تحل اليوم ذكرى ميلاد "الكونت دي نابلوز"، لقب حمله أحد أهم صناع الضحك في تاريخ السينما المصرية، وأكثرهم خفة ظل، وهو الفنان الكبير عبد السلام النابلسي.اتخذ من مصر موطنًا له ولفنه، وقدم فيها تلك الأعمال العالقة في الأذهان، لم يستطع في أواخر أيامه دخولها،كان يردد دائما عبارة "لحم أكتافي من خير مصر" وذلك في كل حواراته الصحفية كان مهددًا بالسجن، فظل بعيدًا عنها رغم شوقه إليها حتى وافته المنية، ولد بلبنان من أصل فلسطيني وجاء إلى مصر طالبًا العلم، ثم صار عاملًا بها، حتى صار واحدًا من أهم الممثلين في تلك الفترة.كان صديقا مقربًا للعندليب عبدالحليم حافظ، وظهر إلى جواره في عدد كبير من أعماله، فضل في نهاية المطاف أن يخفي على صديق عمره عبدالحليم حافظ ما كان يواجهه في أيامه الأخيرة.روتها السيدة جورجيت، أرملة الراحل في حوار تلفزيوني، قالت فيه إن زوجها عانى من أزمة مع مصلحة الضرائب المصرية في أيامه الأخيرة.لم يكن باستطاعته العودة إلى مصر، وهي الأزمة التي أخفاها على صديق عمره عبدالحليم حافظ، ولم يخبره بها.وتسببت الأزمة في تهديده بالسجن ومقاضاته حال عودته إلى مصر، خاصة أنه كان على حافة الإفلاس، وهو ما جعله يلتزم خلال تلك الفترة بالتواجد في لبنان.لم تتوقف الأزمات عند هذا الحد، بل إن جنازة الراحل تكفل بها صديقه فريد الأطرش، وهو ما تضاربت الأقاويل بشأنه، وقال البعض إن النابلسي لم يكن يمتلك أموالًا من أجل الجنازة، إلا أن زوجته أكدت أن هذا التفسير لم يكن صحيحًا.وقالت أن النابلسي ترك لهم أموالًا، ولكنها هي لم تكن تمتلك حسابًا بنكيًا، وبالتالي لم تكن وقتها تستطيع التصرف في الأموال، لذلك قام فريد الأطرش، بتحمل تكاليف الجنازة، ورفض بعد ذلك الحصول على الأموال التي دفعها.وعن وفاته كان النابلسي يصور فيلمًا في تونس بصحبة فريد شوقي وصباح، وكان متعبًا للغاية، وبعد عودته لم تمر 15 يومًا وحدثت الوفاة.في ليلة الوفاة كان النابلسي متواجدًا في منزله بصحبة عدد من الأصدقاء، من بينهم نيازي مصطفى، وفريد شوقي، وهدى سلطان، فشعر بتعب شديد، وحينما حضرت سيارة الإسعاف توفي في طريقه إلى المستشفى وهو ممسك بيد زوجته.
مشاركة :