مشاعل النور في الشارقة

  • 8/27/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حسام فاروق* عانت معارض الكتب العالمية والعربية، أضرار الإغلاق أمام الجمهور؛ بسبب تفشي فيروس «كورونا»، خلال النصف الأول من العام الجاري، وبالتحديد خلال شهرى مارس/آذار وإبريل/نيسان الماضيين، أبرزها معارض لندن و باريس وليبزج بألمانيا وبولونيا لكتب الأطفال، وعربياً تأجلت معارض بغداد وأربيل والبحرين وتونس وأبوظبي، والشارقة القرائي وغيرها. وبمجرد هدوء شراسة الفيروس عالمياً، أعلنت إمارة الشارقة عن تحدي الفيروس، وتنظيم معرض الشارقة الدولي للكتاب؛ ثالث أهم المعارض الدولية للكتاب في العالم في موعده بتوجيه من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، واختارت الشارقة طريق المعرفة؛ لمواجهة أزمة كورونا، بفتح أبوابها وتنظيم دورة استثنائية على كل المستويات من المعرض تجدد بها التزامها برسالتها الداعية إلى تمكين المجتمعات، والنهوض بها عبر الكتاب، وتقف فيها على متغيرات صناعة المعرفة، وتقود فيها خطوات سوق النشر والحراك الثقافي نحو التعافي والنهوض، وصرّح أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب ومدير المعرض عن بيع وحجز كامل المساحة المخصصة للناشرين في المعرض: في تصوري أنه قرار صائب من صاحب السمو حاكم الشارقة، ومن إدارة المعرض، فلا أظن أن المجتمعات ستنغلق على نفسها منتظرة مصيرها في أزمة كورونا، والعالم أجمع تحمل لشهور فاتورة التوقف بما لا تطيقه قدرة دول وحكومات، وكانت النتيجة أن الفيروس مستمر، نعم يتراجع وقد تصل بعض الدول إلى صفر إصابات، إلا أن هناك حديثاً لا نعرف مدى دقته عن موجات ثانية وثالثة من الفيروس، فما العمل؟ هل تواصل الدول الإغلاق وتراكم على نفسها فواتير إضافية تتسبب في أزمات اقتصادية؟ أم تحارب الفيروس بجدية وتواصل الحياة؟، أعتقد أن استئناف الحياة بتدابير هو الأفضل، وهذا ما يفعله العالم كله الآن، بما في ذلك الدول التي تعد من البؤر الرئيسية للفيروس. أنا من الحريصين منذ سنوات عدة على حضور فعاليات معرض الشارقة للكتاب وتصوير حلقات كاملة من برنامجي التليفزيوني «بالبنط العريض» المبث على القناة الفضائية المصرية، قابلت فيها أشهر الشخصيات العالمية في الثقافة. والمضامين بين أروقة هذا المعرض، وفي حضرة الكتاب. والشاهد دائماً ارتباط الشارقة بهذا المعرض ارتباطاً عظيماً؛ باعتباره أحد أهم مشاريع الإمارة الثقافية. ومعروف عن الشارقة أن معظم مشروعاتها تقريباً تقوم على الثقافة والعلوم والمعرفة والتنوير والتراث والاهتمام باللغة العربية وبالنشر، وفي سبيل هذه الغايات النبيلة دشنت عدة مشاريع، وأسست مؤسسات في عدد من البلدان العربية، وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى دور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، وأول امرأة عربية تتولى هذا المنصب منذ تأسيس الاتحاد عام 1896، في الارتقاء بالبيئة الثقافية، ودعم وتطوير صناعة النشر العربي والإماراتي.اختارت الشارقة ألا تتوقف عن كل هذا النشاط الخلَّاق، وأن تقيم معرضها في موعده في نوفمبر المقبل، وأن تحارب الفيروس بالمعرفة، وحسناً ما قررت فمشاعل النور دائماً هي التي تنير عتمة المحن. *إعلامي في القناة الفضائية المصرية

مشاركة :