أيّ اتفاق نووي مع إيران يجب أن تكون دول الخليج جزءًا منه

  • 8/27/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد مسؤولون أمريكيون أن أي خطط مستقبلية للتوصّل الى اتفاق سلام بين البحرين واسرائيل هي أمر متروك للقيادة البحرينية، مشددين على أن بلادهم لن تسمح باستنساخ الحالة اللبنانية في منطقة الخليج واليمن.وقال الممثل الخاص بالشؤون الإيرانية براين هوك، في رده على سؤال لـ«الأيام»، إن دولة الامارات قادت الطريق نحو ما تفكر في أن تسلكه دول أخرى، معتبرًا ما قامت به الإمارات العربية هو الأمر المنطقي والطبيعي الذي ينبغي حدوثه.وشدد هوك خلال اللقاء الذي عقده مع الصحافة المحلية، بمشاركة الناطق باسم الخارجية الامريكية مورغان اورتاغوس، على أن أي اتفاق جديد مع إيران يجب أن تكون دول الخليج جزءًا منه منذ البداية، ولن يتم تجاهلها كما حدث في الاتفاق القديم الذي وقع خلال إدارة الرئيس باراك أوباما.وأوضح هوك أن بلاده لن تسوّق للسلام بين اسرائيل والدول العربية، بل لكل دولة قرارها وما تراه مناسبًا لها.فيما اعتبرت أورتاغوس أن البحرين بذلت جهدًا كبيرًا من أجل الدفع باتجاه السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، لا سيما بعد استضافة المؤتمر الاقتصادي العام الماضي الذي كان أول مؤتمر بعد عقود يتناول تفاصيل اقتصادية ما بعد إحلال السلام الذي ترفضه اليوم القيادة الفلسطينية، مع أن السلام يقوم على حل الدولتين.وفي رد على سؤال لـ«الأيام»، قال هوك: «التعليق عن خطط البحرين المستقبلية أمر متروك للقيادة البحرينية. ما أستطيع قوله إن الإمارات العربية المتحدة قادت الطريق الذي تفكر الدول الأخرى في أن تسلكه وتسير فيه. ندرك أننا لسنا بحاجة الى بذل جهود التسويق. إنه شرق أوسط جديد، والجميع يتفهمون المزايا التي ستحصل عليها دولة الامارات من خلال السلام مع اسرائيل، حيث لدى الأخيرة واحدًا من أفضل اقتصادات العالم، وسيرتبط البلدان بروابط اقتصادية مهمة، منها تطوير التجارة، والأمن والرعاية الصحية، والعلاقات الثقافية».وتابع: «أعتقد أن هذا يمنح شعب الإمارات العربية إحساسًا حقيقيًا بالتقدم. إنني أتجوّل في المنطقة منذ ثلاث سنوات ونصف، أعتقد أن هذا يعكس بصورة عامة ما يتجه إليه الشرق الأوسط، هناك قضايا جديدة في المنطقة، هذا ليس الشرق الأوسط الذي كان قبل خمس سنوات أو عشر سنوات سابقة، وعندما وصلنا الى مهامنا بدأنا في الاستماع. هناك العديد من الخبراء في العالم يعتقدون أنهم يعلمون عن المنطقة أكثر من أهلها أنفسهم. عندما جئنا فإننا استمعنا، استمعنا أكثر مما تكلمنا. وعندما تسمع في هذه المنطقة، خاصة في الخليج، فإنهم يريدون التكلم عن المخاطر خاصة العدائية الإيرانية، يريدون التحدث عن وظائف للمواطنين، يريدون التحدث عن تهديد الإخوان المسلمين، والأمن والازدهار. من أوجه كثيرة فإن ما قامت به الإمارات العربية هو الشيء المنطقي والطبيعي الذي ينبغي فعله».وأضاف: «أعتقد أن العديد من الدول تنظر الآن إلى الفرص المتاحة أمام الولايات المتحدة، ويتساءلون ما إذا كان هذا هو المسار الذي يريدون السير فيه. كما قلت سابقًا، هذه ليست عملية صعبة. ففي الشرق الأوسط الحالي لست بحاجة إلى جهد للإقناع، إنه يرون الأمر، الناس يرون الفرص مع إسرائيل. وأنا أعلم أن البحرين قامت بعدد من الأشياء مع إسرائيل عبر السنين، في الجانب الثقافي وجوانب أخرى من التجارة. وكانوا جزءًا من المؤتمر الاقتصادي عندما أطلقنا رؤيتنا الاقتصادية، وكانت هناك شركات فلسطينية جاءت هنا، وهناك الكثير من الاهتمام الإسرائيلي بهذه الجهود».وأضاف: «أينما حل النفوذ الإيراني حل البؤس والفقر وعدم الاستقرار، ولن نسمح باستنساخ الحالة اللبنانية في الخليج واليمن حيث تحاول إيران صناعة نسخة من حزب الله الارهابي هناك، سياسة إيران تعتمد على التخويف والتهويل، ونحن نرفض هذه السياسة، وهذا ما يجعل إيران في عزلة، على عكس ما نراه في دول الخليج التي تسعى دومًا لرفاهية شعوبها». وشدد هوك على الحاجة إلى اتفاق نووي جديد مع الجانب الإيراني بدل الاتفاق القديم الذي لم يغطِّ جوانب كثيرة، ويضمن أيضًا عدم حصول إيران على السلاح النووي، مؤكدًا أن دول الخليج سوف تكون جزءًا من أي اتفاق يعقد مع إيران في المستقبل، لافتًا الى أن المحادثات مع دول الخليج مستمرة بشأن العقوبات والعزلة الدبلوماسية على إيران.وقال هوك: «الكثير من دول المنطقة تم تهميش رأيها حيال الاتفاق النووي خلال الادارة الامريكية السابقة، ولم يكونوا جزءًا من الاتفاق رغم تأثيره المباشر على دولهم، لذلك أي اتفاق يجب أن يكون الخليجيون جزءًا منه».وفي رد على سؤال لـ«الأيام» عمّا إذا ما وصل الديمقراطيون الى البيت الأبيض بعد الانتخابات وشرعوا بعقد صفقة نووية مع إيران على حساب أمن دول المنطقة -كما حدث في عهد الرئيس باراك أوباما-، وتأثير ذلك على فرص السلام والاستقرار في المنطقة، قال هوك: «لا أريد أن أعلق على الانتخابات، فهي ليست من مهامي، لكن الرئيس ترامب متفائل بأنه سيُعاد انتخابه، وسوف يكون في السنوات الأربع القادمة المزيد من النجاحات وبناء السلام في المنطقة، ويجب أن نواصل القضاء على تنظيم داعش. لقد أنجزنا اتفاقًا واحدًا للسلام، ونتطلع إلى أن تشهد الفترة القادمة المزيد من الاتفاقيات والمزيد من الامن والاستقرار بما يخدم دول المنطقة، كذلك لدينا الاستراتيجية الصحيحة للتعامل مع ايران، وعندما يكون هناك استراتيجية صحيحة ستتقدم الأمور. يريد الرئيس ترامب استكمال النجاحات التي تحققت في أول فترة رئاسية، لا سيما تعزيز العلاقات مع دول الخليج، إذ كانت أول زيارة للرئيس فور توليه الرئاسة الى منطقة الخليج، وتحديدًا الى السعودية، واجتمع مع أكثر من 55 دولة إسلامية، واليوم تحقق السلام بين الامارات واسرائيل، ولدينا الكثير مما تحقق في عدة جوانب مع دول الخليج. لدينا فهم عميق لدول الخليج، ونريد أن نستمر في تحقيق الرؤى المشتركة».واعتبر هوك أن النظام الإيراني قد أضر بشعبه كثيرًا، مشددًا على وقوف بلاده مع الشعب الإيراني كي يحصل على حكم يمثله.وقال: «مستقبل إيران يحدده الشعب الإيراني وليس الولايات المتحدة، وسنقف دومًا لجانب الشعب الإيراني».وحول السلام بين الفلسطنيين والاسرائيليين، قال هوك: «ما تم عرضه يتناول جوانب تفصيلية وموضوعية وواقعية، والكثير من الدول العربية رأت فيه حلاً منطقيًا ويتناول مزايا كبيرة، ونتطلع إلى حدوثه، لكن الفلسطينيين اختاروا ألا يتفاوضوا، وهذا قرارهم».وحول تفاصيل السلام قال هوك: «الكثير من الجوانب الايجابية يحملها الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي، أولها سوف نستقل رحلة مباشرة الأسبوع القادم من اسرائيل الى الامارات، والكثير من الجوانب الاقتصادية والتجارية، والآن هناك وزير اسرائيلي يقوم بالعمل على تعزيز العلاقات بين البلدين. إنها اتفاقية شاملة الجوانب الصحية والأمنية والدفاعية والثقافية، كذلك مجال الأمن السيبراني إذ تمتلك اسرائيل تكنولوجيا متطورة في الامن السيبراني، وهذا أحد التهديدات البارزة في المنطقة. الكثير من المزايا الامنية يحملها التعاون مع اسرائيل، كما أن البحرين والولايات المتحدة تدركان جيدًا الجهود التي تبذل بهذا الصدد».فيما رأت اورتاغوس أن الكثير من الجوانب الحياتية قد تغيرت في الشرق الأوسط، معتبرة أنه حان الوقت ليعيش الجيل الجديد بسلام، ويكون هناك سلام أمام هذه الأجيال يبنيه المسلمون واليهود معًا في هذه المنطقة، لا سيما أن التاريخ الديني واحد.

مشاركة :