قال أكاديميون وخبراء: إن التعليم الهجين يتطلب تعزيز المواطنة الصالحة، أو ما يسمى المواطنة الرقمية، وبالتالي تكوين سلوك إيجابي عند المواطن في كيفية استخدام المنصات والتعلم الإلكتروني، بما يلبي طموحات ورؤى القيادة الرشيدة. ولفتوا إلى أن النموذج الجديد في التعليم الذي ستطبقه المدرسة الإماراتية، العام الدراسي الجاري، ليس حلاً مؤقتاً لمواجهة أزمة كورونا، بل هو تحول جديد في مسيرة التعليم، والذي سيعزز عملية التفاعل بين الطلبة والمعلمين، ويوفر تقارير فورية عن أداء الطالب، مما يسهل على الطلبة تقييم أنفسهم ومستوى تقدمهم في التعليم. جاء ذلك خلال فعاليات التدريب التخصصي وأعمال منتدى الخليج العربي السادس للمعلمين الذي انطلقت فعالياته أمس، تحت شعار التعلم الهجين، برعاية معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم. ويستهدف التدريب 23 ألف معلم ومعلمة من جميع التخصصات ومختلف الصفوف والحلقات الدراسية في المدارس الحكومية، بالإضافة إلى 4 آلاف من القيادات المدرسية والوظائف الداعمة، و10 آلاف معلم ومعلمة من التعليم الخاص، بمجموع إجمالي يبلغ 37 ألف تربوي. قال الدكتور حمد اليحيائي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع المناهج والتقييم، إن أهم محاور جودة الحياة الرقمية في التعليم الهجين هو تصميم المنهج التفاعلي، لافتاً إلى أنه أشرك جميع عناصر العملية التعليمية بدور اتصالي مؤثر، جعله أشبه بنظام كوني متكامل يلعب جميع أطراف العملية التعليمية فيه دوراً مهماً. وأشار في جلسة جودة الحياة الرقمية إلى أن أهم مميزات التعليم الهجين هو الاستثمار الأمثل للوقت والموارد، وتحقق التعلم الفاعل في البيئة الصفية، وتفعيل المشاريع التعليمية، وهو ما يتوقع تحقيقه من منظومة المدرسة الإماراتية. ولفت إلى أن هذا النظام يعزز تفاعل الطالب مع زملائه من خلال التعليم الإلكتروني، خصوصاً أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت محط اهتمام لدى جيل الشباب، مما يسهل رفد الطلبة بأفضل الخبرات التعليمية، كما يوفر التعليم الهجين مرونة في تحديد الإطار الزمني والذي يمكن التحكم به، بما يتناسب مع كل طالب بشكل منفرد. واعتبر أن التعليم الهجين يساهم في إعادة تشكيل دور المعلم، كما أنه يضيف أبعاداً جديدة، منها مهارة سلوك الطالب تجاه التعليم الهجين، وكيفية استخدامه للمنصات والتعلم الإلكتروني، مما يتطلب تعزيز المواطنة الصالحة، أو ما يسمى المواطنة الرقمية، وبالتالي تكوين سلوك إيجابي عند المواطن يلبي طموحات ورؤى القيادة. وأضاف أن التعليم الهجين يضيف على العملية التعليمية طابعاً حيوياً، ويعزز عملية التفاعل بين الطلبة والمعلمين من خلال البريد الإلكتروني ومنصات المحادثات الإلكترونية والتطبيقات، ويوفر تقارير فورية عن أداء الطالب، مما يسهل على الطلبة تقييم أنفسهم ومستوى تقدمهم في التعليم، ويمنحهم الطلبة الشعور بالمسؤولية الذاتية تجاه عملية التعليم. الإنترنت الآمن وقال المستشار الدكتور إبراهيم الدبل، الرئيس التنفيذي لبرنامج خليفة للتمكين، إن الحاجة الفعلية تبرز الآن لتعزيز السلامة الرقمية للطلبة، وترسيخ أسس الاستخدام الآمن والسليم لشبكة الإنترنت وتطبيقات العالم الرقمي لتوعيتهم بالمشاركة الواعية عبر الإنترنت، والمشاركة غير الواعية وما ينتج عنها من تأثير سلبي على سلوكيات الطلبة، مما يسهم في ترسيخ مفاهيم المواطنة الإيجابية وتعزيز جودة الحياة في المجتمع. وأوضح أن برنامج خليفة للتمكين –أقدر يقدم عدة برامج متاحة للجميع، منها سايبر سي 3 تساعد في بناء أجيال قادرة على فهم العالم الرقمي والتعامل معه بإيجابية ووعي، وتشكّل استمراراً لمسيرة مشاريع ريادية تطرحها الجهات الحكومية لتعزيز حماية الطلبة وترسيخ استقرار المجتمع. أكد الدكتور عبداللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، أن «التعليم الهجين» الذي يجمع ما بين التعليم في الحرم المدرسي، أو الجامعي، والتعلم عن بُعد، ليس حلاً مؤقتاً لمواجهة الأزمات، بل هو تحول جديد في مسيرة التعليم، شكلت أزمة كوفيد-19 مسرعاً لحدوثة، ولعبت دوراً في آليات تطبيقه، من حيث سيطرة المحتوى الذي يقدم عن بُعد على حساب المحتوى الذي يتعلق بحضور الطالب للحرم التعليمي، إلا أن هذه النسبة ستتغير بعد تجاوز الأزمة ومع التطبيق المستمر لهذا النموذج، طبقاً لاحتياجات المراحل الدراسية والتخصصات والبرامج. وأكد الشامسي أن التعليم الهجين هو نموذج للتعليم المستقبلي الذي يتناسب مع شغف جيل اليوم «الجيل Z» المولع بالتقنيات، والذي يهدف إلى تعزيز هذا الشغف التكنولوجي وربطه بالتعلم والتطور المعرفي للطالب، لنصل إلى طالب يتمتع بالمهارات العالية والتفكير العلمي والقادر على التعلم الذاتي، وصولاً إلى طالب محترف للتعليم، مدرك أن التعلم لا يقف عند حدود الشهادة، بل يتجاوزها إلى بناء الرصيد المعرفي الذي يدعم تطوره المهني. نموذج التعليم الهجين واستعرض الدكتور الشامسي آليات التطبيق لنموذج التعليم الهجين في كليات التقنية العليا، وتأثير أزمة كوفيد-19 على كيفية التطبيق، من حيث توزيع نسبة حضور الطلبة للحرم الجامعي، ونسبة الدراسة عن بُعد للتخصصات والبرامج، مقارنة بالاحتياجات الفعلية. تحول رشيق تناولت الجلسة الافتتاحية كيفية تحقيق التحول الرشيق للتعليم الهجين، والتوظيف الفعال للمنصات التعليمية، والتوقعات في تحسين جودة مخرجات المدرسة الإماراتية. وشارك فيها الدكتور علي سباع المري الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، والدكتور عبداللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا، والدكتور وليد آل علي مدير مبادرة مدرسة، والدكتور أحمد الشعيبي نائب مدير جامعة خليفة للشؤون الأكاديمية والطلابية. وأضاف المري أن التعليم الهجين يتطلب مهارة أكبر من قبل المعلم، وهو الخيار الأصعب، كونه يستخدم جميع أشكال التعلم، ويبقى الطالب محور التعليم الهجين، ودور المعلم في إدارة العملية التعليمية وتعليم الطلبة مهارات لمدى الحياة.
مشاركة :