المدينة المنورة – يجني مزارعو النخيل بالمدينة المنورة وضواحيها محصول هذا العام من تمور “العجوة” التي ارتبط اسمها بالمدينة المنورة، وتمثّل رمزا اجتماعيا فريدا، وذات شهرة عالمية بوصفها ثمرة مباركة يحرص معظم ساكني المدينة وزائريها على تناولها غذاء واستشفاء. ويلجأ العديد من المزارعين إلى تخزين التمور أو كميات منها لاسيما العجوة وحفظها في غرف تبريد خاصة، للمحافظة على جودتها بعد مرحلة الجني، وتمر تمرة العجوة بمراحل قبل النضوج، فبعد تكوّنها تتخذ لونا أخضر ثم أحمر وحينما تنضج يكون لونها أسود، ويتم توزيع كميات منها على الأسواق. ويعمد بعض المزارعين إلى استقبال زبائنهم لشراء تمر العجوة من المزرعة بعد معاينته في النخلة مباشرة، للتأكيد على جودته وحداثة حصاده، ويتراوح سعر الكيلو الواحد أثناء موسم حصاد العجوة بين 10 ريال (2.67 دولار أميركي) و50 ريالا (13.33 دولار أميركي)، بحسب الحجم والجودة وكمية الشراء، فيما يرتفع في باقي أشهر السنة، في حين يعدّ موسم رمضان الأكثر طلبا على تمر العجوة أسوة بغيره من التمور. ولتمر العجوة قيمة غذائية عالية كغيره من التمور، وله مكانة خاصة لدى المزارعين والمستهلكين، فبعد نضوجه واستوائه يبدأ المزارعون بجني محصول تمر العجوة عبر تصنيف حبّاته بحسب حجمها وجودتها، حيث تصنّف تمور العجوة إلى درجات متفاوتة، فيبلغ وزن حبة تمر العجوة المصنفة كدرجة ممتازة 9 غرامات بواقع 55 حبة لكل 500 غرام، فيما يقدّر وزن تمرة العجوة المصنّفة من الدرجة الأولى 7 غرامات بواقع 71 حبة لكل 500 غرام، في حين يبلغ وزن تمرة العجوة المصنفة كدرجة ثانية 5 غرامات بواقع 100 حبة لكل 500 غرام. ويشهد سوق ومواقع بيع التمور بالمدينة المنورة هذه الأيام توافد كميات وفيرة من تمور العجوة بشكل يومي، ورغم تدني حجم المبيعات مقارنة بالأعوام الماضية بسبب الظروف الاستثنائية المتعلقة بتعليق قدوم الحجاج والزائرين إثر جائحة كورونا، إلا أن الطلب على تمور العجوة يظل قائما حيث تباع في محلات بيع التمور على مدار العام. وفي الغالب لا تخلو حقائب زائري المدينة المنورة من تمور العجوة التي تباع بشكل تقليدي أو بتغليفها بأشكال وأحجام متفاوتة لحفظ هذا النوع من التمور. ولثمرة العجوة فوائد كثيرة نظرا لقيمتها الغذائية، فمعظم محتواها من السكر على هيئة سكريات أحادية جلوكوز وفركتوز، كما تستمدّ أهميتها وبركتها من الجانب الإيماني ومنه أن يتناول المؤمن سبع تمرات تنفيذا للتوجيه النبوي. المزارعون يبدأون بجني المحصول بعد نضوج تمر العجوة عبر تصنيف الحبات بحسب حجمها وجودتها المزارعون يبدأون بجني المحصول بعد نضوج تمر العجوة عبر تصنيف الحبات بحسب حجمها وجودتها وقد ذُكر فضل عجوة المدينة في بعض الأحاديث النبوية عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كما جاء في الحديث “من تصبّح كل يوم سبع تمرات عجوة، لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر”. وللتمر عموما وللعجوة خاصة فوائد صحية جمّة، فهو مليّن طبيعي ممتاز يمنع الإمساك، ويقويّ العضلات، ويعالج فقر الدم، ويقوّي السمع والبصر، ويهدئ الأعصاب، والتمر يحتوي على كمية عالية من الألياف الغذائية، والمعادن الضرورية لصحة الجسم، مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم، وتعادل ثلاث حبات تمر حصة فاكهة واحدة. وتمثّل تمور العجوة نسبة من عدد النخيل بمنطقة المدينة المنورة ومحافظاتها التي يقارب عدد أشجار النخيل بها 4 ملايين نخلة، ويبلغ عدد مصانع التمور المنتجة في المدينة المنورة 14 مصنعا، تنتج ما نسبته 9 في المئة من إجمالي إنتاج المملكة. وتولي الجهات الرسمية والقطاع الاقتصادي بالمنطقة قطاع النخيل والتمور عامة عناية خاصة، وكذلك العجوة، نظرا للتنافسية العالية التي تميز هذا النوع من التمر، فيحددان أجود المواصفات للعجوة، ووسائل حفظها وتخزينها، وبيان أفضل الطرق والتعاملات الزراعية، وأساليب وبرامج التسميد والحصاد والريّ، وكيفية تطوير إنتاج العجوة وتحسينه، وتقديم الدعم للمنتجين ورواد الأعمال لتوليد المشروعات والوظائف في قطاع التمور عامة بالمنطقة. ويعتبر التمر موروثا ثقافيا في السعودية يعبر عن الكرم. ويحاول الجيل الشاب في السعودية إخراجه من شكله التقليدي وجعله منتجا عالميا من خلال ابتكار منتجات جديدة اعتمادا على التمر، مثل دبس أو عسل التمر، وأيس كريم التمر، وعجينة التمر. وفي ظل طفرة التجارة الإلكترونية التي تشهدها السعودية برزت الكثير من المتاجر الإلكترونية التي تخصصت في بيع التمور أو منتجات التمور مثل معمول التمر، أو التمور المحشوّة بالمكسرات، والتمور المغطّاة بالشوكولاتة، وعجينة التمر، والبسكويت.