مصطفى على .. شاب مصري يبلغ من العمر 32 عاماً، ويعمل كمهندس في إحدى شركات الهندسة المصرية, يعاني من الوزن الزائد وحب الطعام الجنوني, فكان وزنه ما يقارب 122 كيلو جرام، بالإضافة إلى عشرات التجارب الفاشلة في إنقاص الوزن, مع امتلاكه لثقافة صحية منخفضة جدا، كأي شخصٍ عادي يعاني من البدانة وسوء تنظيم الطعام. وفق دنيا الوطن الالكترونية بدَأت السمنة بالتأثير على حياته الشخصية، فأصبح يعاني من ارتفاع ضغط الدم ثم نزيف في الأنف، وبدأت السمنة تؤثر على نشاطه العام وحركته، فينام لساعات طويلة ويقضي ساعات أكثر أمام شاشة التلفاز ويتعب من بذل أبسط الأمور، هذا عدا عن استخدام السيارة في أبسط المسافات وأقصرها. أما على صعيد حياته الاجتماعية فيقول البشمهندس مصطفى علي لـ دنيا الوطن أن أغلب أصدقاءه في العمل كانوا يعاملونه على أنه مصنع الطعام فلا أحد يلجئ إليه في أي وقت إلا ويجد الطعام لديه، هذا عدا عن حالة الإحباط والهدم والعقبات التي يضعها أمام أي شخص من أصدقائه يحاول عمل نظام غذائي وإنقاص وزنة. نقطة الانطلاق تدهور الحالة الصحية لمصطفى وتحذيرات الطبيب التي قال له فيها حرفياً أنه سيفقد حياته إذا لم يقرر البدء بإنقاص وزنه, فوراً دفعته لاتخاذ قراره والبدء بالتغيير. وعن البداية قال على لمراسلة دنيا الوطن في ربيع 2014 اتخذت القرار وبدأت بالقراءة في التغذية وأُسُسِها؛ من أجل رفع ثقافتي الغذائية, فاكتشفت أن الرجيم لا يعني حرمان, وأن الحرمان يأتي بنتيجة عكسية وكل الأمر يعتمد على الإرادة الشخصية والإصرار. وأكمل قصة نجاحه واصفاً النظام الغذائي الذي اتبعه، فكان أول يومين أو ثلاثة أيام يحرم نفسه من النشويات تماماً الأزر والبطاطس والمعكرونة وبعد ذلك حتى لا يشعر الجسم بالحرمان ولا يكون له ردة فعل عكسية يقوم بإدخال هذه الأنواع بشكل بسيط وتدريجي ومن ثم يكون يوم مفتوح يأكل به كل ما يريد، ويعود مع بداية الأسبوع لحرمان جسده من النشويات هذا بالإضافة إلى مجهود بدني يومي. وعن الرحلة الطويلة قال الأمر يعتمد على الإصرار فكنت أمُرْ في يومي بالكثير من الناس المحبِطين، منهم من يغريني لكسر الرجيم ومنهم من يشعرني أن وجهي مصْفَر, وأبدو مريضاً ومنهم من يقول لي أن وزني لم ينزل بشكل كثير وأن رجيمي فاشل ولكني كنت أُصِر على الاستمرار حتى النهاية. نجح مصطفى علي في الوصول إلى هدفه واستطاع أن يستعيد حياته عندما فقد 36 كيلو في خمس شهور ونصف فقط، ليصبح شخص آخر تماماً, حتى أنّ أغلب أصدقاءه لا يعرفوه معتقدين أنه أخوه الأصغر سناً أو أنه شخص آخر. وعن المواقف الطريفة التي مر بها بعدما فقد وزنه بهذا الشكل المذهل فقال ذهبتُ إلى بيت عزاء لوالد أحد أصدقائي وسلّمتُ باليد على أصدقائي وجلست واكتشفت بعد ذلك أن أحد منهم لم يتعرف على. مرحلة الإلهام لم يتوقف مصطفى عند إنجازه هذا بل قرر أن يكون يد عون وملهم لآلاف الأشخاص ممن يعانون من الوزن الزائد وانخفاض في الثقافة الغذائية والصحية. حلقات مسجلة بدأ الأمر بنشر حلقات مسجلة على الشبكة العنكبوتية من خلال برنامج يسمى الساوند كلاب ويقتصر الأمر على قصة نجاحه وتفاصيل خسارته للوزن. أضاف لـ دنيا الوطن بدأ الأمر يأخذ تفاعل كبير، والكثير من الناس بدأت بمتابعتي والشعور بالأمل من خلال قصة نجاحي وإرسال الكثير من الأسئلة لي حول نظامي الغذائي الذي اتبعته. صفحة على الفيس بوك تطور الأمر مع مصطفى لينشئ صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، ينشر من خلالها قصة نجاحه بالإضافة لنصائح ومقالات حول التغذية الصحيحة والأنظمة الغذائية الصحية والفيديوهات التشجيعية, وقال أنه بدأ بنظام غذائي مع مجموعة من المتابعين إلى أن وصل بهم إلى الوزن المثالي بر الأمان. وأضاف لـ دنيا الوطن أن تلك المجموعة أصبحت تعمل معه في إدارة الصفحة تحت مسمى مجموعة الدعم وأصبح الآن الملايين من المتابعين يمشون على نصائحه ونظامه الغذائي البسيط والناجع. وأكمل أكثر ما يشعرني بالسعادة عندما أرى شخص وصل لوزنه المثالي ودعا لي دعوة من قلبه، قد يدفعني هذا الأمر إلى البكاء. وقد تطورت الفكرة وأصبحت المجموعات تلتقي ضمن فعاليات وينزلون للشارع ضمن حلقات مشي لساعات ليصبح بينهم علاقات صداقة وأخوة . أهم الإنجازات عن أكثر الإنجازات قال البش مهندس مصطفى علي أنها كانت من نصيب أحد المتابعين للصفحة والذي فقد من وزنه 67 كيلو جرام فكان 179 كيلو وأصبح الآن 103 كيلو، وما زال إلى الآن يتابع النظام معنا إلى أن يصل إلى الوزن الذي يريده. ويعتبر هذا المتابع واحد من ضمن ربع مليون متابع، على الصفحة التي نشر بها 56 وصفة طعام صحي، بالإضافة للكتب والمقالات, فالصفحة تحتوي على 1000 منشور حول تغيير الثقافة الغذائية؟ وفي ختام مقابلته مع دنيا الوطن قال هذه الصفحة ليست مجرد صفحة على الفيس بوك، هذه حياتي وبرغم التهديدات والإغراءات التي تقابلني من أجل إغلاق هذه الصفحة فإنني أرفض وبشكل قاطع فإنني أساعد الناس وأهِبُهُم حياة جديدة عن طريق هذه الصفحة. المصدر: دنيا الوطن .
مشاركة :