فيما احتفلت مصر على استحياء أمس، بالذكرى الـ63 لثورة 23 يوليو، تعرضت البلاد لكارثة في ساعة متاخرة من الليلة قبل الماضية، أودت بحياة قرابة 30 شخصاً، تم انتشال جثث 22 منهم بعضهم من الأطفال، في اصطدام صندل بحري بمركب في النيل بمنطقة جزيرة الوراق بمحافظة الجيزة. وظلت جهود رجال الإنقاذ النهري، مستمرة حتى ساعة مبكرة من صباح امس، حتى تحديد موقع غرق القارب، وانتشال جثث المفقودين، فيما سادت حالة من التوتر المستشفيات المجاورة التي انتقل إليها أهالي الضحايا بحثاً عن ذويهم. على صعيد آخر، قلل خبراء استراتيجيون من تقرير نشره معهد كارنيجي الأمريكي للأبحاث السياسية، حول رهان جماعة الإخوان في مصر على ضعف سيطرة الرئيس عبدالفتاح السيسي على نظامه، ما يمهّد لحدوث انقلاب قصر يؤدّي إلى تشكيل قيادة جديدة للدولة يمكن للجماعة أن تتفاوض معها. واعتبر رئيس مجلس إدارة المركز المصري للبحوث والدراسات، اللواء عبدالحميد خيرت، أنه مع كل رهانات جماعة الإخوان الخاسرة، تزداد مكانة الدولة المصرية شعبياً، مستبعداً في تصريح خاص، نجاح أي من مخططات الجماعة بعد الفقدان الملموس لرصيدها في الشارع، وتجفيف منابع نفوذها وضرب قدراتها التمويلية والتنظيمية بشكل واضح. وأشار إلى ان مؤسسات الدولة المصرية ومعها غالبية الشعب باتت تدرك جيداً، أن لا مكان في الوقت الراهن، وربما في المستقبل لأي وجود سياسي على الأقل للجماعة والتنظيم، خاصة بعد تورطهما في أعمال العنف والإرهاب، واستهداف مقدرات الشعب التنموية من طرق ومحطات كهرباء. يذكر أن الدراسة التي نشرها مركز كارنيجي للباحث جورج فهمي، كشفت أن القيادة الجديدة للجماعة وضعت سيناريوهين لمستقبل الأوضاع في مصر، الأول أن تنجح الجماعة في جذب المعارضين لنظام السيسي، ويمكن أن يتطوّر إلى ثورة شعبية قد تجبر النظام على التخلّي عن السلطة. أما السيناريو الثاني فيتعلق باستمرار التحرّك على الأرض حتى إضعاف سيطرة السيسي على نظامه، الأمر الذي قد يمهّد الطريق لحدوث انقلاب قصر يؤدّي إلى تشكيل قيادة جديدة للدولة. ميدانياً، وقبل أقل من أسبوعين على موعد افتتاح قناة السويس الجديدة، قامت مروحيات الأباتشي بتمشيط القناة جوياً، وقدمت عدة استعراضات عسكرية على جانبي القناة، احتفالاً بذكرى ثورة 23 يوليو.. بالتزامن مع تصعيد تدريجي لخطة استنفار قصوى لتأمين الاحتفالات المرتقبة في 6 أغسطس المقبل، بمشاركة عناصر شرطية وقوات النخبة والقوات الخاصة وعناصر الفرقتين 777 و999. وفي السياق، قال قائد قوات الدفاع الجوي، الفريق عبدالمنعم التراس، إن قناة السويس الجديدة مؤمنة تماماً، مشدداً على أن القوات المسلحة عموماً والدفاع الجوى خاصة متحسب ﻷى طارئ ولكل الاحتمالات فى بر القناة خلال حفل افتتاحها، موضحاً إن القيادة العامة للجيش لديها إعداد وخطط لكل الاحتمالات وتضع الدراسات مع المستشارين وخبراء على أعلى مستوى لوضع الحلول للمواقف والتجهيزات والرد على أي طارئ.
مشاركة :