لقاح بريطاني يبشّر بقرب نهاية المعركة ضد كورونا | | صحيفة العرب

  • 8/27/2020
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت جامعة أكسفورد البريطانية عن التجارب الأوّلية للقاح واعد مضاد لوباء كوفيد – 19، ترى أنه آمن ويحقق استجابة مناعية لدى المتطوعين، لكنه يواجه منافسة شديدة من حوالي 22 لقاحا آخر قيد التطوير في مختلف دول العالم. لندن – قال مدير مجموعة اللقاحات في جامعة أكسفورد إن لقاحا تجريبيا مضادا لفايروس كورونا وتطوّره الجامعة بالتعاون مع شركة أسترازينيكا، قد يُقدم للجهات التنظيمية هذا العام إذا تمكن العلماء من جمع ما يكفي من البيانات. وأضاف آندرو بولارد لراديو هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي”، “من الممكن أن نقدم هذه البيانات للجهات التنظيمية هذا العام إذا زادت الحالات سريعا في التجارب السريرية ومن ثم ستكون هناك عملية يمر بها من أجل إجراء تقييم كامل للبيانات”. وتمكن فريق البحث في أكسفورد المكون من 300 من العلماء والأخصائيين من تجاوز مراحل عديدة في تطوير اللقاح الذي كان يستغرق في العادة أكثر من خمس سنوات. وأعلن الباحثون في 20 يوليو الماضي عن نتائج أولية مبشرة للغاية بعد تجربة اللقاح على 1077 متطوعا، تبيّن من خلالها أن اللقاح آمن ويثير استجابة مناعية. وأصدرت سارة غلبرت، من جامعة أكسفورد، بيانا قالت فيه “لا يزال الطريق أمامنا طويلا، لكن النتائج الأولية مبشّرة”. وتتضمن الخطوة اللاحقة توسيع نطاق التجربة لتشمل الآلاف من المتطوعين من المملكة المتحدة والبرازيل وجنوب أفريقيا، وسيحصل المتطوعون على جرعات أكبر من اللقاح. اللقاح فتح أبواب أمل كبيرة في إمكانية القضاء على الوباء بعد أن تجاوز تجارب عديدة وناجحة عبر مراحل تطويره ويشارك في هذه التجربة 10 آلاف متطوع، يقسمهم الباحثون عشوائيا إلى مجموعتين، تتلقى الأولى لقاحا لا يقي من فايروس كورونا، بينما تتلقى الأخرى اللقاح قيد التجربة. ويعتمد لقاح أكسفورد على عيّنة ضعيفة (أضعف الباحثون تأثيرها) من الفايروس المسبب لنزلات البرد تصيب الشمبانزي عادة. وقد بدأ فريق الباحثين بالعمل على تطوير هذا اللقاح قبل ظهور الوباء، بقصد مكافحة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرز) وإيبولا. ولهذا كانت استجابة الفريق سريعة لأزمة وباء كورونا المستجد. وفي الشهور الأولى للعام الحالي، عندما بدا للعالم أن هذا الوباء لن يزول قريبا، ركز فريق جامعة أكسفورد جهوده على التصدي لوباء كورونا المستجد. وبحسب ماثيو سنيب، أحد كبار العلماء المشرفين على التجربة، فإن الفريق استخلص هذه السلالة من الفايروسات من قرود وعدّلها وراثيا ليصبح تكاثرها في أجسام البشر مستحيلا. وأضاف إليها جينات من فايروس كورونا المستجد تنتج بروتينات معيّنة على سطحه. ويأمل العلماء في أن يتعلم الجسم التعرف على هذه النتوءات البروتينية وينبّه الجهاز المناعي لمهاجمتها، للحيلولة دون دخول فايروس كورونا إلى خلايا الجسم البشري للتكاثر فيها. ويقول سنيب إن نصف المتطوعين سيحصلون على اللقاح، بينما ستحصل المجموعة الأخرى على لقاح آخر مرخص، وهو “نيمنريكس” أو “مينفيو”، واللقاحان يستخدمان للوقاية من الالتهاب السحائي أو تسمّم الدم. وقد اختير اللقاح الثاني لمجموعة المقارنة بدلا من استخدام لقاح وهمي، حتى يشعر المتطوعون في هذه المجموعة ببعض الآثار الجانبية للقاح حقيقي، ولا يكتشفون أنهم ينتمون إلى المجموعة التي لم تحصل على لقاح كورونا. ومنذ عام 2015، يتلقى المراهقون في المملكة المتحدة بانتظام لقاح الالتهاب السحائي، ويحصل عليه أيضا المسافرون إلى المناطق التي تزداد فيها مخاطر انتشار المرض، مثل منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وتشترط المملكة العربية السعودية تقديم شهادة تثبت تلقي تطعيم الالتهاب السحائي قبل دخول أراضيها في موسم الحج. اللقاح حفّز بشكل فعّال الأجسام المضادة المحايدة في المتطوعين اللقاح حفّز بشكل فعّال الأجسام المضادة المحايدة في المتطوعين ورغم بعض المخاوف النظرية من أن اللقاح قد يفاقم أعراض فايروس كورونا، فإنه أثار آمالا كبيرة في أولى تجاربه على البشر عندما حقق استجابة مناعية، مما يسلط الضوء على مكانته كأحد اللقاحات الرائدة في السباق لإنتاج لقاح مضاد للوباء الذي أصاب الاقتصاد العالمي بالشلل. وتصدرت التجربة العناوين هذا الأسبوع عندما قالت صحيفة فايننشال تايمز إن الإدارة الأميركية تدرس تعجيل إجراءات استخدام اللقاح في الولايات المتحدة قبل انتخابات الرئاسة المقررة في الثالث من نوفمبر. وأضافت الصحفية أن أحد الخيارات المطروحة هو أن تصدر إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية تصريحا باستخدام اللقاح المحتمل “في حالات الطوارئ” في أكتوبر. ومما لا شك فيه أن النتائج الأولية تبدو مشجعة. وثمة مؤشرات إيجابية للتجارب التي أجريت على البشر، لكن لقاح جامعة أكسفورد يواجه منافسة كبيرة، إذ أن هناك حوالي 22 لقاحا آخر قيد التطوير في مختلف دول العالم، و100 لقاح آخر في أطوار أقل تقدما. وأعلنت مؤخرا جهات في روسيا والولايات المتحدة والصين، أنها أحرزت تقدما كبيرا في الوصول إلى لقاح لوباء كورونا. وقالت شركة كانسينو بيولوجيكس الصينية إنها حصلت على موافقة من بكين على براءة اختراع للقاح (إيه دي5-إن سي أو في) ضد كوفيد – 19. وقالت صحيفة الشعب اليومية الرسمية، إن هذه براءة الاختراع الأولى التي تمنحها الصين للقاح ضد كوفيد – 19. لقاح جامعة أكسفورد يواجه منافسة كبيرة لقاح جامعة أكسفورد يواجه منافسة كبيرة ونقلت الصحيفة عن وثائق نشرتها الإدارة الوطنية للملكية الفكرية بالصين قولها إنه تم إصدار براءة الاختراع في 11 أغسطس. وقالت السعودية هذا الشهر إنها تعتزم بدء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح كانسينو. وقالت كانسينو إنها تجري أيضا مباحثات مع روسيا والبرازيل وتشيلي لبدء المرحلة الثالثة من التجارب في تلك الدول. وكانت بيانات اختبارات سريرية نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأميركية الأسبوع الماضي، قد أظهرت أن لقاحا معطلا لكوفيد – 19 طوّرته الصين يعدّ آمنا ويولد استجابة مناعية. وقدمت الورقة البحثية تحليلا مؤقتا للمرحلة الأولى والمرحلة الثانية من التجارب السريرية للقاح معطل لكوفيد – 19 طوره كل من معهد ووهان للمنتجات الحيوية التابع للمجموعة الوطنية الصينية للتكنولوجيا الحيوية المنضوية تحت ساينوفارم، ومعهد ووهان لعلم الفايروسات التابع للأكاديمية الصينية للعلوم. وتضمن البحث بيانات حول 320 من المتطوعين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و59 عاما، حيث شارك 96 منهم في المرحلة الأولى من التجارب السريرية، بينما شارك 224 في المرحلة الثانية من التجارب السريرية. وسجل البحث متوسط عيار الأجسام المضادة المحايدة في المتطوعين، الذين تم تقسيمهم إلى مجموعة ذات جرعات منخفضة ومجموعة ذات جرعات متوسطة ومجموعة ذات جرعات عالية. 22 لقاحا قيد التطوير في مختلف دول العالم و100 لقاح آخر في أطوار أقل تقدما 22 لقاحا قيد التطوير في مختلف دول العالم و100 لقاح آخر في أطوار أقل تقدما وأظهرت النتائج أن اللقاح حفّز بشكل فعّال الأجسام المضادة المحايدة في المتطوعين وأظهر استمناعا جيدا، وهو ما يشير إلى قدرة المادة على إثارة استجابة مناعية. كما قيّمت الورقة البحثية سلامة اللقاح، مشيرة إلى أنه لم تتم ملاحظة أي آثار جانبية سلبية خطيرة. وكان الأثر الجانبي السلبي الشائع هو الألم في موضع الحقن والذي تعقبه حمى، وكلاهما كان تأثيرهما خفيفا ومحتملا. وليست الصين وحدها التي تتنافس على الوصول إلى اللقاح؛ فقد سارعت روسيا إلى إحراز تقدم في تطوير لقاح لوباء كوفيد – 19 المستجد. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس الماضي اكتشاف بلاده أول لقاح لفايروس كورونا. وقال بوتين إن وزارة الصحة أعطت موافقتها بعد أن خضع اللقاح للفحوصات اللازمة، مؤكدا أن إحدى بناته البالغتين قد تم تلقيحها، ومعبّرا عن شكره لأولئك الذين اتخذوا هذه الخطوة الأولى التي وصفها بالمهمة لروسيا والعالم بأسره. وطالب علماء في روسيا بضرورة إجراء المزيد من الاختبارات لإثبات أن اللقاح آمن وفعال. إلا أن المسؤولين أكدوا أن تطعيم الأطباء يمكن أن يبدأ في وقت مبكر من هذا الشهر وقد يبدأ التطعيم الشامل للشعب في أكتوبر. وما هو مؤكد أن المرحلة الحاسمة قريبة، وستكشف ما إذا كانت هذه اللقاحات التي تبدو واعدة تعمل بالفعل ومن شأنها أن تربح المعركة المستمرة منذ أشهر.

مشاركة :