باماكو – سلط الانقلاب العسكري الأخير في مالي الضوء على المحاولات غير القانونية والعلنية التي تقوم بها الجيوش لعزل قادة بلدانها في القارة السمراء. وتشير تقديرات غير رسمية إلى وجود ما لا يقل عن 100 انقلاب ناجح في أفريقيا في العقود الأربعة الماضية، وأكثر من ضعف العدد محاولات للانقلاب لم يُكتب لها النجاح. وفي نوفمبر 2017، انقلب جيش زيمبابوي على الرئيس روبرت موغابي لينهي فترة حكمه التي دامت أكثر من 37 عاما. وشهد السودان منذ استقلاله عن بريطانيا عام 1956 أربعة انقلابات عسكرية، كان آخرها الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل 2019 بعد احتجاجات شعبية واسعة ضد حكمه الذي استمر 30 عامًا. وكجزء من اتفاق تقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين الذي تم التوصل إليه في أغسطس الماضي، يترأس عبدالله حمدوك حكومة البلاد حتى إجراء انتخابات حرة ونزيهة. ولم تشهد بوركينا فاسو، الدولة الواقعة جنوب غرب أفريقيا، انتقالًا سلميًا للسلطة السياسية رغم استقلالها منذ 1960، حيث عاشت 10 محاولات انقلاب أغلبها مكّنت أصحابها من تولي مقاليد السلطة. وفي سبتمبر 2015 شهدت البلاد محاولة انقلاب بارزة، عندما قام الجيش باحتجاز الرئيس الانتقالي للبلاد ميشيل كافاندو ورئيس الوزراء يعقوب إسحاق زيدا، والعديد من أعضاء مجلس الوزراء. وكانت هذه الحكومة الانتقالية قد تشكلت عقب انتفاضة بوركينا فاسو 2014، عندما أطاحت حركة شعبية بالرئيس بليز كومباوري منذ فترة طويلة. وقد وقع أبرز انقلاب دموي خلال أكتوبر 1987، إذ نظم الكابتن بليز كومباوري انقلابًا ضد الرئيس اليساري الكابتن توماس سانكارا. وفي يوليو 2019 استولى بعض الضباط العسكريين على السلطة في الغابون، لكن الانقلابيين واجهوا ضغوطًا من جميع أنحاء القارة لإجهاض مهمتهم على الفور وتم اعتقالهم لاحقًا. وشهد جنوب القارة عددا أقل من انقلابات، وعزا محللون ذلك إلى المؤسسات القوية، إذ شهدت دولة ليسوتو حتى الآن انقلابين اثنين، في حين شهدت زيمبابوي انقلاباً واحداً.
مشاركة :