حراك أميركي لتوسيع دائرة التطبيع بين إسرائيل والدول العربية | | صحيفة العرب

  • 8/25/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يضع هدف توسيع دائرة العلاقات المعلنة بين إسرائيل والدول العربية في صدارة أولويات جولته في المنطقة العربية التي تشمل إلى جانب إسرائيل والإمارات كلّا من السودان والبحرين المرشحين لتوقيع اتفاقات سلام مع الدولة العبرية. القدس - استهل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الاثنين، جولته في الشرق الأوسط التي تستغرق خمسة أيام بزيارة لإسرائيل، فيما بدا الهدف الأساسي منها البناء على اتفاق التطبيع الذي جرى التوصل إليه في وقت سابق من الشهر الجاري بين الإمارات وإسرائيل، بإقناع دول عربية للنسج على ذات المنوال. وأعرب وزير الخارجية الأميركي خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس عن “أمله” بأن تحذو دول عربية أخرى حذو الإمارات في تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وقال بومبيو في إطار الجولة التي تقوده إلى كل من الخرطوم والمنامة وأبوظبي “آمل أن أرى دولا عربية أخرى تنضم” للخطوة الإماراتية. وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى الفرصة التي تنتظر شركاء المستقبل “للعمل جنبا إلى جنب والاعتراف بدولة إسرائيل”. وأعلنت إسرائيل والإمارات في 13 أغسطس الجاري عن اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما بوساطة أميركية. وأشادت دول غربية عدة على غرار بريطانيا وفرنسا وألمانيا بالاتفاق معتبرة أن هذه الخطوة من شأنها أن تعزز الاستقرار في المنطقة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال المؤتمر الصحافي مع بومبيو إن معاهدة السلام التي أبرمتها بلاده مع دولة الإمارات العربية المتحدة “تاريخية”، مشددا على أنها “تساهم في استقرار المنطقة”. وأضاف “إنه أمر تاريخي، هذا الإنجاز الكبير الذي قمنا به مع دولة الإمارات، عبر العمل على معاهدة السلام، وبدء علاقات بين البلدين”. وأوضح نتنياهو “بمساعدة (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب و(وزير الخارجية الأميركي) مايك بومبيو، تمكنا من التوصل لهذا القرار، للمساهمة في استقرار المنطقة، وهذا سيفتح لنا عهدا جديدا.. وقد وتكلمنا أيضا عن انضمام دول أخرى، ربما في المستقبل القريب”. الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي من شأنه أن يرفع الحرج عن عدة دول عربية للمضي قدما في مسار تطبيع العلاقات مع إسرائيل ويشكل الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي انتصارا دبلوماسيا مهما للإدارة الأميركية، التي تواجه بعد أشهر قليلة استحقاقا انتخابيا مصيريا حيث يطمح الرئيس دونالد ترامب إلى ولاية رئاسية ثانية. ويقول محللون إن الاتفاق من شأنه أن يرفع الحرج عن عدة دول عربية للمضي قدما في مسار تطبيع العلاقات مع إسرائيل بشكل علني. ويرجح خبراء أن يكون السودان الدولة التالية التي ستبرم اتفاق سلام مع إسرائيل، خاصة أن الأرضية تبدو مهيأة لمثل هذه الخطوة، وأن اختيار بومبيو السودان كمحطة ثانية في جولته الشرق أوسطية يعزز هذه القراءة. وأعلنت وكالة الأنباء السودانية (سونا) عن وصول وزير الخارجية الأميركي إلى الخرطوم، الثلاثاء، في زيارة رسمية يجري خلالها مباحثات مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك. وأفادت الوكالة بأن المباحثات تتعلق بدعم الولايات المتحدة للانتقال الديمقراطي في السودان وموضوع العلاقات مع إسرائيل. ومن المتوقع أن تناقش المباحثات تسريع رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، التي سبق وأن كشف رئيس مجلس السيادة عن وجود رابط بينها وخطوة التطبيع. وكانت وزارة الخارجية الأميركية أوضحت في وقت سابق أن بومبيو سيلتقي خلال جولته رئيس الوزراء السوداني عبدلله حمدوك “للتعبير عن دعمه لتعميق العلاقات السودانية الإسرائيلية”. وبدأت الخرطوم منذ عهد الرئيس المعزول عمر البشير مسارا لبناء علاقات مع تل أبيب، وتم عقد لقاءات عدة بين مسؤولين إسرائيليين وسودانيين في عدة عواصم بينها مدينة إسطنبول التركية، قبل أن تتفجر الانتفاضة الشعبية في العام 2018 وتجرف معها نظام البشير. اقرأ أيضا: السودان أمام تحدي التطبيع ورفع أسمه من قائمة الإرهاب واستُؤنف مسار بناء العلاقات الإسرائيلية السودانية مع السلطة الانتقالية الحالية برعاية مباشرة من وزير الخارجية الأميركي بومبيو، ليتوج بلقاء جمع في فبراير الماضي رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عنتيبي الأوغندية. ولم تسر الأمور إلى خواتيمها المنتظرة بسبب تجاهل الحكومة السودانية برئاسة حمدوك وعدم إشراكها في هذا المسار، وهو ما سيأخذه بومبيو في الاعتبار هذه المرة. وإلى جانب السودان وإسرائيل، تشمل زيارة وزير الخارجية الأميركية البحرين حيث سيلتقي ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وسط ترجيحات بأن تقدم هذه الدولة الخليجية على الاحتذاء حذو الإمارات في تطبيع العلاقات بشكل علني مع إسرائيل، لاسيما وأنه سبق التمهيد لهذه الخطوة عبر زيارات معلنة لوفود إسرائيلية للمنامة. وكانت البحرين أول دولة خليجية رحبت باتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل. وتعود الاتصالات بين الدولة الخليجية الصغيرة والدولة العبرية إلى تسعينات القرن الماضي قبل أن تتسارع وتيرتها في السنوات الأخيرة. وتتشارك البحرين وإسرائيل نفس العداء تجاه إيران التي تتهمها المنامة بدعم المعارضين الشيعة وبالسعي إلى التسبب باضطرابات أمنية على أراضيها. وينهي بومبيو جولته بزيارة إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث سيلتقي نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد للاطلاع على آخر الجهود قبل توقيع اتفاق تطبيع العلاقات الاسرائيلي الإماراتي.

مشاركة :