"مصائب قوم عند قوم فوائد"، هذا هو حال قطاع التكنولوجيا الذي يتصدر القطاعات الرابحة في ظل أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد التي تسببت في تهاوي مبيعات كافة الأجهزة سواء الهواتف المحمول أو التابلت. لكن اعتماد التعليم عن بعد في الدول العربية والخليجية ربما يعيد الأمور إلى نصابها وسط توقعات بعودة الطلب على الأجهزة الإلكترونية خلال الفترة المقبلة. التوقعات تشير إلى أن الطلب على الأجهزة الإلكترونية والهواتف سوف يتحسن خلال الفترة المقبلة مع انتشار التعليم عن بعد في الدول العربية والخليجية. وأشار تقرير حديث لمجلة "فوربس"، إلى ارتفاع إنفاق الشركات العاملة في دول مجلس التعاون الخليجي على تكنولوجيا المعلومات مؤخرا، لتقفز من 16.5 مليار دولار عام 2019 إلى 20 مليار دولار بحلول العام 2024 بنسبة زيادة تتجاوز نحو 21.2%. وتوقع التقرير أن يرتفع إنفاق قطاعات مثل الرعاية الصحية والتعليم والإعلام والخدمات المالية على تقنية المعلومات مرتين أو 3 مرات خلال الفترة ذاتها. كما توقع أن تسهم زيادة الاعتماد على استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في توفير فرص استثمارية تصل قيمتها إلى 5 مليارات دولار في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي بحلول عام 2024. ودعا التقرير الحكومات إلى تعزيز استثمارات الجيل الخامس والألياف الضوئية، إلى جانب دعم شركات الاتصالات من خلال تزويدها بمساعدات مالية مؤقتة. كما توقّع التقرير أن تؤدي استثمارات الجيل الخامس إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي لدول المنطقة بنسبة تتراوح بين 6 و8%، لما لها من آثار مهمة على الاقتصاد. في مصر، من المتوقع أن يشهد العام الدراسي المقبل الذي سيبدأ في أكتوبر المقبل اعتماد أوسع على التعليم عن بعد، كما أن كثير من المدارس الخاصة بدأت تجارب مع طلابها على استخدام تطبيقات للتعليم عن بعد كأحد الحلول لمواجهة انتشار فيروس كورونا في العام الدراسي المقبل. ووفق تصريحات لمدير العلامة التجارية والعلاقات العامة بشركة "سامسونغ مصر"، فإن سامسونغ مستمرة في تعاونها مع وزارة التربية والتعليم لتوريد التابلت المدرسي للعام الثالث على التوالي. وقال إن عودة المدارس يعتبر موسمًا هامًا لزيادة مبيعات الأجهزة الإلكترونية ولاسيما التابلت وخاصة هذا العام في ظل الاعتماد بشكل أكبر على التعلم عن بُعد بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي. وأوضح أن لديها قائمة كبيرة من الحاسبات اللوحية "تابلت" تبدأ من 2900 جنيه، وحتى 7 آلاف جنيه، لتناسب مختلف الشرائح الاجتماعية والاحتياجات، مشيراً إلى أن هناك قاعدة عريضة من المدارس بدأت تعتمد على التكنولوجيا في التعليم وبدأت تجهز نفسها لذلك من خلال الطلب من أولياء الأمور شراء أجهزة تابلت محددة أو تسليم الجهاز للطلاب ضمن أدوات الموسم الدراسي الجديد.
مشاركة :