منظمة هيومن رايتس تفضح قطر: عمال منشآت كأس العالم لا يحصلون على أجور!

  • 8/25/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير مرفق بفيديو نشرته اليوم: إن جهود السلطات القطرية لحماية حق العمال الوافدين غير ناجحة؛ موضحة أن هناك انتهاكات منتشرة ومستمرة لدى 60 صاحب عمل وشركة على الأقل في قطر. لم تلتزم وقال تقرير للمنظمة بعنوان "كيف نعمل بدون أجر؟ انتهاكات الأجور بحق العمال الوافدين قبل كأس العالم فيفا 2022"، الصادر في 71 صفحة، يُظهر أن أصحاب العمل في مختلف أنحاء قطر ينتهكون حق العمال بالأجر في كثير من الأحيان، وأن قطر لم تنفذ التزامها أمام "منظمة العمل الدولية" في 2017 بحماية العمال الوافدين من انتهاكات الأجور، وبإلغاء نظام الكفالة الذي يربط تأشيرات العمال الأجانب بأصحاب العمل. في حالة تلو الأخرى، وجدت هيومن رايتس ووتش انتهاكات أجور منتشرة في وظائف عدة كتلك التي يشغلها حراس الأمن، وعمال المطاعم والمقاهي، وحراس النوادي الليلية، وعمال التنظيف، وعمال البناء. الجوع قال نائب مدير الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش، مايكل بيج: "عشر سنوات مرت على فوز قطر باستضافة كأس العالم فيفا 2022، ولا يزال العمال الوافدون يعانون من تأخير دفع الأجور، أو دفعها ناقصة، أو عدم دفعها. علمنا بعمال يعانون من الجوع بسبب تأخير الأجور، وعمال مثقلين بالديون يكدون بالعمل للحصول على أجور ناقصة، وآخرين عالقين في ظروف عمل سيئة خوفًا من الانتقام". وأجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات مع أكثر من 93 عاملًا وعاملة وافدين يعملون لدى أكثر من 60 شركة أو صاحب عمل، وراجعت وثائق وتقارير قانونية تحضيرًا للتقرير. مليونا عامل وذكر التقرير أن قطر تعتمد على مليوني عامل وافد يشكّلون 95% من القوى العاملة في البلد، الكثير منهم يعملون في بناء أو خدمة الملاعب، والنقل، والفنادق، والبنى التحتية لكأس العالم فيفا 2022، يأتون إلى قطر بحثًا عن وظائف وأجور ثابتة؛ لكن العديد يواجهون انتهاكات أجور تدفعهم إلى المزيد من الديون، ويعلقون في هذه الوظائف في ظل آليات انتصاف غير فعالة. تلاعب بالعقود وقال 59 عاملًا: إن أجورهم أجلت، أو حجبت، أو لم تدفع؛ وقال تسعة عمال إنهم لم يتلقوا أجورهم لأن أصحاب العمل قالوا إنه ليس لديهم ما يكفي من الزبائن؛ بينما قال 55 عاملًا إنهم لم يحصلوا على أجر الساعات الإضافية؛ علمًا بأنهم يعملون أكثر من عشر ساعات يوميًّا؛ فيما قال 13 عاملًا إن أصحاب العمل استبدلوا عقود العمل الأساسية بعقود ترجّح مصلحة أصحاب العمل؛ وكذلك قال 20 عاملًا إنهم لم يحصلوا على المدفوعات، المعروفة بـ"المكافآت"، الإلزامية عند نهاية الخدمة؛ في حين قال 12 عاملًا إن أصحاب العمل اقتطعوا من رواتبهم تعسفًا. لا يستطيعون شراء الطعام وتفاقمت انتهاكات الأجور منذ انتشار فيروس "كورونا"؛ حيث تذرع بعض أصحاب العمل بالوباء لحجز الأجور أو رفض دفع أجور عالقة لعمال محتجزين أو مُبعَدين قسرًا إلى أوطانهم. وقال بعض العمال إنهم لا يستطيعون حتى شراء الطعام؛ بينما قال آخرون إنهم غرقوا في الديون ليستطيعوا العيش. رواتب تؤجل وقال مدير للموارد البشرية، عمره 38 سنة ويعمل في شركة بناء في قطر لديها عقد للعمل على الجزء الخارجي لأحد ملاعب كأس العالم: إن أجره الشهري أُجّل لأكثر من أربعة أشهر لخمس مرات على الأقل بين عامي 2018 و2019، مضيفًا: "تأثرت بسبب تأخر الراتب لأنني تأخرت في دفع مستحقات بطاقاتي الائتمانية، والإيجار، ورسوم مدرسة الأطفال. وحتى حاليًا، راتبي متأخر شهرين.. إنها نفس القصة لجميع الموظفين من مستواي وحتى العمال. لا يمكنني أن أتخيل كيف يتدبر العمال أمورهم، لا يمكنهم أخذ قروض من البنك كما أستطيع أنا". انتهاك ووجدت هيومن رايتس ووتش أن نظام الكفالة هو أحد عوامل تسهيل الانتهاكات. في 2017، تعهدت قطر بإلغاء نظام الكفالة، وفي حين أدى إدخال بعض الإجراءات إلى تقليص هذا النظام؛ فهو ما يزال يعطي أصحاب العمل سلطة وسيطرة بدون رادع على العمال الوافدين. متاجرة كما تغذي انتهاكات الأجور ممارسات توظيف خادعة في قطر وبلدان العمال الأصلية؛ حيث يطلب منهم تأمين ما بين 700 و2.600 دولار للحصول على عمل في قطر. وعند وصول العمال إلى قطر، يكونون مثقلين أصلًا بالديون ويعلقون في وظائف غالبًا ما تدفع لهم مبلغًا أقل من الذي وُعدوا به. ووجدت هيومن رايتس ووتش أن 72 من العمال الذين أجريت معهم مقابلات اقترضوا من المصرف لدفع رسوم التوظيف. الممارسات التجارية، بما فيها شرط ما يسمى "الدفع عند القبض"، تزيد من سوء انتهاكات الأجور. وتسمح هذه الممارسات للمقاولين الذين لم يتلقوا أموالهم بتأخير دفع أجور العمال. مهددون وقال مهندس عمره 34 عامًا: "أنتظر مالي منذ أغسطس 2019". وكان قد لجأ إلى محكمة العمل بسبب عدم حصوله على رواتب سبعة أشهر؛ مما اضطره إلى الاستدانة من أصدقاء في قطر لإرسال المال إلى أهله في نيبال. ذهب إلى المحكمة للمرة الأولى منذ عام وهو لا يزال في انتظار أمواله: "أتضور جوعًا، فأنا لا أملك المال حتى للطعام. أنا قلق بشأن كل القروض التي أخذتها هذا العام، وكيف سأستطيع إرجاعها (من خلال الإجراءات القانونية) إن لم أحصل على أجري؟ أحيانًا أعتقد أن الانتحار هو الخيار الوحيد". وتأتي انتهاكات الأجور من بين الأكثر شيوعًا وضررًا بحقوق العمال الوافدين في قطر والخليج؛ حيث توجد صِيَغ عدة لقانون الكفالة. لمعالجة انتهاكات الأجور، أنشأت الحكومة القطرية ما أسمته "نظام حماية الأجور" في 2015، و"لجان فض المنازعات العمالية" في 2017، و"صندوق دعم وتأمين العمال" في 2018. انتقام لكن هيومن رايتس ووتش، وجدت أن أفضل وصف لنظام حماية الأجور هو أنه نظام لرصد الأجور مع فجوات في قدرته على الإشراف. غالبًا ما يصادر أصحاب العمل بطاقات العمال المصرفية التي من المفترض أن يستخدمها العمال لسحب أجورهم. أيضًا قد يصعب على العمال أن يعرضوا انتهاكات الأجور على اللجان، بالإضافة إلى كون ذلك مكلفًا، ويستغرق وقتًا طويلًا وغير فعال، كما يخاف العمال من انتقام أصحاب العمل. أما صندوق الدعم، الذي كان من شأنه أن يضمن حصول العمال على أجورهم عندما تتخلف الشركات عن ذلك، فلم يتم تشغيله سوى في وقت سابق من هذا العام. سياسة الفيفا وقالت هيومن رايتس: إن "الفيفا لديها سياسة لعدم التسامح مطلقًا مع أي شكل من أشكال التمييز وانتهاكات الأجور. من خلال عملنا لحماية حقوق عمال كأس العالم فيفا في قطر، تدرك الفيفا أهمية تدابير حماية الأجور في الدولة، ولهذا السبب وضعت الفيفا ومنظمو البطولة الآخرون أنظمة قوية لمنع وتخفيف انتهاكات الأجور في مواقع كأس العالم فيفا؛ فضلًا عن آليات للعمال لرفع المظالم، وممارسات محتملة لتوفير الانتصاف عندما لا تلتزم الشركات بمعاييرنا". وشجعت الفيفا العمال والمنظمات غير الحكومية الذين يودون إثارة مخاوف بشأن مواقع كأس العالم فيفا من خلال الخط الساخن لرعاية العمال التابع للجنة العليا. وقال بيج: "لدى قطر سنتان قبل الركلة الأولى في مباريات كأس العالم فيفا. الوقت يمر بسرعة، وينبغي لقطر أن تُظهر الالتزام بوعدها إلغاء نظام الكفالة، وتحسين أنظمة مراقبة الأجور، وتسريع آليات الانتصاف، ووضع تدابير جديدة لمعالجة انتهاكات الأجور".

مشاركة :