كشفت تقارير تداولتها وسائل إعلام أمريكية، عن تطور فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في ارتكاب هجمات إرهابية بمدينة بنغازي الليبية عام 2012، أسفرت عن مصرع 4 من الدبلوماسيين الأمريكيين، بينهم سفير واشنطن لدى ليبيا في ذلك الوقت.وذكرت التقارير، التي جرى تداولها على نطاق واسع، أن مصدرا استخباراتيا أمريكيا، كشف عن امتلاك واشنطن وثائق، تؤكد تورط فيلق القدس، التابع لإيران، في هجمات بنغازي، وهي المعلومات التي وصلت للمخابرات الأمريكية، عن طريق أحد المقاولين العسكريين الأجانب الذي كان يعمل في ليبيا خلال تلك الفترة.وأوضحت التقارير، أن المقاول العسكري، أبلغ ضباط الأمن التابعين لسفارة واشنطن في ليبيا، بأنه شاهد أكثر من مرة عناصر تابعة لفيلق القدس، يسيرون علانية في شوارع بنغازي، أثناء الأيام الأولى لاضطرابات فبراير في ليبيا.ولفتت التقارير إلى أن هذه المعلومات وصلت إلى رئيس الأمن في السفارة الأمريكية، الكولونيل جرين بيريت، الذي أرسل برقية إلى قادته في واشنطن خلال يونيو 2012، يوضح لهم ما لديه من معلومات، ويحذر من احتمال ارتكاب أعمال إرهابية ضد الأمريكيين الموجودين في ليبيا. ويعلق على هذه المعلومات الدكتور فتحي العفيفي أستاذ الفكر الاستراتيجي بجامعة الزقازيق، الذي أكد صحة ما تداولته التقارير، مشيرا إلى أن من نفذ العمل الإرهابي الذي أودى بحياة الدبلوماسيين الأمريكيين، هو مليشيا تسمى "أنصار الشريعة"، مدعومة من إيران، وذلك بعد أن تلقت تمويلا مباشرا من طهران.وأشار العفيفي إلى أن مسؤولين أمريكيين تلقوا تهديدا في هذه الفترة، باغتيالهم وهو ما أبلغوه إلى إدارة الرئيس باراك أوباما، لكنها لم تأخذ الأمور بجدية، مضيفا: "الأمر وصل إلى تهديد مدير وكالة استخبارات الدفاع الأمريكي في ذلك الوقت، الجنرال مايكل فلين".ولفت العفيفي إلى أن الوثائق التي تتحدث عنها التقارير، تكشف عن تحويل مبلغ بقيمة 1.9 مليون يورو، إلى المليشيا المنفذة لهجوم بنغازي، في أعقاب عملية غسيل أموال موثقة أجراها فيلق القدس، عن طريق بنك الاستثمار الإسلامي في ماليزيا، حيث وصل وسيط إيراني إلى بنغازي، حاملا ما يعادل 8 ملايين دولار، لكن بفئة الـ500 يورو، قبل الهجمات بثلاثة أسابيع فقط. وشدد العفيفي على أن دور إيران في ليبيا نشط جدا، دعما لتركيا وقطر، وهو ما يستدعي الانتباه حتى لا تتكرر مأساة بنغازي مرة أخرى.