الاتحاد الأوروبي يخشى تحويل بيلاروسيا إلى "أوكرانيا ثانية" | | صحيفة العرب

  • 8/23/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نجح الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إلى حد ما في تحويل الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد إلى أزمة صراع إقليمي ذي خلفيات إستراتيجية بإعلانه وضع الجيش في حالة تأهب لمواجهة تدخلات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في المنطقة، وهو ما يذكي المخاوف الروسية المشتركة. مينسك – حذر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأحد من خطر تحول بيلاروسيا إلى “أوكرانيا ثانية”، معتبرا أنه من الضروري “التعامل” مع الرئيس ألكسندر لوكاشينكو المدعوم بقوة من الجيش وخصوصا من روسيا المجاورة. ويأتي التحذير الأوروبي في وقت أمر لوكاشينكو وزير دفاعه باتخاذ “التدابير الأكثر صرامة” من أجل حماية وحدة أراضي البلاد التي تشهد حركة احتجاج منذ الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 9 أغسطس. وتعتبر روسيا جارتها بيلاروسيا التي تستضيف خطوط أنابيب تنقل صادرات الطاقة الروسية إلى الغرب، منطقة عازلة ضد حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وهو ما دفعها إلى التلويح بالتدخل العسكري في مينسك إذا اقتضى الأمر. وتنظر موسكو إلى الاحتجاجات الداخلية التي تعصف بجارتها على أنها خطر على أمنها القومي ومصالحها الإستراتيجية، ما يرغمها على الاستعداد للتحرك وفق تطورات الأحداث كما فعلت من قبل في أوكرانيا الجمهورية السوفييتية السابقة. وقال بوريل إن الاتحاد الأوروبي “لا ينوي تحويل بيلاروسيا إلى أوكرانيا ثانية”، في إشارة إلى الخلاف مع روسيا بعد ضم شبه جزيرة القرم في العام 2014. جيتاناس ناوسيداك: لوكاشينكو يسعى لتحويل الانتباه عن المشاكل الداخلية جيتاناس ناوسيداك: لوكاشينكو يسعى لتحويل الانتباه عن المشاكل الداخلية وتابع “تمت تسوية التوتر بين أوروبا وروسيا بعد تبادل لإطلاق النار وأعمال عنف وتفكك الأراضي الأوكرانية الذي مازال مستمرا. إن مشكلة البيلاروسيين اليوم ليست في الاختيار بين روسيا وأوروبا، إنه الخيار بين الحرية والديمقراطية”. وضمت روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها بعد أن كانت تتبع أوكرانيا، عقب استفتاء من جانب واحد جرى في شبه الجزيرة في 16 مارس 2014، دون اكتراث للقوانين الدولية وحقوق الإنسان. وشعرت موسكو حينذاك أن شيئا ما يدبر في حديقتها الخلفية بعد أن اتسعت رقعة سيطرة المعارضين لحكم الرئيس المقرّب من روسيا فيكتور يانوكوفيتش، وصولا إلى عزله وتغير الوجه السياسي للبلد. واندلعت التظاهرات في نوفمبر بدءا من كييف، بعدما رفض الرئيس الأوكراني اتفاقية تؤمن المزيد من التقارب الاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي لصالح التقارب مع روسيا. وتقول موسكو إنه يحق لها إبقاء 25 ألف جندي من قواتها على شبه الجزيرة، بينما تقول السلطات الجديدة في البلاد إنه لا يوجد مثل هذه الاتفاقية، وتواجد القوات الروسية في القرم عمل عدائي. ويبدو السيناريو الأوكراني غير مستبعد في بيلاروسيا، إذ أعلنت موسكو أنها مستعدة لتقديم الدعم العسكري لمينسك وفق اتفاقية دفاعية ثنائية، وهو نفس السيناريو الذي تبرر به موسكو تواجدها العسكري في شبه جزيرة القرم. وتغذي تصريحات لوكاشينكو التي قال فيها إنه لاحظ “تحركات مهمة من قبل قوات الحلف الأطلسي في المنطقة المجاورة للحدود البيلاروسية على أراضي بولندا وليتوانيا” المخاوف الروسية. ورد الرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا بأن نظام الرئيس لوكاشينكو “يسعى الى تحويل الانتباه عن المشاكل الداخلية البيلاروسية بأي ثمن عبر تصريحات لا أساس لها البتة عن تهديدات خارجية وهمية”. تنديد بإعادة انتخاب الرئيس ألكسندر لوكاشينكو تنديد بإعادة انتخاب الرئيس ألكسندر لوكاشينكو ونفى كبير مستشاري الرئيس البولندي كريستوف شتشيرسكي أن تكون بلاده تخطط لانتهاك سيادة أراضي بيلاروسيا واصفا المعلومات التي تندرج في هذا السياق بأنها “دعاية للنظام” و”مؤسفة ومفاجئة”. ورفض الاتحاد الأوروبي نتيجة الانتخابات الرئاسية التي جرت في 9 أغسطس في بيلاروسيا، التي تهزها حركة احتجاجية بعد إعادة انتخاب لوكاشينكو الذي يرأس البلاد منذ 26 عاما ويفاخر بدعم موسكو. وشدد بوريل على أنه من الضروري مواصلة الحوار مع لوكاشينكو، وقارن وضعه بحالة نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي يواجه أيضا حركة احتجاجية قمعتها السلطات. وأوضح وزير الخارجية الأوروبي “مادورو ولوكاشينكو في الوضع نفسه تماما. نحن لا نعترف بأنه تم انتخابهما بشكل شرعي. ومع ذلك، سواء أحببنا ذلك أم لا، فهما يمسكان بزمام الحكومة ويجب أن نواصل التعامل معهما رغم أننا لا نعترف بشرعيتهما الديمقراطية”. وخرج عشرات الآلاف من المحتجين الأحد في تظاهرة كبيرة أخرى من أجل مواصلة الضغط على رئيس الدولة الذي وضع الجيش في حالة تأهب. واحتشد المتظاهرون الذين حملوا أعلاما حمراء وبيضاء، هما لونا المعارضة، في ساحة الاستقلال والشوارع المحيطة بها في العاصمة مينسك، هاتفين “ارحل”. ويندد المحتجون بإعادة انتخاب لوكاشينكو في انتخابات يقولون إنها اتّسمت بعمليات تزوير، وكذلك بالقمع الوحشي للتظاهرات بعد الاقتراع. وبعد الانتخابات الرئاسية، قامت الشرطة بقمع العديد من الاحتجاجات ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات، بالإضافة إلى القبض على أكثر من 6700 شخص أكد العديد منهم التعرض للضرب والتعذيب أثناء التوقيف. واندلعت الاحتجاجات في بيلاروسيا عقب إعلان اللجنة المركزية للانتخابات وفق نتيجة غير مؤكدة، فوز لوكاشينكو بولاية جديدة في الانتخابات التي جرت في 9 أغسطس الجاري. وعقب الإعلان نزل المتظاهرون إلى الشوارع بدعوى أن “الانتخابات مزورة”، ولقي شخص مصرعه وأصيب مئات واعتقل نحو 6 آلاف خلال الاحتجاجات. وصرحت المعارضة أن الانتخابات شابها تزوير، معلنة أنها لن تقبل بالنتائج وستتوجه إلى المحكمة للاعتراض.

مشاركة :