هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلقة السادسة د . ضيف الله مهدي صفة لونه صلى الله عليه وسلم : عن أنس رضي الله عنه قال : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أزهر اللون ، ليس بالأدهم و لا بالأبيض الأمهق ” . أي لم يكن شديد البياض والبرص – يتلألأ نوراً . صفة وجهه : كان صلى الله عليه وسلم أسيل الوجه مسنون الخدين ولم يكن مستديراً غاية التدوير، بل كان بين الاستدارة والإسالة هو أجمل عند كل ذي ذوق سليم . وكان وجهه مثل الشمس والقمر في الإشراق والصفاء ، مليحاً كأنما صيغ من فضة لا أوضأ ولا أضوأ منه وكان صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه حتى كأن وجهه قطعة قمر . قال عنه البراء بن عازب : ” كان أحسن الناس وجهًا و أحسنهم خلقاً ” . صفة جبينه : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيل الجبين . “الأسيل : هو المستوي . أخرجه عبد الرازق والبيهقي وابن عساكر . وكان صلى الله عليه وسلم واسع الجبين أي ممتد الجبين طولاً وعرضاً، والجبين هو غير الجبهة، هو ما اكتنف الجبهة من يمين وشمال ، فهما جبينان ، فتكون الجبهة بين جبينين . وسعة الجبين محمودة عند كل ذي ذوق سليم . وقد صفه ابن أبي خيثمة فقال : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلى الجبين ، إذا طلع جبينه بين الشعر أو طلع من فلق الشعر أو عند الليل أو طلع بوجهه على الناس، تراءى جبينه كأنه السراج المتوقد يتلألأ ” صفة حاجبيه : كان حاجباه صلى الله عليه وسلم قويان مقوسان ، متصلان اتصالاً خفيفاً، لا يرى اتصالهما إلا أن يكون مسافراً وذلك بسبب غبار السفر . صفة عينيه : كان صلى الله عليه وسلم مشرب العينين بحمرة ، وقوله مشرب العين بحمرة: هي عروق حمر رقاق وهي من علاماته صلى الله عليه وسلم التي في الكتب السالفة . وكانت عيناه واسعتين جميلتين ، شديدتي سواد الحدقة ، ذات أهداب طويلة – أي رموش العينين – ناصعتي البياض وكان صلى الله عليه وسلم أشكل العينين . قال القسطلاني في المواهب : ” الشكلة بضم الشين هي الحمرة تكون في بياض العين وهو محبوب محمود ” . وقال الزرقاني : ” قال الحافظ العراقي : ” هي إحدى علامات نبوته صلى الله عليه وسلم ” . ولما سافر مع ميسرة إلى الشام سأل عنه الراهب ميسرة فقال : في عينيه حمرة؟ فقال : ما تفارقه ، قال الراهب : “هو” شرح المواهب. وكان صلى الله عليه وسلم ، إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين وليس بأكحل . رواه الترمذي . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ” كانت عيناه صلى الله عليه وسلم نجلاوان أدعجهما ـ والعين النجلاء الواسعة الحسنة ، والدعج : شدة سواد الحدقة ، ولا يكون الدعج في شيء إلا في سواد الحدقة – وكان أهدب الأشفار حتى تكاد تلتبس من كثرتها ” . أخرجه البيهقي في الدلائل وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق . صفة أنفه : يحسبه من لم يتأمله صلى الله عليه وسلم أشماً ولم يكن أشماً وكان مستقيماً، أقنى أي طويلاً في وسطه بعض ارتفاع ، مع دقة أرنبته والأرنبة هي ما لان من الأنف . صفة خديه : كان صلى الله عليه وسلم صلب الخدين . وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده ” أخرجه ابن ماجه وقال مقبل الوادي : هذا حديث صحيح . صفة فمه وأسنانه : قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشنب مفلج الأسنان ” . الأشنب : هو الذي في أسنانه رقة وتحدد . أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطباتاتات والبغوي في شرح السنة . وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضليع الفم ، أي واسع الفم ، جميله ، وكان من أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم ” . وكان صلى الله عليه وسلم وسيماً أشنب – أبيض الأسنان مفلج أي متفرق الأسنان ، بعيد ما بين الثنايا والرباعيات- أفلج الثنيتين – الثنايا جمع ثنية بالتشديد وهي الأسنان الأربع التي في مقدم الفم، ثنتان من فوق وثنتان من تحت ، والفلج هو تباعد بين الأسنان – إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه ، – النور المرئي يحتمل أن يكون حسياً كما يحتمل أن يكون معنوياً فيكون المقصود من التشبيه ما يخرج من بين ثناياه من أحاديثه الشريفة وكلامه الجامع لأنواع الفصاحة والهداية .
مشاركة :