أكمل ثوار المقاومة الشعبية المدعومين بقوات الجيش الموالي للشرعية انتصاراتهم على ميليشيات التمرد الحوثي وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في مدينة عدن جنوب اليمن، بعد السيطرة على آخر مواقعهم في جبل معاشيق والقصر الرئاسي، إثر اشتباكات عنيفة. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن نحو 44 من المتمردين قتلوا في جبل معاشيق، كما قتل وأصيب ستة من أفراد المقاومة خلال المعركة التي انتهت بدخول الموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي إلى القصر الرئاسي الذي سقط بيد الحوثيين أثناء اجتياحهم المدينة في مارس الماضي. وكانت القوات الموالية للشرعية أكملت أمس السيطرة على منطقة التواهي التي ظلت المعقل الكبير الأخير للمتمردين وفيها مقار حكومية، بينها مقرا التلفزيون والإذاعة. واستعادت تلك القوات في الأيام القليلة الماضية ضمن عملية "السهم الذهبي" وبدعم من طيران التحالف، مناطق كريتر وخور مكسر والمعلا والقلوعة، كما استعادت منشآت حيوية، بينها مطار عدن وميناء المعلا وميناء الحاويات، ومقار عسكرية في مقدمتها مقر المنطقة الرابعة. وحسب تقارير إعلامية، فإن النصر الذي حققته المقاومة ووحدات الجيش الموالية للشرعية تحقق بمساعدة قوة يمنية من 1500 جندي مدربة ومجهزة بأسلحة ثقيلة. وأشارت مصادر داخل المقاومة إلى أن استعادة عدن لا تعني انتهاء العمليات العسكرية في المدينة، وأن القوات الموالية للشرعية تسعى بمساعدة طيران التحالف إلى تأمينها، وذلك بطرد الحوثيين وحلفائهم من محافظة لحج التي تقع شمالا، وأبين التي تقع شرقا. ولقطع أي إمدادات من لحج باتجاه عدن، شنت مقاتلات التحالف أمس 12 غارة جوية على ميليشيات حوثية كانت تحاول التقدم باتجاه عدن، ما أدى إلى تشتيت قوات الانقلابيين ومصرع 28 منها وإصابة العشرات بجروح. كما قصف طيران التحالف في محافظة شبوة جنوب البلاد تعزيزات للحوثيين أثناء توجهها إلى منطقة بيحان الخاضعة لميليشيات الحوثي. واستهدف طيران التحالف أول من أمس مدرعة للحوثيين في منطقة الطوال على الحدود اليمنية السعودية، عندما كانت تحاول التوغل داخل الأراضي السعودية. وقتل وأصيب في الغارة ما لا يقل عن 18 من الانقلابيين. وفي محافظة أبين، جنوب اليمن دمرت البوارج الحربية التابعة لقوات التحالف 10 زوارق بحرية محملة بمسلحين وأسلحة تابعة لميليشيات الحوثي وصالح قبالة سواحل مدينة شقرة، وقال مصدر محلي إن هذه الزوارق تعود ملكيتها لصيادين من أبين استولت عليها عناصر الميليشيات بالقوة لاستعمالها لأغراض حربية بعد أن كان الصيادون يستعملونها وسيلة لكسب الرزق في البحر. وتشهد مدينة شقرة الساحلية حالة نزوح جماعي إلى محافظة حضرموت نتيجة للممارسات التي يلاقيها المواطنون الرافضون لوجود الميليشيات في مدينتهم وإمعان عناصر الميليشيات في السيطرة على الممتلكات الخاصة ومحاولة استخدامها في العمليات الحربية. ولفت المصدر إلى أن قيادات هربت صباح أمس من عدن باتجاه مدينة شقرة عبر البحر بعد أن تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من إحكام السيطرة على قصر المعاشيق في التواهي. وفي صنعاء، قالت مصادر محلية إن انفجارات دوت في جنوب العاصمة، بالتزامن مع تحليق مكثف لطيران التحالف الذي تقوده المملكة. ورجحت المصادر أن طيران التحالف الذي جدد تحليقه على صنعاء بعد هدوء نسبي خلال اليومين السابقين استهدف بغاراته ألوية من قوات الحرس الجمهوري، سابقا، مرابطة في جنوب العاصمة، منها اللواء الرابع التابع لقوات الاحتياط الموجود في معسكر السواد الذي يستعد للتوجه إلى مدينة عدن جنوب البلاد، بعد أن منيت ميليشيات الحوثيين وصالح فيها بخسائر فادحة على يد المقاومة الشعبية التي تمكنت من تحرير المدينة خلال اليومين السابقين. .. وقاعدة العند في مرمى نيران المقاومة فيما يتأهب مقاتلو المقاومة الشعبية لاقتحام قاعدة العند الجوية في لحج، بعد أن أكملوا حصارهم لها، وقطعوا خطوط إمدادها، قالت مصادر من المقاومة إنها تتوقع بدء الهجوم النهائي لاستعادة القاعدة من الحوثيين وقوات صالح خلال ساعات، بعد أن تلتحم القوات المتقدمة من الشمال والجنوب. وأعلن مساعد وزير الدفاع اللواء عبدالقادر العمودي أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تخوضان حاليا معارك عنيفة مع ميليشيات التمرد الإرهابية، بعد أن سيطرت على معظم المناطق المحيطة بالقاعدة الجوية. وقال العمودي "لدينا قوات أخرى تعمل على تمشيط الجيوب في المدينة الخضراء ومدينة الفيصل، ولا تزال معارك تحرير قاعدة العند ومعسكر لبوزة مستمرة بين الجيش والمقاومة الشعبية من جهة، وعناصر من جماعة الحوثي وصالح من جهة أخرى"، مشيرا إلى أن المقاومة الشعبية والجيش يتقدمان بشكل كبير في كل جبهات القتال، وأن اشتباكات عنيفة لا تزال تدور هناك، وأن أعدادا كبيرة من عناصر الحوثي سقطوا بين قتلى وجرحى في تلك المواجهات. وكان مقاتلو المقاومة الشعبية قطعوا طرق الإمداد عن قاعدة العند بين تعز ولحج، كما سيطروا على وادي عقان في لحج، إضافة إلى خمسة مواقع محيطة بالقاعدة الجوية. إلى ذلك، تحدثت مصادر عن انهيار كبير في ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بفعل ضربات طيران التحالف العربي والدبابات، ما مكن المقاومة الشعبية من السيطرة على الطريق الذي يصل القاعدة الجوية بمحافظة عدن وبدأت بالتقدم في نحو القاعدة الجوية. وأصبحت أكثر من قاعدة وتجمع للحوثيين وميليشيات صالح هدفا لطائرات التحالف العربي، الذي يواصل ضرب هذه الميليشيات في كثير من المناطق اليمنية. واستهدفت غارات التحالف قاعدة العند واللبوة ووادي الحسيني في لحج، ما أسفر عن مقتل 44 من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في اشتباكات عنيفة في قاعدة العند، وكذلك أسر 66 آخرين.
مشاركة :