طريفة الزعابي: «الليغو» تنمي مهارات التفكير والإبداع

  • 7/24/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: أشجان محمود المكعبات أو الليغو ليست مجرد لعبة مسلية للأطفال فهناك من يستخدمونها للكشف عن حلول إبداعية في التفكير وتأهيل الموظفين في الجهات الحكومية، هذا ما تسرده لنا طريفة الزعابي الحائزة أفضل سيدة أعمال لعام 2015 من مؤسسة محمد بن راشد للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، تخرجت في كلية التقنية العليا في دبي وحاصلة على الدكتوراه في التربية من الجامعة البريطانية، استطاعت خلال تحضيرها الرسالة والبحث عن أساليب غير تقليدية في التعليم التعرف إلى أهمية مكعبات الليغو، وأسست بالفعل أكاديمية متنقلة لتعليمها، عن كيفية استخدامها لمكعبات الليغو وحصولها على الجائزة والأكاديمية، كان هذا الحوار. } بداية كيف تعرفت إلى أهمية مكعبات الليغو؟ - الفكرة جاءتني عندما كنت أعد رسالة الدكتوراه، وقتها كنت أبحث عن أساليب تعليم وتدريب مبتكرة، وكانت تزعجني كثيراً الأساليب القديمة والتقليدية في التعليم، فكان لدي هاجس بضرورة البحث عن أساليب ذات طابع تشاركي، بمعنى أن يكون هناك تفاعل بين المعلم والطالب، بدلاً من النظام المتبع في معظم المدارس والجامعات وهو أن المعلم في الصف ملقن والطالب مستمع، ومن خلال البحث في الشبكة العنكبوتية توصلت إلى محرك بحث يوفر حلول عالمية وينقلها للمحلية تعرفت من خلاله إلى آلية مكعبات الليغو ووجدت أنها موجودة في الدول الاسكندنافية وتختلف طريقة استخدامهم هناك لليغو عن استخدامنا نحن في الدول العربية، ففي الأخيرة تستخدم من أجل الترفيه والتسلية وتقضية وقت الفراغ بينما في الأولى تستخدم في التوصل لحلول إبداعية وقياس مهارات الموظفين وتنمية ابتكاراتهم. } كيف أمكنك تطبيق ما قرأته عنها على أرض الواقع؟ - لم أتوقف عند حد القراءة، ولكن أخذني الشغف للتعرف إلى كيفية تطبيق الليغو في تنمية المهارات المختلفة وبالفعل تواصلت مع إحدى شركات الليغو الموجودة في الدنمارك وسافرت إلى هناك، قابلت المسؤولين وأطلعوني على تجاربهم المختلفة في استخدام الليغو وتدربت عليها بمقر الشركة، وتعرفت إلى مادة تدرس يطلق عليها اللعب الصعب وهي قطع مكعبات الليغو وعددها 365 قطعة وكل واحدة منها تتميز عن الأخرى بمدلولات خاصة بها وألوان مختلفة وعليها أشكال ورسومات متنوعة، ومن فوائدها ربط أكثر من حاسة للشخص الذي يستخدمها في وقت واحد ببعضها حيث تربط العقل بحاستي النظر واللمس. } وكيف قمت بتدريب الأشخاص والأطفال؟ - الجميل في تطبيقها أنك عندما تتوجه لشخص بسؤال يكون مطالباً بالإجابة الشفهية عنه، ولذلك فإجابته ربما تكون غير دقيقة خاصة إذا كان من النوع الانطوائي قليل الكلام، ولذلك تظهر فائدة الليغو عندما تطرح عليه السؤال فيبني الإجابة من خلال المكعبات، وهو ما نحاول تطبيقه هنا، والليغو لا تطبق على الأطفال فقط، لكن أيضاً على الكبار سواء كانوا موظفين أو متدربين في أي مكان، فعندما تطرح سؤالاً على موظفين في شركة عن ماهية القيادة، ستجد أشكالاً عدة وحلولاً كثيرة أبدع فيها الأشخاص، منهم من يبني سفينة باستخدام الليغو ويعتبر ربانها القائد الذي ينطلق بهم إلى نقطة الوصول، وآخرون يبنون بناية من عدة طوابق ويرون أن أساسها القائد الذي يملك رؤية وحكمة بالغة، ولذلك تظهر أهمية الليغو في التعرف إلى الأفكار المختلفة والمتنوعة للمجموعة، وتساعدهم على الابتكار والإبداع والتواصل والحوار والاتفاق للوصول إلى حل مشترك. } كيف أمكنك تطبيقها من خلال دراستك للدكتوراه؟ - قمت بالبحث عن إمكانية تطوير المسؤولية الاجتماعية باستخدام الليغو، وبادرت بتدريب وتعليم 650 طالباً واستخدمت المكعبات لجعل المشاركين يبنون قيماً مثل المصداقية والشفافية والتسامح، وبالفعل توصلت إلى نتائج إيجابية كثيرة. } ما الذي أهلك للحصول على الجائزة؟ وكيف تقيمين التكريم؟ - الجائزة تضمنت عدة شروط كان من أهمها تدريب 1200 موظف حكومي على استخدام الليغو، وبالفعل وفيت بالشرط وقمت بتدريب هذا العدد الضخم والمتنوع بين مسؤولين عاملين في المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة، وساعدناهم على تنمية مهاراتهم المختلفة في التفكير والنقد البناء والإبداع من خلال الليغو، والتكريم في حد ذاته عرفان من المؤسسات في الدولة وتقديراً للجهد المبذول وتكليلاً للنجاح.

مشاركة :