وسط جدل دولي على تفعيل واشنطن آلية إعادة العقوبات الأممية، أعربت باريس عن قلقها من الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة، فيما تركت طهران الباب مفتوحاً أمام محادثات مع الولايات المتحدة في حال عادت للاتفاق النووي بعد أكثر من عامين من انسحاب دونالد ترمب بهدف تعديل سلوك إيران الإقليمي واحتواء برنامجها لتطوير الصواريخ الباليستية.وأفادت وكالة «رويترز»، نقلاً عن مكتب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، أمس، بأن لو دريان أبلغ نظيره الإيراني محمد جواد ظريف بأنه قلق مما وصفها بـ«أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة». وأضاف أن لو دريان أبلغ ظريف أيضاً، خلال مكالمة هاتفية مساء أول من أمس (الاثنين)، بأنه قلق بشأن انتهاء أَجَل حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على طهران، وأن فرنسا وبريطانيا وألمانيا عازمة على إيجاد حل.من جهتها، نقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن بيان للخارجية، أن مباحثات ظريف ولو دريان تناولت آخر تطورات الاتفاق النووي والأوضاع في لبنان، دون ذكر التفاصيل.وكانت فرنسا وبريطانيا ضمن 11 دولة في مجلس الأمن، امتنعت عن التصويت على مشروع أميركي يهدف إلى تمديد حظر السلاح على إيران، وتقول الدول الثلاث إنها ستواصل عقوبات أوروبية على السلاح الإيراني.وهذا الأسبوع، أعلنت الدول الأوروبية الثلاث معارضتها لتفعيل الولايات المتحدة آلية «سناب باك» المنصوص عليها في القرار 2231 لإعادة العقوبات الأممية على طهران.وكان تفعيل الآلية آخر محاولة للولايات المتحدة للحيلولة دون رفع حظر الأسلحة عن إيران، في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.وتتحفظ الدول الأوروبية على استراتيجية «الضغط الأقصى» التي تتبعها الولايات المتحدة، بعد توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرسوم الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة العقوبات على طهران، بهدف دفعها إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، حول اتفاق شامل يتضمن الصواريخ الباليستية وأنشطتها الإقليمية.ورداً على استراتيجية واشنطن، انتهكت طهران قيوداً رئيسية بشأن أنشطتها النووية يفرضها اتفاق عام 2015 الذي قبلت بموجبه إيران فرض قيود على برنامجها لتخصيب اليورانيوم في مقابل تخفيف العقوبات الأممية المفروضة عليها. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، إن على الولايات المتحدة أن تعود أولاً إلى الاتفاق النووي إذا أرادت اتفاقاً مع إيران.وقال روحاني، في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون، إن استراتيجية الضغط الأقصى «فشلت بنسبة مائة في المائة... إذا كانت واشنطن تريد اتفاقاً معنا فإنه يتعين عليها الاعتذار عن الانسحاب من الاتفاق النووي والعودة له».وكان روحاني يدافع عن سجله الاقتصادي بمناسبة أسبوع الحكومة. وأضاف روحاني أن الولايات المتحدة «حاولت تركيعنا والقضاء علينا»، وتابع: «كسروا القدم اليمني واليسرى للاتفاق النووي خلال ثلاث سنوات والآن يسير بعكازتين لكنه لا يزال يواجه أميركا في الساحة وهزيمتها سياسياً في عدة مراحل وهزيمتها في المرحلة الأخيرة مؤكدة».
مشاركة :