أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن الانتصارات الأخيرة التي حققها مقاتلو المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية، والتي كان آخرها أمس في قاعدة العند الجوية الاستراتيجية التي استعادها الثوار بعد مواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل مئات الإرهابيين وإصابة آخرين، وما حدث خلال الفترة الماضية في عدن والضالع وزنجبار، لن تتوقف عند حدود المحافظات الجنوبية، وستتواصل حتى تعم أنحاء اليمن كافة، مشيرا إلى أن استعادة الشرعية تبقى مطلبا حيويا وحقيقيا للثوار. وأضاف هادي أن رجال المقاومة الشعبية قاموا بدور كبير في استعادة المدن والمواقع من ميليشيات المتمردين الحوثيين المدعومين بفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وأنهم أثبتوا وطنيتهم وولاءهم للدولة، وهو ما دفعه إلى إصدار قرار باستيعابهم في صفوف الجيش الوطني الجديد الذي تجري إعادة تنظيمه وهيكلته، عرفانا بدورهم البطولي الكبير الذي لن ينساه الشعب اليمني. من جهة أخرى، بدأت السلطات الشرعية اليمنية في إعادة ترتيب وتشكيل وحداتها الأمنية المكونة لجهاز الشرطة من جديد في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها وسط تفاعل شبابي كبير، والذين سجلوا إقبالا غير عادي على مراكز التسجيل في محافظة الضالع للانضمام إلى قوات الأمن من أجل المُساهمة في إعادة ضبط الأمن وتطبيع مظاهر الحياة في منطقتهم بعد ما سببته عصابات التمرد من اعتداء على المدنيين في البلاد. في مدينة الضالع، قامت المقاومة الشعبية بتخريج دفعة عسكرية جديد من معسكر عبود لشباب جدد تم تدريبهم على حمل السلاح ليلحقوا بزملائهم الذين تم تدريبهم وتأهيلهم ورفد جبهات القتال بهم. وقال مصدر وسط المقاومة إن الشباب الذين يلتحقون بقوى المقاومة والجيش يتم تدريبهم بشكل جيد قبل أن يتم ترحيلهم إلى الجبهات لمقاومة وصد أطماع الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح. مشيرا إلى أن معسكرات التدريب التي أقامتها المقاومة في الضالع أسهمت في تخريج عدد من الدفع العسكرية المؤهلة. وفي محافظة المهرة، شرق اليمن، بدأت السلطات المحلية هنالك في تدشين عملية القيد والتسجيل للالتحاق بكلية الشرطة لعام 2015 لخريجي الثانوية العامة والجامعات ممن تتوافر لديهم المؤهلات والشروط الخاصة. وقال محافظ المحافظة الأستاذ محمد علي ياسر إن هذه الدفعة من عناصر الشرطة والأمن سيتلقون تدريبات عالية تؤهلهم للقيام بعملية حماية وتأمين المنافذ البرية للمحافظة. بدوره، قال العقيد علي صالح اليزيدي، في تصريحات إلى "الوطن"، إن محافظة عدن تفتقد إلى عناصر الشرطة والأمن، وإن عناصر المقاومة هم من يقوم بهذا الأمر حاليا، من خلال أقامتهم حواجز التفتيش الأمني الداخلية، وكذلك ضبط المخالفات، وهذا الأمر يشغلهم عن مهمتهم الأساسية التي تتمثل في مقاومة ميليشيات الحوثيين وصالح، ومطاردتهم وتطهير المناطق من خلاياهم. مضيفا بالقول إن السلطة المحلية بالمدينة تدرك هذا جيدا، ولهذا هي تعمل على إعادة أحياء المنظومة الأمنية في المحافظة. وأضاف أن قوات المقاومة الشعبية سجلوا أروع الأمثلة في الفداء، وقاموا بدور كبير لاستعادة مناطقهم من فلول التمرد الحوثي، ولقنوا المتمردين دروسا في الشجاعة والتضحية، وأنهم يمثلون الأمل في إعادة تكوين الجيش الجديد، على أسس وطنية، بعيدا عن المذهبية والمناطقية والولاء للأشخاص، وأن الولاء ينبغي أن يكون لله ثم الوطن، مشيرا إلى أن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح أراد من الجيش السابق القيام بمهمة واحدة هي الدفاع عنه وعن أسرته، وتثبيت أركان حكمه، رغما عن الشعب.
مشاركة :