قال الأمير تركي الفيصل، مدير المخابرات الأسبق والسفير الأسبق في واشنطن، إن المملكة العربية السعودية “وضعت ثمن إتمام السلام بين إسرائيل والعرب، هو قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس، بناء على مبادرة المرحوم الملك عبد الله بن عبد العزيز”، حسبما أكد في مقال له في صحيفة الشرق الأوسط ، الجمعة. وأوضح تركي الفيصل في مقاله، أنه “إذا كانت أي دولة عربية يناهزها اللَّحَاق بدولة الإمارات العربية المتحدة، فيجب أن تأخذَ الثمنَ في المقابل، ولا بُدَّ أن يكون ثمناً غالياً”، بحسب تعبيره. مقال الأمير تركي الفيصل، جاء بعد أيام من تصريحات وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، في أول تعليق لبلاده على اتفاق التطبيع الإماراتي مع إسرائيل، والتي أكد فيها أن “المملكة العربية السعودية ملتزمة بخيار السلام استنادا إلى المبادرات العربية وقرارات الشرعية الدولية، وبعد تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين”. وأضاف فيصل بن فرحان، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الألماني، قبل أيام، أن السعودية “ملتزمة بالسلام كخيار استراتيجي استنادا إلى مبادرات السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، التي تمكن الشعب الفلسطيني من تأسيس دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية”. وتابع بالقول: “نحن نقدر كل الجهود الإيجابية التي تهدف إلى تحقيق السلام، ونعتبر أي إجراءات أحادية إسرائيلية لضم الأراضي الفلسطينية تقوض إمكانية التوصل إلى سلام دائم”. وقال تركي الفيصل في مقاله، إن ما صوفه بـ”الثلاثي الخرب”، في إشارة إلى قطر وتركيا وإيران، بحسب وصفه، “اتجه نحو كيل الاتهامات للإمارات بالخيانة والطعن في الظهر، وكل ما تعودنا أن نسمعه منهم، ويضاف إليهم للأسف، القيادة الفلسطينية التي رمت بنفسها خلف الثلاثي والتي لم تنل منه سابقاً، ولن تنال منه لاحقاً، إلا شعاراتٍ جوفاء”، مؤكدًا على حق الإمارات في توقيع الاتفاق. ودعا الفيصل، في مقاله، قيادة السلطة الفلسطينية إلى “الاتعاظ بما يقوله أحد أبرزِ زعامات تيار فتح الإصلاحي الديمقراطي، سمير المشهراوي، والْجِمِي الشاتِمِينَ والشامِتِينَ من مواطنيكِ، ولا تَنْسَي أنَّ مَصالحَ الشعبِ الفِلسطيني هي مع دولة الإمارات العربية التي تستضيف أكثرَ من ثلاثمائة ألفِ فِلَسطيني يسترزقون من خيراتها، وينعمون برعايتها لهم. ثم لا تنسي أنك طبعت مع إسرائيل منذ أكثر من ربع قرن، كما أن شرعية السلطة الفلسطينية قائمة على اعترافك بإسرائيل، وإنهاء حالة الحرب معها، ثم أصلحي من شأنَك في دارك، وانه الانقسامَ الذي نرى الطرفَ الآخَرَ منه يَتودَّدُ ويَخْتَضِعُ لخامنئي، بينما هو يتلقَّى المالَ عبرَ القيادة الإسرائيلية”، حسبما ورد في صحيفة الشرق الأوسط. وأوضح الفيصل في مقاله، أن “المكسب الذي لم ينل أي إشارة في هذا الجدل هو أن دولة الإمارات العربية المتحدة يلجا إليها زعيم أكبر دولة في العالم؛ لكي يَحصل منها على ما يمكن أن يفيده في سعيه الانتخابي، وتشترط عليه إيقاف قرار الضم، ذلك الضم الذي كان من ضمن صفقة القرن، كما وصفها ذلك الزعيم، فيوافق ويضع توقيعه عليه”، بحسب تعبير تركي الفيصل.
مشاركة :