الشائعات أخطر من الوباء

  • 8/27/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نور المحمود كل مصيبة تجتاح العالم تعلمنا الكثير عن قدرات الإنسان في التفنن في اختلاق حروب، دون اكتراث بأعداد ضحاياها أو حجم الأضرار التي تسببها؛ فالمهم لديه أن يحقق هدفه وينجح في خططه. خلال جائحة كورونا، رأينا الكثير من أوجه الحروب «غير التقليدية»، بداية من الحرب الصحية إلى النفسية التي حرص البعض على تغذيتها بنيران الأخبار الملفقة ومقاطع الفيديو المخيفة حول السبب الحقيقي والدافع الأول وراء «ولادة» هذا الوباء اللعين، وعشنا فترة بين ناري الحرب الصينية - الأمريكية حول المصدر الرئيسي للفيروس ومن امتلك هذا السلاح الفتاك للقضاء على خصمه أولاً فدفع العالم بأسره الثمن، ثم دخلنا إلى حرب الأرقام وأعداد الضحايا من وفيات ومصابين، فحرب المعلومات الدقيقة حول كيفية الوقاية من الوباء ومحاربته في ظل تلك الأجواء، وفي ظل كل حرب عرفها البشر على الكرة الأرضية، تأتي الشائعات في المرتبة الأولى في قائمة الوقود الذي يشعل النيران ويربك «العدو» ويشتت الناس في المجتمع. أما وقد عرفنا أن «كوفيد ١٩» هو العدو المشترك للبشرية كلها، ومن مصلحتنا جميعاً أن نتضامن لمحاربته، فكان من الطبيعي والمنطقي ألا يتم استخدام سلاح الشائعات لأنها ستعيق مسيرتنا نحن وستصب في مصلحة الوباء نفسه، لكن يبدو أن النفس البشرية لا بد أن تلح على البعض بالتحرك عكس المصلحة العامة، والتفكير من منظور ضيق أياً كان الثمن.الشائعات أخطر من الوباء، فهي قادرة على الانتشار بشكل أسرع، فمفعولها كبير من ناحية تشويه الحقائق والتضليل، وتخلق بلبلة في المجتمع، وتعطي صورة مغلوطة عن البلد والدولة وتتسبب بأضرار معنوية ومادية كثيرة. لكن البعض لا يتعلم ولا يتعظ.إطلاق الشائعات في موضوع كورونا جريمة يعاقب عليها القانون، ولو تعاملت كل دولة مع هذا النوع من الشائعات بهذا القدر من الحسم والانضباط، لارتدع العابثون بمشاعر الناس وبأمان المجتمعات، إذ يكفينا ما نواجهه في هذا الوقت العصيب وما يسببه كورونا من عدم استقرار في الحياة. noorlmahmoud17@gmail.com

مشاركة :