عدم احترام المواعيد لم يعد بين الصديق وصديقه فحسب أو الابن الذي يتأخر عن الحضور إلى منزل الأسرة لساعات من دون مبرر، بل امتدت الظاهرة إلى بعض مؤسسات العمل العامة والخاصة التي يرتبط عملها بالجمهور، وعندما تكون قيمة الوقت الذي يهدر في أشياء لا قيمة لها ويمر بلا عقاب يجعل الكثير من الناس ينفضون من حولك وتنطبق عليك صفات المستهتر أو الكذاب، حيث تسببت هذه الظاهرة في الكثير من المشاكل والخلافات وأفسدت العلاقات بين الأصدقاء والزملاء. يشير وسام فضل إلى أن كثيراً من الأشخاص لا يحترمون المواعيد ويخلفونها من دون شعور بالخجل من الإخلال بالموعد المحدد مع الطرف الآخر، وعندما يحدد شخص وقتاً لزيارة آخر فإن الوصول الفعلي بعد الوقت المحدد بساعة أو أكثر، أو ربما يحضر قبل الموعد متقدماً ربع ساعة، وكأن الشخص الذي حدد الموعد معه غير مهم، و لابد أن يكون جاهزاً لأي تأخير أو تقديم في الوقت المحدد، ويشير إلى أنه يرفض ذلك ويعتبره قلة احترام له، و يضيف أن هناك خللاً في الشخص الذي يخلف مواعيده دائماً، وربما تلك الظاهرة تؤدي إلى الوقوع في كثير من الخلافات مع مثل هؤلاء وربما نخسرهم في المستقبل لسوء تقديرهم واحترامهم للوعود. ويقول فضل إن الأشخاص الذين يحترمون الوقت ناجحون في الحياة، من خلال ذلك تدرك قيمة الحياة التي تعيشها، وتفهم ماذا يعني الوقت وقيمته، ويضيف أن الشخص الناجح من يعرف كيف يدير حياته ووقته، وعندما تحترم موعدك مع الآخر فذلك يعني أنك تحترمه، وأنك متحضر في سلوكك وتصرفك. تقول مناهل حماد إن عدم التزام البعض خاصة المقربين بالمواعيد يجعلني أضع هؤلاء في قائمة النسيان وأكون قليلة الثقة بهم، لأن الذي يتخلف عن مواعيده يعتبر قليل الوفاء، وتضيف: "كثير من الأشخاص يفاقمون من عدم احترام المواعيد المضروبة لا لأسباب حقيقة وملحة وإن كان ذلك لا يبرر اختلاف المواعيد وإنما لأسباب غير حقيقية، وتشير إلى أنها ترى الكثير من الناس يخلف موعده مع الآخر الذي يقضي ساعات في انتظاره وربما يعتذر الشخص بأنه كان في نوم عميق ولم يستيقظ إلا متأخراً، وتضيف: "كما أنني أرى آخرين يخلفون مواعيدهم ويقول أحدهم إنه لم يخرج من البيت لأنه كان يشاهد أحد المسلسلات في قناة تلفزيونية، وغير ذلك من الأسباب تجعل من الشخص الآخر الذي ينتظر بحسب الموعد المحدد كأنه مستهان به من قبل الآخر". وتشير حماد إلى أنها أصبحت تقيّم تصرفات بعض الناس من خلال جوانب عدة لكن الجانب المهم لديها احترام المواعيد، وتضيف أن هذه العادة السيئة ربما تدفع الكثير من الناس إلى عدم احترام الآخر وربما يصل الأمر إلى إنهاء العلاقة بسبب عدم احترام الموعد المحدد، كما يجب اتخاذ مواقف صارمة تجاه الذين لا يحترمون المواعيد، وتؤكد أنها تشعر بالإحباط حال عدم التزام المواعيد خاصة صاحب الدعوة الذي رتب اللقاء وتضيف سأغضب أكثر ولن أثق مستقبلاً في التزامه بمواعيده". لكن معاوية هاشم يقول إن كثيراً من الناس أكثر التزاماً في الاجتماعات الرسمية حيث نجد الشخص يأتي في الوقت المحدد، ويضيف: "نحن كمجتمع مسلم يجب أن نحترم وندرك قيمة احترام الوعود والمواعيد". ويؤكد أن الكثير من الناس يفتقدون فن إدارة الوقت واحترامه، حيث إن البعض منهم يضيع أوقاته هدراً في أشياء لا تفيده، ويوضح أن سبب عدم احترام الإنسان للمواعيد والوقت يعود إلى التربية، وعدم وجود قدوة لدى الشخص المسؤول في احترام الوقت، ويضيف: "هذه سمة يجب تعزيزها في المستوى التعليمي المدرسي والجامعات، ولكن لا نهتم بذلك في مجتمعنا العربي، فعندما يتأخر المعلم عن الحصة من دون مبرر لا يتم التعامل مع ذلك كسلوك مرفوض، وكذلك الطالب أو الطالبة التي تتأخر يتم التعامل معها بشكل عادي بلا عقاب، حيث نجد في بعض الدول حينما تتأخر الطالبة أو الطالب عن موعد الحصة أو المحاضرة في الجامعة بدقائق معدودة لا يسمح له بدخول القاعة". يؤكد هاشم أن ثقافة احترام المواعيد تأتي في المقام الأول من أسلوب التربية في المنزل ثم من خلال المراحل الدراسية وتأتي بعدها مرحلة الانضباط في العمل، وإذا طبقت تلك السمات عبر هذه القنوات فإن الإنسان قطعاً سيحترم الوعد والوقت، وللأسف نجد كثيراً من تلك القنوات تتقبل نقض المواعيد أو سلوك التأخير وتشعر كأنها ليست ذات أهمية فلا تكون صفة احترام الوقت من سمات الشخصية، وكثير من المجتمعات في الدول لديها تقديس للمواعيد، حيث نجد الشخص لديه برنامج مخطط ومجدول لساعات يومه يرفض أن يخترقه أو يفسده عليه أحد، لأن الوقت له قيمة لا يستطيع التعامل معه أحد خلاف المواعيد، بعكس ما يحدث لدينا في بعض المجتمعات العربية من عدم التزام بالوقت والمواعيد مع بعض الأصدقاء. تشير وجدان سليمان إلى أن كثيراً من الناس لا يحترمون المواعيد ويخلفونها من دون شعور بحياء أو خجل من ذلك، يجب على الشخص احترام المواعيد التي حددها مع الآخرين، ويكون جاهزاً لأي تأخير يحدث ويقدم العذر الذي جعله يتخلف عن الحضور في الوقت المحدد. وتضيف سليمان: التخلف عن المواعيد من دون أسباب أو الاستهتار بالشخص والوقت يؤدي غالباً إلى الوقوع في كثير من الخلافات مع مثل هؤلاء وربما نخسرهم لسوء تقديرهم واحترامهم للوعود التي يقطعونها، وتؤكد أن التربية الخاطئة منذ الصغر داخل الأسرة من أهم أسباب عدم احترام الجيل الجديد لقيمة الوقت.
مشاركة :