تشنج الساق... معلومات ووقاية

  • 8/27/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يشكّل الألم الحاد في ربلة الساق خلال الليل أحد أسوأ الاضطرابات التي يمكن التعرّض لها، ورغم غياب علاج متعارف عليه دولياً لتشنجات الساق الليلية، فربما يستحق الأمر بعض المقاربات والمحاولة. إذا كنت تعاني تشنّج الساق ليلاً، فاعلم أنها حالة شائعة، صحيح أن هذه المشكلة تصيب البعض في أي مرحلة من الحياة، لكنها تصبح أكثر شيوعاً مع التقدم في السن. يشكو نصف الناس بعد عمر الستين من إصابتهم بتشنج الساق، ويقول ثلثهم إنهم يستيقظون بسبب تلك التشنجات ليلاً، ويتحدث 15 في المئة منهم عن تجدّد النوبات أسبوعياً. أسباب بحسب الدكتور بروس بين، أستاذ علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد، فإن تشنج الساق عبارة عن تشنجات عضلية تسبّبها «نوبات صغيرة» في الخلايا العصبية الحركية (أعصاب تقوّي انقباض العضلات). إنها أوجاع شائعة لدى المصابين بمشاكل عضلية وعظمية مثل القدم المسطحة، أو ارتفاع قوس القدم، أو الاضطرابات الأيضية، أو مشاكل عصبية كالباركنسون أو الاعتلال العصبي. لكن معظم التشنجات تصيب الأشخاص الأصحاء أيضاً، ونُسِبت تلك التشنجات إلى حالات مؤقتة، لا سيما جفاف الجسم، فيما تقلّ الأدلة العلمية التي تدعم تلك الفرضيات. في السنوات الأخيرة، اعتبر العلماء أن الخلايا العصبية الحركية تصبح نشيطة بدرجة مفرطة خلال نوبة التشنج، وبدأوا يستكشفون طرائق لإضعاف ذلك التجاوب المفرط. سبل الوقاية لم تصادق «إدارة الغذاء والدواء» في الولايات المتحدة الأميركية على أدوية لمعالجة تشنجات الساق، ولم تصدر «فرقة الخدمات الوقائية الأميركية» أي توجيهات عن طريقة معالجتها، لكن «الأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب» نشرت النصائح التالية حول العلاجات الشائعة استناداً إلى أدلة علمية تثبت فاعليتها: تمارين التمطط: تعتبر هذه الأكاديمية أن البيانات المتاحة غير كافية للتأكّد من قدرة تمارين التمطّط على تخفيف حدّة التشنجات العضلية، لكن لا يعني ذلك أن هذه التمارين غير فاعلة أو ضارة، بل يمكن أن تساهم في زيادة مرونة الساقين. دواء الكينين: تشير أدلة قوية إلى قدرة دواء الكينين ومشتقاته على تخفيف حدّة التشنجات العضلية، مع أن حجم المنافع يبدو ضئيلاً. لكن يبقى دواء الكينين بعيداً عن متناول معظم الناس. في هذا السياق، أصدرت «إدارة الغذاء والدواء» تحذيرات متكررة من استعمال الكينين للوقاية من تشنجات الساق أو معالجتها لأنه يسبب آثاراً جانبية حادة كالنزف وتضرّر الكلى (تمت المصادقة عليه حصراً لمعالجة بعض أنواع الملاريا). صحيح أن الأطباء يصفون الكينين حتى الآن، لكن يوصى به حين يعوق تشنجات الحركات اليومية، ولا بد من مراقبة المريض عن كثب نظراً إلى الآثار الجانبية المحتملة. مركّب الفيتامين B: تشير بعض الأدلة إلى إمكان منع التشنجات عبر أخذ كبسولة يومية فيها ثمانية فيتامينات من فئة B [B1 (ثيامين)، وB2 (ريبوفلافين)، وB3 (نياسين)، وB5 (حمض البانتوثنيك)، وB6، وB7 (بيوتين)، وB9 (حمض الفوليك)، وB12]. حاصرات قنوات الكالسيوم: تشير الأدلة إلى أن نوعاً محدداً من حاصرات قنوات الكالسيوم، أي الديلتيازيم (كارديزيم، ديلاكور إكس آر)، قد يكون فاعلاً. علاجات غير فاعلة: اكتشفت «الأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب» أدلة كافية على عدم فاعلية مكملات المغنيسيوم والغابابنتين (نورونتين). علاجات مقبولة في الحالات التي لا تشمل علاجات مقبولة على نطاق واسع، كتشنجات الساق الليلية، يستحق بعض العلاجات غير المثبتة المحاولة. في ما يلي بعض الخيارات قليلة المخاطر: • الصابون: إذا كنت لا تمانع تقاسم السرير مع لوح صابون، فربما ترغب في وضع قطعة تحت البطانية السفلية بالقرب من موقع الساقين. تكثر التجارب التي تؤكد فاعلية هذه الطريقة في الرسائل الموجّهة إلى وسائل الإعلام وفي التعليقات على المواقع الإلكترونية، لكن لم يقدّم أحد أي فرضية عن طريقة عمل الصابون. لكنه يبقى في مطلق الأحوال خياراً حميداً وغير مكلف. • الخردل أو عصير المخلل: يؤيد كثيرون تناول ملعقة صغيرة من الخردل أو 30 ملل من عصير المخلل قبل موعد النوم. أصبح عصير المخلل الوقائي غذاءً أساسياً بالنسبة إلى الرياضيين الذين يريدون تجنّب التشنجات التي تمنعهم من اللعب. لكن إذا كنت تعاني اضطراب الارتجاع المعدي المريئي، أو تحاول تخفيف استهلاك الملح، فاستشر طبيبك قبل تجربة هذه المقاربة. يظن العلماء أن الأغذية تحفّز القنوات الأيونية في الفم والمريء والمعدة كي ترسل إشارات إلى الجهاز العصبي المركزي لتعطيل الخلايا العصبية النشطة بشكل مفرط. • جرعة توابل: طوّر الدكتوران بروس بين ورود ماكينون الفائز بجائزة نوبل في الكيمياء في جامعة روكفلر جرعة فيها 50 غراماً من خليط يجمع بين القرفة والزنجبيل وعصير الليمون الأخضر ومواد التحلية والكابسيسين (عنصر نشيط في الفلفل الحار) لمعالجة التشنجات خلال التمارين المكثفة. تعطي الجرعة مفعولها على طريقة الخردل والعصير المخلل لكن تدوم آثارها لفترة أطول. يمكن إيجادها راهناً على شكل مشروبات رياضية. يوضح الدكتور بين: «أعرف أن الناس يستعملون هذه الجرعة لمعالجة تشنجات الساق الليلية، لكن لم نختبرها بعد لهذا النوع من الاستعمالات”.

مشاركة :