القدس - كشفت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يقف وراء تنفيذ هجومين أسفرا عن مقتل إثنين في القدس في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في عمليات نادرة للتنظيم المتطرف داخل إسرائيل وفي خضم تقارير تكشف عن مخاوف من شن مزيد من الهجمات من قبل جهاديين بهدف كسب التعاطف بعد تراجع التنظيم منذ هزيمته المدوية في 2019. وأكد جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك) والشرطة في بيان مشترك إلقاء القبض على المشتبه به في تنفيذ التفجيرين موضحة أن "الشاباك والشرطة والجيش اعتقلوا إسلام فروخ المشتبه به في تنفيذ التفجير في القدس الشهر الماضي". وأسفر الهجوم عن مقتل إسرائيلي كندي (15 عاما) وإسرائيلي خمسيني كما أصيب 13 آخرون في تفجير كان الأول منذ العام 2016 في القدس المتنازع عليها. وجاء في البيان أن فروخ (26 عاما) هو مهندس ميكانيكي عربي يحمل بطاقة هوية إسرائيلية ويعيش بين بلدة كفرعقب شمال القدس ورام الله في الضفة الغربية المحتلة. وأشار البيان إلى أن "المشتبه به نفذ الهجوم مستندا للفكر السلفي الجهادي ومتماهيا مع تنظيم داعش وعمل بمفرده بعد مدة طويلة من التحضير لاستهداف مواطنين إسرائيليين في القدس". وأضاف أنه سيتم توجيه لائحة اتهام ضد فروخ الذي عثر بحوزته على رشاش من طراز "كارلو" وعبوة ناسفة. ووقع التفجيران وسط تصاعد أعمال العنف التي أودت بما لا يقل عن 150 فلسطينيا و26 إسرائيليا منذ مطلع العام في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها. وفي وقت سابق من هذا العام، قتل 49 من سكان قطاع غزة في تصعيد استمر ثلاثة أيام بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي في القطاع الفقير والمحاصر. وقالت الأمم المتحدة إن العام الجاري 2022 من أكثر الأعوام دموية منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005). ونادرا ما يشن تنظيم داعش هجمات داخل اسرائيل لكن تقارير تحدثت عن نواياه لاستهداف اسرائيليين في تحول هام لعمليات الجهاديين الذين ركزوا في السابق على ساحات أخرى فيما يرى مراقبون ان التحول يهدف لكسب التعاطف واستقطاب عناصر فلسطينية غاضبة من الاحتلال الاسرائيلي. وشهدت إسرائيل في مارس/اذار الماضي ثلاث هجمات أسفرت عن مقتل 11 شخصا، تبنى التنظيم اثنين منها. وانضم عدد يعتبر قليلا نسبيا من الفلسطينيين والعرب في إسرائيل إلى التنظيم قبل هزيمته في سوريا في العام 2019. ورغم ان اغلب الهجمات التي تتعرض لها إسرائيل تقف وراءها فصائل فلسطينية محلية مثل الجهاد الاسلامي او حركة حماس اضافة الى فصيل جديد اطلق على نفسه " عرين الاسود" لكن داعش دخل على خط الصراع بتنفيذ هجمات يراها مراقبون انها قليلة لكنها مؤثرة. وفي المقابل يرى محللون أنه رغم تنفيذ تلك الهجمات إلا أنها ليست دليلا على تصاعد تهديد تنظيم الدولة الإسلامية، لكنها قد تكون مشجعة لآخرين ودفعهم إلى الإقدام على تنفيذ هجمات مماثلة. لكن مؤسس شركة "جهاد أنالتكس" داميان فيري نبه من أن تنظيم الدولة الإسلامية "لا تزال لديه القدرة على ضرب إسرائيل". وفي السنوات الأخيرة، سعت حركة حماس الإسلامية التي تحكم قطاع غزة ألا يكون هناك موطئ قدم للتنظيم المتطرف في القطاع.
مشاركة :