أخصائي تثقيف صحي محمود الشواي يروي قصته في إنقاص وزنه إلى 78 كيلو غراماً

  • 7/24/2015
  • 00:00
  • 28
  • 0
  • 0
news-picture

الوسط - محمد باقر أوال طفولته التي جعلت منه ذا وزن من العيار الثقيل حتى لازمه لطول أيامه الدراسية، وبات الحلم الذي استيقظه بعد ان حان الآوان عندما التحق بالتثقيف الصحي، بجسم رشيق وقوام متناسقة ونظام صحي وممارسة رياضة، وقوانين صارمة في دراسته التخصصية باستراليا. قصة يرويها أخصائي تعزيز الصحة محمود الشواي، الأول بالبحرين الحاصل على بكالوريوس تثقيف صحي من استراليا، الذي دفعه الحلم بقوام وجسم جميل إلى انقاص وزنه الذي وصل إلى 165 كيلوّاً في المرحلة الثانوية، مما تأثر صحيّاً من ارتفاع في ضغط الدم وبدأت تحدث له مشاكل أخرى مثل قلة الحركة حتى وصلت في بعض الحالات إلى الإغماء. الشواي يروي قصته التي عاشها بتجربة من عمره في مراحله الدراسية من الابتدائية حتى الثانوية ووصوله إلى المرحلة الجامعية ومن ثم دراسته التخصص التثقيف الصحي في استراليا واستطاع انقاص وزنه إلى 78 كيلو جرام. يقول: «الوراثة لعبت دوراً كبيراً في زيادة وزني، ولم يكن لي أي برنامج لتخفيف الوزن، الأمر الذي جعلني اشعر بجسم أكبر من عمري». ويضيف «منذ الصغر وخاصة في المرحلة الابتدائية من الدراسة بدأ وزني في الازدياد، وعندما بلغت المرحلة الإعدادية ارتفع وزني أكثر، لكن في الثانوية بدأ ينزل قليلاً. وعند دخولي المرحلة الجامعية بدأ الوزن في زيادة وتفاوت بين 160 و165 كيلوغراماً». ويذكر «بعد التحاقي بالجامعة درست تخصص مختبر في كلية العلوم الصحية، وهنا وزني وصل إلى أعلى، وهو 165 كيلوغراماً، مما سبب لي مضاعفات صحية وآلاماً معوية وألماً في الظهر، وأصبحت لا أستطيع أداء العمل بالصورة المطلوبة ما أثر عليَّ تأثيراً كبيراً من الناحية الصحية». ويتابع «في 2006 تحولت في عملي من المختبر الى التثقيف الصحي، وهذا بالضبط بداية الإحراج بالنسبة لي، فعند قيامي بإلقاء محاضرات تثقيفية يحصل لي إحراج من خلال المناقشات والأسئلة المطروحة التي تقدم إلي، فمثلاً كيف تقوم بالتثقيف وأنت بهذا الوزن؟!». هنا يتنفس الصعداء، ويسرد الشواي قصته، فيقول: «بعد هذه الإحراجات قمت بإنزال وزني قليلاً، لكن سرعان ما يرجع إلى ما هو عليه، فكل محاولاتي باءت بالفشل». ويضيف «منذ صغري كنت مولعاً بالمحاضرات وكنت المفضل من قبل إدارة المدرسة لإلقاء المحاضرات في طابور الصباح أمام الطللاب… فلدي حب للمحاضرات وهذا ما دفعني لدخول قسم التثقيق الصحي». وعن كيفية دخوله قسم التثقيف الصحي قال الشواي: «إن مديرة إدارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة أمل الجودر هي التي دفعتني لدخول التثقيف الصحي، وهذا طموحي بأن اصبح محاضراً في التثقيف الصحي». ويتابع «في 2007 التحقت بالدراسة في استراليا تخصص تثقيف صحي، وبدأت الإحراجات تتواصل، فعندما أردتُّ شراء ملابس لي في استراليا لم احصل ما يناسبني والسبب هو وزني الزائد». الملابس... هزت كياني ويضيف«عند رجوعي إلى البحرين أردتُّ شراء ملابس لي في السوق، وللأسف لم أحصل ما يناسب وزني أيضاً، فـأخبرني البائع الآسيوي بأن هناك محلاًّ يبيع ملابس للأحجام الكبيرة، والمصيبة التي هزت كياني وانصعقت وحركت مشاعري لدرجة أنني بكيت امام زوجتي هو عندما شاهدت في المكان الذي يبيع ملابس بأحجام كبيرة ان الموجودين الذين يتبضعون كلهم بأحجام كبيرة وأعمار متقدمة في العمر اي في الستينات أو السبعينات من العمر وكلهم «مكرشين» بينما في المقابل عمري هو 27 عاماً». ويتابع «زوجتي هدأتني وشجعتني وقالت لي لا عليك منهم، ولكن أحسست بصاعقة وحزنت كثيرا بسبب وزني الزائد». اخصائي التثقيفي الشواي الذي بدأ حياته الدراسية في استراليا بيومه الأول وهو يحمل وزناً بالعيار الثقيل (165 كيلوغراماً)، يقول: «كان المسئول في التثقيف الصحي بالجامعة خبيراً وهو معروف على مستوى العالم، فقام بتجميع الطلبة الجدد الذين سبدأون دراستهم الجامعية في الثقيف الصحي السنة الأولى، ووجه خطابه لنا، (كل شخص يشاهد نفسه ومن ثم يقرر دراسة التثقيف الصحي)». واضاف وهو يتذكر أيام ما كان يعاني من السمنة «أحسست ان الكلام ضربة قاسية موجهة لي بينما ارى بقية الطلبة يضحكون، بينما رد الخبير الاسترالي في التثقيف الصحي بقوله، اذا واصلتون الدراسة للنهاية سأراكم اذاً». ويضيف «منذ هذه اللحظة التي وجهها لنا الخبير الاسترالي كضربة قاضية، بدأت بانقاص وزني والا سأرفض ربما من قبول الجامعة او لا يكون لي نصيب في تكملة الدراسة، وابتدأت قصتي بإنقاص الوزن من خلال استخدام نظام غذائي متزن ومع ممارسة الرياضة وهذا نزل وزني كثيراً». ويتابع «عند نزولي لأول مرة البحرين تفاجأ أهلي بما شاهدوه من جسمي، وقالوا مندهشين ماذا حل بك هل انت مصاب بمرض او لم تأكل او تشتكي من شيء، وحتى بالعمل تفاجأوا من وزني الناقص». ويستذكر الشواي قصته «في العام 2011 وعند التخرج اجتمع بنا مرة ثانية الخبير الاسترالي في التثقيف الصحي فكنت انا الوحيد العربي الموجود في هذا التجمع وجميع الطلبة الموجودين من السنة الأولى وهم من الجنسية الاسترالية، فقام بتوقيفي امام الطلبة، ورفع صورتين لي، وهي قبل انقاص الوزن وبعد انقاص الوزن، وقال لهم هذا الطالب المثالي في التثقيف الصحي الذي كان يعاني من السمنة اما الآن فهو يملك جسماً معتدلاً». ويتابع «لقد عملت في استراليا وجميع من عملت لديهم يقومون بإجراء الفحوص اللازمة من حيث الوزن والطول واجراءت سواء عن التدخين أوغيرها… والحمدلله انني اجتزت هذه الفحوصات بجدارة، كوني لا ادخن وامارس الرياضة باستمرار واستخدم نمطاً غذائيّاً صحيّاً وهذا ما جعل جسمي يحتفظ بوزنه بشكل معتدل». «الانستغرام» بعد تخرجي رجعت إلى البحرين، يقول الشواي، و»قمت بوضع تجاربي في موقع التواصل الاجتماعي (الانستغرام)، وأقوم بتقديم العلاجات لاصحاب الأوزان الكبيرة او من يعاني من السمنة، وشعر بقناعة الناس، من خلال المتابعة لما اقوم بنشره، ومن خلال نصائحي وطريقة تقديمي لهذه النصائح. أجد هناك إقناعاً من خلال طرح بعض الاسئلة في العيادة». ويضيف «مثلا هناك من يشتكي من عدم الانجاب او هناك من يشتكي من أن جسمه ليس جميلاً او هناك من الفتيات التي راجعتني وتريد انقاص وزنها؛ لأنها ستزوج بعد ثمانية أشهر والا سوف لن تستطيع ارتداء الفستان او تقوم بشراء فستان آخر». ويتابع «هناك أهداف عند المترددين على عيادتي لإنقاص الوزن، وانا بدوري اساعدهم على تنفيذ هذه الاهداف باسلوب علمي وصحي». ويذكر الشواي «ان هناك بعض الحلول السهلة التي اقدمها للمرضى ومن خلال هذه الحلول يستطيع من يعاني من السمنة ان يقتنع بأن يمارس برنامجاً صحيّاً لانقاص وزنه». الظريف في الامر كما يقول الشواي، أن «الكثير يعرف ان الوزن الزائد يشعر بحزن لكن فقط يراد لهم من يعمل لهم برنامجاً لإنقاص الوزن». ويضيف «من خلال العيادة أقوم بمتابعة المترددين عن طريق قياس الخصر وليس الوزن؛ لأنه عن طريق الوزن لا يكون لهم اقناع، لكن من خلال الخصر اشعر انه طريق سهل لانقاص الوزن والتأثير على المترددين». ويقول «هناك اشخاص من خلال ترددهم على العيادة يريدون ان ينقص وزنهم مرة واحدة (عشرين كيلوغراماً)، انا بدوري انصحهم من خلال مروري بتجربة، ان ينقص وزنه خمسة كيلوغرامات مثلا، ولا امنعهم من اي اكل يتناولونه وانما اقوم بارشادهم إلى طريقة غذائية صحية وهو (الصحن الغذائي) والمقصود به، ثلاثة أرباع الصحن خضراوات وربع يحتوي على مواد بروتين وربع يحتوي على مواد كربوهيدرات وبجانبه مشتاقت اللبن». ويضيف «ان النظام الذي اقوم باتباعه لمترددي العيادة نظام صحي لا يجلب اي مضاعفات صحية لاي مرضى، فانا لا انصح باتباع اي برنامج بدون استشارة صحية من خلال الاطباء او الاختصاصيين». وينصح الشواي بـ «اتباع نظام صحي وممارسة الرياضة وهذا ينعكس على الشخص نفسه من خلال أن يمتلك مقومات جمالية من خلال انقاص الوزن ومن خلال بعض التعليمات المتبعة تجعل من الشخص الابتعاد عن تناول بعض المأكولات. فمثلا اذا تريد تأكل حلاوة، فاذا انت جالس حوّل حركة الجلوس إلى وقوف او بالعكس، او اذا كنت بالغرفة اخرج خارجها او بالعكس، وبهذا تقوم بتغيير الوضعية ما يجعلك تتناسى أكل هذه الحلويات وخاصة بالليل». تكميم المعدة يقول اخصائي تعزيز الصحة محمود الشواي «من رأيي ان عملية تكميم المعدة لا تناسب اي شخص، لكن انصح الاشخاص الذين توصل حياتهم إلى مرحلة الخطر من السمنة وبعد مراجعة الأطباء والاختصاصيين إجراء عملية تكميم المعدة». ويضيف «لكن هناك بعض المضاعفات التي يقوم الاطباء بإخبار من سوف تجرى لهم عملية تكميم المعدة». ويتابع «الآن العلم تطور كثيرا وليس هناك خطر عال وانما من خلال مواصفات معينة يقوم الطبيب بإجراء عملية تكميم المعدة، وانصح من يسافر للخارج لإجراء هذه العملية الا يجريها خارج البحرين وانما يجريها في البحرين، ذلك افضل». هذا ما حدث لي من قصتي، والكلام يختتمه الشواي في قصته المعبرة «تجربتي اعطتني ثقة بنفسي، وعندما كان وزني 165 كنت أخجل من وزني عندما أخرج للشارع، وعندما أتحدث للمترددين على العيادة اشعر بخجل شديد». ويقول «الآن استطيع أن اشتري اي ملابس كما أستطيع أن أضع القميص داخل البنطلون بعكس الاول لا استطيع أن اجد اي ملابس بسهولة، ويستحيل أن أضع القميص داخل البنطرون، كما ان شكل جسمي اصغر من عمري بعكس من قبل كان شكلي يكبّر سني». موجهاً نصيحته الأخيرة «اسألتي اوجهها لمن يعاني من السمنة. حدد هدفك من الرجيم وبالتالي اسع إلى الوصول إلى هدفك سواء من ارتداء الملابس الصغيرة او الشكل الجميل… اجعل من هدفك واقعيّاً وليس خياليّاً… وتطبيق نظام صحي من خلال استشارة متخصصين صحيين، تجربتي امام القراء خذوا بنصيحتي وتجربتي سترتدون كل شيء وتأكلون كل شي وصحة وعافية».

مشاركة :