باحث: الصراع بين سيادة العراق وخضوعه لنفوذ إيران معركة مستمرة

  • 8/22/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال أسامة الهيتمي، باحث في الشأن الإيراني: إن تجدد اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العراق يكشف أن فترة الهدوء التي شهدتها البلاد خلال الأيام الماضية لم تكن تعني انطفاء نار الثورة العراقية وإنما كانت اختبارا لحقيقة نوايا النظام العراقي في إحداث التغيير ومنح رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي الفرصة ليتمايز عمن قبله فضلا عن الاستجابة لمتطلبات أمن وسلامة المحتجين بعد تفشي فيروس كورونا الأمر الذي يؤكد جدية وإصرار الشارع العراقي على مواصلة نضاله من أجل تحقيق مطالبه المتعلقة بسيادة العراق وإجبار القائمين على إدارته على العمل من منطلقات وطنية بحته بعيدة عن موالاة أطراف إقليمية أو الخضوع لنظام المحاصصة والطائفية. وأضاف الهيتمي في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن الحراك الشعبي في العراق على وعي كامل بالأطراف والمكونات السياسية التي تمثل عائقا كبيرا أمام تحقيق أهدافه وهي تلك الأطراف المعروفة بولائها لإيران والتي تعمل لأجندتها دون النظر من قريب أو بعيد لمصالح العراق وشعبه الأمر الذي دفع بالحراك إلى أن يخصص جزءا كبيرا من هتافاته وشعاراته للنيل من هذه المكونات والتأكيد على أنها غير معنية بالمرة بالشعب العراقي. وأشار الي أن هذه المكونات والأحزاب العراقية المسلحة تبذل كل ما في وسعها من أجل إجهاض هذا الحراك سالكة في ذلك كل السبل الشرعية وغير الشرعية والتي كان من بينها التصفية الجسدية والاختطاف وهي الأساليب التي أسفرت عن مقتل العشرات من النشطاء والناشطات الأمر الذي استفز الحراك الشعبي ليتوجه إلى مقرات هذه الأحزاب التي يتركز وجودها في المحافظات الجنوبية ليقوم بعض النشطاء بهدم بعض هذه المقرات كتعبير عن رفضهم لوجودها واستمرار عملها ضد الحراك بأساليب إرهابية. وأكد "الهيتمي"، أن الدلالات المهمة فيما يخص عودة مثل هذه المشاهد إلى الساحة السياسية العراقية هو عجز الكاظمي عن الوفاء بما تعهد به مرارا وتكرارا للشارع العراقي من أنه سيعمل على إضعاف هذه الميليشيات المسلحة وأن يوفر الأمن والأمان لكل العراقيين فضلا عن النشطاء إذ تبدو الصورة وكأن هذه الميليشيات غير عابئة بالمرة بما يقوله أو يفعله الكاظمي خاصة بعد تعرض بعض النشطاء مؤخرا للتصفية الجسدية فيما تم تهديد البعض بشكل علني من قبل أطراف معلومة للجميع. وتابع أن هذه الميليشيات لا يمكن أن تتحرك بهذه الجرأة دون أن تحظى تحركاتها بقبول إيراني فهي تعمل تحت المظلة الإيرانية ما ينبأ بأن إيران لن تفرط بسهولة في النفوذ الذي حققته هذه الميليشيات على مدار السنوات الماضية بما يعني أن معركة الصراع بين سيادة العراق وخضوعه للنفوذ الإيراني ستستمر لفترة طويلة يرتهن نجاح العراقيين فيها بمدى قدرتهم على الصمود من أجل انتزاع هذه السيادة.

مشاركة :