ابن سينا.. فيلسوف الحكمة المشرقية

  • 8/23/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حظى الفيلسوف الكبير الحسين ابن سينا المعروف بلقب "الشيخ الرئيس" باهتمام بالغ على جميع الأصعدة، حتى احتفلت به في وقت سابق منظمة اليونسكو العالمية بذكرى مرور ألف عام على ميلاد عبقري الطب والفلسفة، الذي له إسهامات كثيرة في مجالات الموسيقى والفلك والرياضيات.ابن سينا، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم السبت، ولد بالقرب من بخارى في الربع الأخير من القرن الرابع الهجري ورحل في العام 1037 م/ 427هـ، وقدم خلال حياته اجتهادات فلسفية حول الوجود والكون، وأدلة عقلية حول وجود الخالق، ووضع تصورا كاملا حول النفس الإنسانية وعلاقتها بالجسم الإنساني ومصيرها العلوي، فهو مثلما وضع كتاب "القانون في الطب" الذي صار مرجعًا للعلوم الطبية لفترة طويلة من الزمن، وضع أيضا رؤى فلسفية سميت بـ"الحكمة المشرقية"، التي تشرق من داخل الإنسان المفعم بالتأمل والمطالعة والتفكير الحر.لمع اسمه منذ صغره كعالم فذ، واشتهر بين الناس كطبيب ومعالج ماهر ومجتهد، ولد في قرية أفشنه بالقرب من بخارى، ورحل إلى قزوين وأصفهان، وهمدان.ألف الفيلسوف الكبير رسالة في "ماهية العشق" حاول من خلالها تفسير حركة الكون وعلاقة الأشياء الضرورية ببعضها، موضحا أن الموجودات في غريزتها تسعى ناحية الخير المطلق وتعشقه، وأن الخير المطلق متجل لها لذاتها، لكن درجة التفاعل مع هذا الخير بين الموجودات متفاوت على الحقيقة، متطرقا إلى عشق الوجوه الحسان، والنفوس الإلهية، ووجود العشق في الصورة النباتية والنفس الحيوانية.أما في قصيدة "النفس" قدم ابن سينا نظرية كاملة حول أعقد الأمور الفلسفية وهي نظرية النفس، ولقي ما قدمه قبولًا واسعًا، وانبرى كثير من الشراح لفك ألغاز تلك القصيدة، أو الرد عليها من جانب المعارضين، فقد تكلَّم عن منشأ النفس وخلقها ومجيئها لعالم الأبدان ثم تلبسها بتلك الأفعال التي يتلبس بها الجسد الترابي وهي من عالم النور والملكوت ثم مفارقة ذلك الجسد في تفجع وألم.وخلال قصيدته التي نالت شهرة كبيرة استطاع الفيلسوف الكبير أن يقدم تعريفًا للنفس وبيان مصدرها وإثبات وجودها، وطرق تلك المعرفة التي هي عن طريق الحواس أو الإدراك العقلي والنظر، وعالج موضوعها بطريقة درامية قصصية فيها علاقات حية وتفاعلية بين النفس والجسد.ومن كلمات قصيدة النفس نذكر: "هَبَطَتْ إِلَيْكَ مِنَ المَحَلِّ الأَرْفَعِ/ وَرْقَاءُ ذَاتُ تَعَزُّزٍ وَتَمَنُّـــعِ/ مَحْجُوبَةٌ عَنْ مُقْلَةِ كُلِّ عَارِفٍ/ وَهْيَ الَّتِي سَفَرَتْ وَلَمْ تَتَبَرْقَـعِ/وَصَلَتْ عَلَى كُرْهٍ إِلَيْكَ وَرُبَّمَا/ كَرِهَتْ فِرَاقَكَ وَهْيَ ذَاتُ تَفَجُّعِ/ أَنِفَتْ وَمَا أَلِفَتْ فَلَمَّا وَاصَلَتْ/ أنِسَتْ مُجَاوَرَةَ الخَرَابِ البَلْقَـعِ/ وَأَظُنُّهَا نَسِيَتْ عُهُودًا بِالحِمَى/ وَمَنَازِلًا بِفِرَاقِهَا لَمْ تَقْنـــَعِ".

مشاركة :