الحكومات وانهيار القطاع الصحي في الكثير من الدول، وأصبحت عاجزة عن استيعاب الكم الهائل من المصابين. هنا كان للعراق الشقيق رأي آخر، فلا زال أغلب أبنائه البررة يؤمنون أن العراق لا يسقط ولا يضعف أمام أي شيء. في بادرة طيبة تحمل في ثناياها أسمى قيم الإنسانية، ولدت مبادرة من رحم الحدث قام بها الشاب العراقي الشيخ عبد الهادي العباسي الحسناوي شيخ بني حسن من وسط العراق محافظة النجف الأشرف حيث ولدت هذه المبادرة، وذلك عندما نظر حوله وقال جملته ” لا أستطيع رؤية الناس تعاني ولا أفعل شيئاً يخفف من معاناتهم ” فجسد فكرته على شكل مستشفى خاص لمرضى الكورونا يتلقون فيه العلاج، وسابق الزمن هو ومن معه من أبناء المنطقة، حيث شكلوا خلية متكاملة من العمل والجهد المتواصل لتحقيق الفكرة على أرض الواقع، وفي زمن قياسي تزين المكان بالجيش الأبيض الذين قدموا يد العون للمصابين بكل حرفية ومهنية حرصاً منهم على حياة أبناء المنطقة، ووصلوا الليل بالنهار لخدمة المصابين في هذا الصرح الطبي الذي ولد من رحم الجائحة ليكون ملاذاَ لأبناء المنطقة، الذين اطمأنت قلوبهم بأن هناك أيدي بيضاء ترعاهم. لا نستطبع هنا إلا أن ننحني احتراماً واجلالاَ للإنسانية التي تجلت خلال تجسيد هذا العمل على أرض الواقع، والذي تم بصمت دون الالتفات لكاميرا ممكن أن تلتقط صورة لفرسان الفكرة، أو نشر أخبار، لأن خلية العمل كانت حريصة فقط على اتمامه بسرعة واستقبال المرضى دون أي مقابل وذلك لخدمة أبناء المنطقة والتخفيف من معاناتهم. صدفة هي التي جعلتني أشاهد تفاصيل الفكرة التي شدت قلمي للكتابة عنها والاستفسار عن تفاصيلها من بعض الفرسان الذين عنونوا مركزهم بإسم ” مركزالكوثر” الذي يحمل دلالات إنسانية هدفها رضا الله وخدمة لأبناء الوطن. أعلن تحيزي للإنسانية وهذه الصورة المشرقة، وشكراً للعراق وأبنائه على هذا الدرس.

مشاركة :