تواصلت لليوم الثاني على التوالي في العاصمة الليبية طرابلس، الاحتجاجات بسبب تردي الأوضاع المعيشية والفساد، فيما طالبت البعثة الأممية في ليبيا، أمس الاثنين، بإجراء تحقيق فوري وشامل في الاستخدام المفرط للقوة من جانب ميليشيات حكومة «الوفاق» الإخوانية ضد المتظاهرين، في حين قالت السفارة الأمريكية في ليبيا إنها تدعم حق الليبيين في الاحتجاج السلمي.ودعت مجموعات من الشباب والنشطاء، إلى الدخول في حالة عصيان عام وإغلاق كافة المحال التجارية والمؤسسات الحكومية في العاصمة طرابلس.واستجاب الآلاف للدعوات للتجمع والاحتجاج على سوء الأوضاع وانتهاكات حقوق الانسان وللمطالبة بالإفراج عن المعتقلين. يأتي هذا عقب اختفاء الناشط مهند الكوافي أحد المتظاهرين يوم أمس الأول الأحد بطرابلس، والذي أكدت عائلته فقدان الاتصال به. «النواصي» تعتقل المتظاهرين وكان أحد المواطنين الليبيين طالب بالإفراج عن ابنه الذي اعتقلته ميليشيات النواصي ضمن العديد من الأبرياء، خلال محاولتها قمع التظاهرات.وفي سياق متصل، دشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تحت هاشتاج «#الحرية_لشباب_حراك_23 أغسطس» داعية للإفراج الفوري عن معتقلي الحراك.ونشرت ما يطلق عليها قوة حماية طرابلس بياناً بشأن استهداف متظاهري المدينة، أمهلت فيه حكومة الوفاق 24 ساعة لتوضيح من كان وراء استهداف المتظاهرين. وحمّلت قوة حماية طرابلس حكومة الوفاق المسؤولية.وفي وقت سابق، زعم فتحي باشاغا وزير داخلية حكومة الوفاق على تويتر أن الوزارة «تحمي حق التظاهر وترد كل متجاوز على الممتلكات الخاصة والعامة أو تهديد أمن الدولة». وتابع: «المندسون ليسوا المتظاهرين بل الذين ظهروا بمظهر رجال الأمن وهم مجموعة خارجة عن القانون أطلقت النار»، مشيراً إلى أن «نتائج التحقيقات ستحال لرئاسة الحكومة والنيابة العامة».من جانبها، طالبت البعثة الأممية في ليبيا، أمس الاثنين، بإجراء تحقيق فوري وشامل في الاستخدام المفرط للقوة من جانب ميليشيات حكومة «الوفاق» الإخوانية ضد المتظاهرين.وقالت البعثة، في بيان، إن «الدافع وراء هذه المظاهرات الشعور بالإحباط من استمرار الظروف المعيشية السيئة، وانقطاع الكهرباء والمياه، وانعدام الخدمات في جميع أنحاء البلد».وأكدت أن «حق التجمع السلمي والاحتجاج وحرية التعبير هو أحد الحقوق الأساسية من حقوق الإنسان ويندرج ضمن التزامات ليبيا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان».وأشارت إلى أنه «في ظل استمرار إفقار الشعب الليبي والتهديد المستمر لاحتمال تجدد الصراع، تشدد البعثة على أنه قد حان الوقت لكي يضع القادة الليبيون خلافاتهم جانباً وأن ينخرطوا في حوار سياسي شامل».وكانت رقعة الاحتجاجات في طرابلس اتسعت، ليل أمس الأول الأحد، لتشمل المظاهرات عدة أحياء في غرب طرابلس.وأضرم متظاهرون النار في شوارع بالمدينة، وحطم آخرون مركبات تابعة لتشكيلات مسلحة، كما أحرق ومزق عدد من المتظاهرين صوراً لأعضاء المجلس الرئاسي، أبرزهم فايز السراج وأحمد معيتيق، مطالبين رئيس حكومة الوفاق بالرحيل. السفارة الأمريكية: ندعم حق المتظاهرين إلى ذلك، دعا السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند في ليبيا، القادة الليبيبن إلى تفعيل الدعوات لوقف إطلاق النار. وأكدت السفارة الأمريكية دعمها حق المتظاهرين في الاحتجاج السلمي.ونقلت السفارة على «فيسبوك» عن نورلاند قوله، إن بيانات رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح تمثل تطوراً إيجابياً.بدورها دعت اللجنة الوطنية الليبية لحقوق الإنسان، حكومة الوفاق لوقف القوة ضد المتظاهرين، معتبرة إطلاق النار على المتظاهرين جريمة. تأهب بالجيش الوطني في أثناء ذلك، أعلن الجيش الليبي، أمس، التأهب بعد توجه ميليشيات تابعة لتركيا إلى سرت والجفرة.وذكر المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة على «فيسبوك» أن الجيش الليبي رفع درجة الاستعداد القصوي في الخط الأحمر سرت-الجفرة، وذلك بعد وصول معلومات تحشيد للميليشيات السورية التركية للهجوم على المنطقة. أنقرة غاضبة من السراج على صعيد آخر، نقلت قناة «218» الليبية، عن مصادر مطلعة، قولها إنّ أنقرة غاضبة من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السرّاج، على خلفية البيان الذي أصدره بشأن وقف إطلاق النار بالتزامن مع بيان رئيس مجلس النواب عقيلة صالح من أجل حلحلة الأزمة الليبية.وأكّدت المصادر نفسها أنّ بيان السرّاج جاء بعد ضغط ألماني.وكشفت عن اتصالات منفردة جرت بين مسؤولين أتراك وحكومة الوفاق بعد صدور البيان.وأضافت أنّ أنقرة ستقيّم الأوضاع على الأرض في ضوء إعلان السرّاج، خلال جلسة الأمن القومي منتصف هذا الأسبوع.(وكالات)
مشاركة :