أكد وكيل الشئون الإسلامية بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف فريد يعقوب المفتاح على الدور المحوري لعلماء الدين ووعاظ المنابر والحوزات والمعاهد الدينية والجمعيات والمؤسسات والقائمين على وسائل الإعلام والمفكرين والسياسيين وغيرهم؛ في القيام بالمسئولية الوطنية تجاه تلك التدخلات الإيرانية السافرة في شئون مملكتنا الحبيبة. ودعا كافة الخطباء والدعاة والإعلاميين والوطنيين ورجال الفكر والصحافة إلى القيام بواجبهم الوطني في العمل على لم الشمل وتوحيد الصف، والحث على تبني موقف وطني موحد واضح وحازم تجاه تلك التدخلات المتكررة المستنكرة السافرة. وقال: إنَّ العالم الإسلامي بصفة عامة والوطن العربي بصفةٍ خاصة، ودول الخليج بصفة أخص، وبحريننا الحبيبة على وجه الخصوص؛ تتعرض في الآونة الأخيرة لأنواع متعددة من المؤامرات والتهديدات والتدخلات المتكررة والمستفزة، ومن هنا فإننا ندين بكل عبارات الشجب والاستنكار التدخلات الإيرانية المتكررة السمجة السافرة، وتدخلها في شؤوننا الداخلية، مذكراً إيران وقيادتها، الذين يدّعون الالتزام بأخلاق الإسلام؛ بمبدأ حسن الجوار، الذي أمر به الإسلام، ومذكراً بمبدأ احترام الآخرين، وعدم التدخل في شؤونهم، وسيادة بلدانهم كما حث عليه دين الإسلام. وتساءل المفتاح: لماذا يدّعون التمسك بالإسلام ويتناقضون معه بتصرفاتهم وسلوكهم المُبْغِضِ العَدَائِي الحاقد، كما يدّعون الإسلام، وفي نفس الوقت يًكِيْدُوْن ويُسِيْئُوْنَ للمسلمين ولا يُراعون حسن الجوار وحرمة هتك رابطة الإخاء؟ ولا يراعون سيادة البلدان، هكذا بكل صلف سافر وجرأةٍ مستفزةٍ عدائيةٍ كريهةٍ. وشدد الدكتور المفتاح على أنه من الواجب على الجميع تصحيح ركائز البيت الخليجي من تلك الولاءات المذهبية الطائفية المزدوجة، ومن هنا فإن الولاءات المزدوجة مرفوضة، فلا ولاء بعد الدين والإسلام إلا الولاء للوطن ولقيادته، فينبغي على الجميع أن يكون له موقفٌ وطنيٌ صريحٌ تجاه هذه الاستفزازات المتكررة، وعلينا جميعاً أنْ ننتبه وأنْ نَحْذَرَ، وألا نسمح لأي أحد كائناً من كان أنْ يتدخل في شؤوننا، أو أنْ يُحَاوِلَ تعكير صفو أخوتنا، والنيل من وحدتنا وولائنا لديننا ولوطننا، وعلينا أنْ نتجاوز خلافاتنا، وأنْ نجعل من وحدتنا وتماسك صفنا وولائنا لوطننا؛ هدفاً واحداً، علينا أن نقف في وجه الإرهاب والتطرف بكل صوره وأشكاله. وأشاد وكيل الشئون الإسلامية ببيان وزارة الداخلية، ومن قبله تصريح وزارة الخارجية في الرد على هذه التدخلات السافرة الفجة المستنكرة تجاه البحرين، أو تجاه دولنا الخليجية والعربية، كما أشاد بموقف الأزهر الشريف الذي أصدر بياناً في الرد على تلك الاستفزازات المرفوضة، مثنياً في ذات الوقت بوزير الداخلية وبرجال وزارة الداخلية، رجال الأمن البواسل في الكشف عن المؤامرات الدنيئة، وتفكيك الخلايا الإرهابية المجرمة التي يُعلِنَ عنها بين الحين والآخر، وما أكثر الخلايا الإرهابية التي أصبحت تُزْرَعَ وتُفَخَّخَ في ديارِنَا، خِدْمَةً لِتِلْكَ الأطماع الإيرانية المتربصة السافرة، وتنفيذاً لتلك الأجندات الطامعة الخبيثة. وقال المفتاح: إن الوحدة الوطنيّة، والتحام الشعب بقيادته وولائه لولاة أمره؛ تحت قيادة عاهل البلاد أيده الله تعالى؛ هما أكبر رهان لحفظ وطننا وأمننا وأماننا من أي تهديد داخلي أو خارجي، فالنسيج الوطني لشعب البحرين والمتجذر عبر التاريخ أقوى من كل التحديات، وإن وحدة هذا الشعب بكل أطيافه وتنوع وتعدد ثقافاته تتقهقر أمامها كل المؤامرات والمخططات الهادفة إلى بث الفرقة والخلاف بين أبناء هذا الوطن العزيز بإسلامه وعروبته. مضيفاً بأن ولاء كل بحريني لوطنه ولأمته العربية والإسلامية يقف سداً منيعاً في وجه التدخلات الخارجية أيا كان مصدرها، وأن كل مواطن بحريني وكل مواطنة بحرينية لبنة قوية في صرح هذا الوطن الشامخ. وأكد المفتاح بأن الولاء الحقيقي للوطن لا يمتزج أبداً بولاءات أخرى مضيفاً أن المواطنة الحقة لا تحتمل ولاءات مزدوجة، لافتاً إلى أن القانون البحريني يجرم إزدواجية الولاء إذ لا يتصور في المواطن المخلص لوطنه جمعه بين ولائه لوطنه وولائه لأي جهة خارجية، وإن وجد ذلك في شخص أو في حزب فإن استنكاره من المخلصين يعد واجباً وطنياً، فوق واجب استنكار التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية. وتابع: وإذ نستنكر بكل حزم تلك التدخلات الإيرانية السافرة في شئوننا الداخلية، فإننا جميعاً نؤكد أن رفضنا لتلك التدخلات واستنكار لكل موقف أو قول يعبر من قريب أو من بعيد عن تدخل في شئوننا لهو موقف وطني جماعي لا يشذ عنه إلا من فقد هويته الوطنية وانتماءه لبلاده وأمته.
مشاركة :