كهوف ظفار تلخص الصراع بين الإنسان والطبيعة

  • 7/24/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

على طول سلسلة جبال محافظة ظفار العمانية تنتشر مجموعة من الكهوف التي تعد من المقومات الطبيعية مشكلة معالم سياحية متميزة لمحبي المغامرة والاكتشاف، فضلاً عن كونها تشكل إضافة جيدة للتنوع البيئي والجغرافي والمعالم التاريخية والأثرية والمقومات الحضارية التي تتميز بها سلطنة عمان. حفرة طيق اكتشفها فريق من المغامرين السلوفانيين بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس باعتبارها واحدة من أكبر حفر الإذابة في العالم حيث يبلغ حجمها حوالي 975 ألف متر مكعب، ويتراوح طول قطرها ما بين 130حتى 150 متراً، ويصل عمقها 211 متراً، وقد أدى جريان المحلول المائي على طول الأودية إلى إذابة الصخور وتكوين الحفرة والشلالات الواقعة على طول التقاطع معها حيث يوجد كهف طيق قرب أعلى الحفرة والذي يبلغ حجمه 170 ألف متر مكعب يشتمل على ستة مداخن أكبرها عند المدخل والجدار الغربي ويمكن مشاهدته من أعلى حفرة إذابة طيق حيث الوصول إليه عبر مسالك صغيرة يمكن رؤيتها من المسار الرئيسي. عدد كبير من الكهوف والمغارات تنتشر في سلسلة جبال ظفار استغرق تكوينها آلاف السنين حيث كان سكان المناطق الجبلية يستخدمونها مساكن لهم ومأوى لماشيتهم يحتمون بداخلها من الأمطار والرياح والعواصف باعتبارها في ذاك الزمن البعيد الملاذ الأول للإنسان الذي كان تكفل له الحماية من تغيرات الطبيعة وأخطار الضواري والزواحف والحشرات. من الكهوف الموجودة في محافظة ظفار كهف صحور الذي يقع في وادي نحيز يبعد 12.5 كم إلى الشمال من مدينة صلالة، ويتكون من صخور الحجر الجيري كما يوجد بالهضبة التي يقع فيها الكهف مدخل كبير الحجم يطل على الوادي بقوسه المزين وبهوابط قديمة وصاعدة كبيرة يبلغ ارتفاعها مترين، وتزدان الغرفة الرئيسية للكهف بالعديد من التراكيب الكهفية الجميلة، كالأعمدة والهوابط بأنواعها المختلفة، حيث تتدلى قطرات المياه في الكثير من الهوابط التي لا تزال في مراحل تكونها، إلى جانب وجود حوض جاف انطبعت عليه آثار لمياه شلالات متحجرة. العيون المائية الرئيسية بمحافظة ظفار تتميز بوجود كهوف على مقربة منها من أبرزها كهف اتين القريب من عين جرزيز الذي يعتبر الأكبر مساحة في تلك المنطقة، وينقسم إلى كهفين أحدهما الرئيسي مساحته 602 متر مربع تقريباً، والأصغر مساحته 189 متراً مربعاً، ويبعد 10 كيلومترات عن مدينة صلالة على هضبة جبلية ترتفع عن سطح البحر 400 متر، كما يبعد عن عين جرزيز بحوالي 400 متر إلى الاتجاه الغربي، ويمكن من خلاله مشاهدة جميع جوانب الوادي بحكم ارتفاعه وموقعه المتميز، وهو مقصد للعديد من السياح والمهتمين بالطبيعة والكهوف طوال العام، إضافة إلى وجود بعض الظواهر الجيولوجية داخل الكهف من بينها ما يعرف بالهوابط التي تقطر منها المياه أثناء هطول الأمطار. كهف رزات الأكثر ارتياداً من جانب الزوار والمقيمين، ويتوسط الجبل المطل على عين رزات التي تبعد 25 كيلومتراً عن صلالة، ويرتفع قليلاً عن مستوى الأرض بما يمكن الزائرين من مشاهدة عين رزات وحديقتها بالكامل من مدخل الكهف. أما كهوف وادي دربات التي تتميز بأقواسها الطبيعية والنقوش والرسوم المزينة لجدرانها ففريدة من نوعها بسبب تنوع الترسبات الكلسية المعلقة في أسقفها، وتمثل زيارتها كهوفاً فرصة نادرة للتعرف الى التكوينات الجيولوجية للكهوف وتطورها عبر آلاف السنين والاطلاع على نشاط الإنسان في العصور القديمة من خلال مشاهدة النقش على الصخور للإنسان البدائي الذي سكن هذه الكهوف. وفي عين حمران كهف يحمل اسمها، كما يطلقون عليه محليا اسم كهف الخفافيش حيث تعيش داخله أعداد كبيرة منها، ويتميز بمدخل منبسط يضم قناة تمتد لمسافة 30 متراً تنتهي في غرفة جوفية مقاسها 100 متر مربع، كما يعتبر كهف المرنيف بمنطقة شاطئ المغسيل من بين الكهوف التي تحظى بزيارة أعداد كبيرة من الزوار حيث يقع على بعد 40 كيلومتراً من صلالة مطلاً على البحر، ويطل على نوافير المياه الطبيعية التي تجذب السياح خاصة خلال موسم الخريف. إلى ذلك، يتواجد بولايتي رخيوت وضلكوت بالمنطقة الغربية من محافظة ظفار عدد من الكهوف، حيث تشتهر الأولى بوجود الكهوف والمغارات من أشهرها شروت وأخارت وحرتوم، وفي الثانية شيساع ومشلول واصبير على جدرانها بعض النقوش الأثرية.

مشاركة :