لا يزال الإسباني رافاييل نادال المصنف العاشر عالميا يمر بعام كارثي ويعيش كابوس صعب استيعابه حتى الآن. فنادال بات قريبا من إنهاء عام 2015 بدون حصد لقب في بطولات الجراند سلام لتصبح هذه هي المرة الأولى منذ عام 2005 التي يحدث فيها ذلك. ومع انكسار نادال وتضاعف أزماته بدأت تتعالى أصوات نجوم وأساطير التنس بتوجيه النصح للاعب الإسباني ولوم عمه ومدربه توني نادال على ما وصل إليه بطل العالم ثلاث مرات من قبل. ولكن يبدو أن نادال غير قادر على تغيير الطريقة التي يفكر بها حتى يخرج من أزمته فبدلا من الاستماع إلى نصيحة الأمريكي جون ماكنرو بضرورة تغيير المدرب خرج اللاعب الإسباني ليدافع عن عمه وعن طاقمه التدريبي ويتحمل مسؤولية النتائج السلبية بمفرده. وبدلا من أن ينغمس في التدريبات على الأراضي الصلبة استعدادا لبطولة أمريكا المفتوحة وما يسبقا من بطولتين للأساتذة وهما مونتريال وسينسيناتي يعود للتدرب على الملاعب الترابية للمشاركة في بطولة هامبورج رغم انتهاء بطولة رولان جاروس أهم بطولة في موسم الملاعب الترابية منذ حوالي شهرين. الفرق بين نادال وفيدرير وديوكوفيتش وعند مقارنة طريقة تفكير نادال وإدارته لمسيرته نجد أنه أقل ذكاء من منافسيه الصربي نوفاك ديوكوفيتش والسويسري روجر فيدرير. فاللاعب الصربي تعاقد مع الألماني بوريس بيكر أحد أساطير التنس والمعروف بأسلوبه الهجومي وأصغر من يتوج ببطولة ويمبلدون ليحسن الشق الهجومي من أداء ديوكوفيتش. وجنى ديوكوفيتش ثمار تعاقده مع بيكر بعد ذلك بفوزه ببطولة ويمبلدون مرتين متتاليتين في عامي 2014 و2015 بعدما تحسن أداءه على الشبكة بالإضافة لتحسن ضربات الإرسال أيضا. ورغم أن ديوكوفيتش تعاقد مع بيكر فإنه لم يتخل عن مدربه القديم ماريان فاجدا الذي كان له الفضل في إظهار موهبة البطل الصربي. أما فيدرير فتمكن من الاستمرار في المنافسة بشكل قوي حتى اقترابه من بلوغ عامه الـ34 بالتخطيط الجيد لجدول بطولاته ومشاركاته خلال كل عام. ويعرف عن فيدرير بالإضافة لأداءه الذي لا يتطلب بذل جهد كبير وهو ما يجعله يحافظ على جسده بعيدا عن الإرهاق والإصابات أنه أيضا يختار جيدا جدول بطولاته حتى لا يستنفذ طاقاته مع الزيادة في العمر والبطء النسبي في الحركة مقارنة بسنوات تألقه وتصدره التصنيف العالمي. 3 حلول لإنقاذ مسيرة نادال وبالعودة لنادال نجد أنه في حاجة للقيام بأكثر من خطوة حاسمة ليتمكن من انتزاع مكانته وهيبته التي ضاعت منذ فوزه ببطولة رولان جاروس 2014 نستعرضهما فيما يلي: 1 – مدرب جديد طوال مسيرة نادال لم يتعامل سوى مع توني نادال وفرانشيسكو رويج، والثاني كان بمثابة مدرب مساعد يرافق نادال في حالة غياب عمه توني. ويعد نادال في أمس الحاجة إلى مدرب صاحب اسم كبير يساعده على استعادة ثقته المفقودة في نفسه التي جعلته عرضة للهزيمة من لاعبين أقل منه فنيا. 2 – تعديل أسلوب اللعب بالتأكيد ليس من المنطقي أن يغير نادال من أسلوب لعبه وهو في الـ29 من عمره ولكن التعديل بات ضروريا لضمان الاستمرار في المنافسة. وتعد نقطة تعديل أسلوب اللعب مرتكزة بشكل أساسي على التعاقد مع مدرب جديد يحسن من إرسال نادال ومن استقباله للإرسال بالإضافة للجرأة خلال التبادلات والتفكير في تسديد ضربات قاضية بدلا من التفكير في تجنب الأخطاء. 3 – تغيير جدول المشاركات على نادال أن يفكر مجددا في جدول مشاركاته على مدار الموسم فليس من العيب أن يقلص من عدد البطولات التي يشارك بها ولكن المهم هو ظهوره بالشكل المناسب، فمثلا نجد أن ديوكوفيتش لا يشارك في أي بطولة تحضيرية لويمبلدون رغم أنه توج بلقب البطولة في أخر نسختين. كما أن التخطيط الجيد سيمنح فرصة لجسد نادال للحصول على الراحة الكافية خاصة وأنه من أكثر اللاعبين عرضة للإصابات. فهل ينقذ نادال مسيرته باتخاذ قرارات مصيرية مثل التعاقد مع مدرب جديد أم أنه سيظل على الطريقة التي يفكر بها والتي قد تكون السبب الرئيسي في كتابة كلمة النهاية لمسيرة رائعة لأحد أبرز لاعبي التنس على مر التاريخ؟
مشاركة :