التعليم عن بُعد.. فرص وتحديات!!

  • 8/24/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

رحَّب الجميع في السعودية بقرار وزارة التعليم اعتماد نظام التعليم عن بُعد خلال الفصل الدراسي الأول من هذا العام 1442هـ، أو على الأقل خلال الأسابيع الأولى منه، حتى تنجلي الأمور بشأن جائحة كورونا التي يزداد تفشيها في جميع أنحاء العالم. فحتى كتابة هذه السطور اقترب عدد المصابين بفيروس كورونا حول العالم من 23 مليون مصاب، و800 ألف وفاة؛ الأمر الذي دفع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية (تيدروس أدهانوم غيبريسوس) للتحذير من استمرار جائحة كورونا، وأعرب عن أمل المنظمة بانتهاء أزمة هذا الفيروس في غضون العامين القادمين. ولعل قطاع التعليم هو من أبرز القطاعات المتأثرة بهذه الجائحة؛ وهذا ما دفع معظم الدول إلى تبني نمط التعليم عن بُعد، وهو نمط فيه كثير من الفرص، وأمامه أيضًا الكثير من التحديات حتى يؤتي أُكله، ويثمر ثماره. ومن أهم التحديات التي تواجه المعلمين وأولياء الأمور في هذه المرحلة تحفيز الطلاب على التعلم بعيدًا عن الأجواء في المدرسة التي تحفز على الدراسة والنقاش والعمل الجماعي. ولتفعيل التعليم عن بُعد، واستثماره بشكل متميز، ينبغي اتباع طرق واستراتيجيات جديدة، وغير تقليدية، من أبرزها التركيز على نقاط القوة لدى الطلاب؛ فهذا من شأنه المساعدة في تحقيق التطور والتقدم والنمو المعرفي لدى الطلاب، على عكس التركيز على نقاط الضعف الذي لا ينتج منه سوى الإحباط والقلق وعدم الرغبة في التعلم. ومن الاستراتيجيات المهمة أن يُظهر المعلمون للطلاب أنهم مهتمون بتعليمهم عن بُعد، ومتحمسون له. وينبغي أن يصبح الآباء والأمهات شركاء لأبنائهم وبناتهم في رحلة تعلمهم عن بُعد؛ فمن الضروري المتابعة المستمرة للطلاب، وتشجيعهم على التفاعل والتجاوب عن بُعد مع المعلمين، ومع المناهج والأنشطة المختلفة التي يُطلب منهم القيام بها. ومن أهم استراتيجيات تطوير التعليم عن بُعد أيضًا التنويع في أساليب وأنماط التعلم وطرق التدريس بما يتناسب والفروق الفردية بين الطلاب. فمن الطبيعي أن الطلاب يتفاوتون في قدراتهم وإمكاناتهم، ويختلفون في الدافعية الذاتية للتعلم، وفي استخدام حواسهم المختلفة في عملية التعلم؛ فمنهم البصري، والسمعي، والحسي الحركي. فالبصري يفضِّل القراءة والمشاهدة واستخدام الصور والخرائط والجداول والرسوم البيانية، بينما يفضل السمعي سماع التسجيلات الصوتية وتكوين جُمل مسموعة ومفهومة حول ما يدرس، في حين يفضل الحسي الحركي لمس الأشياء والشعور بها حسيًّا أثناء عملية التعلم. ومن فوائد التنويع في استخدام طرق وأساليب التعليم عن بُعد أن ذلك يساعد على التذكر والفهم، كما يثير الدافعية والحماس لدى الطلاب. وقد يتساءل البعض عن كيفية استثمار فرص التعليم عن بُعد؛ ليتعلم أبناؤهم بشكل فعّال رغم عدم الذهاب إلى المدرسة؟!! والإجابة عن ذلك حددها التربويون بشكل واضح ميسور؛ فبعد التحفيز والتشجيع على تنمية المهارات والإمكانات واكتساب المعرفة ينبغي تشجيع الطلاب على الانتباه والإصغاء الجيد للدروس، وكتابة الملاحظات والمعلومات الأساسية، والتواصل الدائم مع المعلمين. وعند الانتهاء من التعلم يقوم الطالب بحل جميع التدريبات والتمارين المطلوبة. وسنجني نتائج طيبة من التعلم عن بُعد عبر التعاون الفعّال والمستمر بين المدرسة والمنزل.

مشاركة :