من العالم الافتراضي إلى فضاءات الواقع في سبيل الكتابة

  • 7/25/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

احتفى مشروع تكوين للكتابة الإبداعية في ال 19 من يوليو، بمرور عامين على ظهوره، إذ ظهر إلى حيّز الفضاء الافتراضي حساب انستغرام باسم تكوين، تمّ تعريفه على أنه: حساب متخصص في الكتابة الإبداعية. كانت الفكرة في ذلك الحين لا تتجاوز حساب انستغرام يتداول أفكار الكتّاب عن الكتابة، بهدف إضاءة الطريق للكتّاب الجدد عن طريق تعرّف أفكار ورؤى الكتّاب من أصحاب الخبرة، وإلهام الكتّاب للاشتغال على نصوصهم بحرفية وجدية. ليتطور المشروع خلال العامين الماضيين، فيتحوّل من حساب متخصّص في الكتابة الإبداعية، إلى مشروع متخصّص في الكتابة الإبداعية، له حضوره المؤثر على الفضاء الافتراضي من خلال الموقع الإلكتروني Takweenkw.com ومواقع التواصل الاجتماعية التي يتابعها عشرات الآلاف من المتابعين من مختلف بلدان الوطن العربي. ولمّا كان المشروع يكبر ويتخذ أجنحة أكثر مع كل يوم، فتحت أبواب التطوّع للراغبين في المساهمة في بنائه، وخلال عامين، انضمّ إلى المشروع أكثر من 70 متطوّعا من مختلف بلدان الوطن العربي، من مترجمين ومحرّرين وغيرهم، يعملون كلّ أسبوع على ترجمة وإعداد وتحرير مواد متخصصة في الكتابة الإبداعية، ونشرها على الموقع الإلكتروني لتضيئ درب الكاتب الجديد. وهذه من فضائل الشبكة العنكبوتية التي أتاحت للمشروع أن يكون عربياً، لا تحدهُ الحدود الجغرافية كما تمّ تشكيل فريق تكوين الإداري الذي يقوم بإدارة فعاليات وأنشطة وورش عمل المشروع على الأرض، ويضمّ: الروائية بثينة العيسى، والشاعر فيصل الرحيل، والمخرج والسيناريست يوسف العبدالله، والفوتوغرافي محمد سالم، والشاعر محمد يوسف، والمحامي خالد الأنصاري، ومصعب الرويشد، بالإضافة للكاتبة شيخة البهاويد. وخلال عامين، حقق تكوين من خلال الفريق الإداري والفريق التطوّعي إنجازات عديدة، واستطاع أن يتطور من مجرد حساب افتراضي إلى مشروع حقيقي بأذرع كثيرة وله حضوره المؤثر على أرض الواقع، وفي عدد من بلدان الوطن العربي. إذ شارك عدد من هواة الكتابة من الشبان والشابات البحرينيات في ورش هذا المشروع، بالإضافة لاستضافة مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث رئيسة المشروع، بثينة العيسى، للتعريف بهذا المشروع الآخذ في التوسع. واستطاع المشروع في عامه الأول، إصدار كتاب لماذا نكتب لمحررته ميريديث ماران، بالتعاون مع الدار العربية للعلوم، وتضمن عشرين فصلا لعشرين كاتبًا يتحدثون عن تجربتهم في الكتابة، ممن حققوا الاعتراف الأدبي والنجاح التجاري، كما أصدر في الفترة الأخيرة كتاب الزمن في فنّ الكتابة للروائي الأمريكي راي برادبيري، الذي يعتبر إضافة نوعية للمكتبة العربية بسبب رؤيته المختلفة إلى فنّ الكتابة. ويترجم المشروع في الوقت الحالي، كتاب جديد بعنوان أدوات الكتابة ل روي بيتر كلارك الذي يعتزم المشروع إصداره مع بداية العام القادم. وعلى نطاق الموقع الإلكتروني، فخلال العامين الماضيين، تمت ترجمة وتحرير أكثر من 300 مادة متخصصة في الكتابة الإبداعية لأشهر الكتاب حول العالم، منهم أسماء كبيرة في عالم الكتابة مثل روي بيتر كلارك، وماريا بوبوفا، وهاروكي موراكامي، وماريو بارغاس يوسا، وأورهان باموق، وإرنست همنغواي، وستيفن كينغ، وكيرت فونيغت، وفرانز كافكا، وغابرييل ماركيز، ووليم فوكنر، وبول أوستر وغيرهم، ومن الكتّاب العرب الكاتب الفلسطيني إبراهيم نصرالله، والكويتي سعود السنعوسي، والعراقي سنان أنطون، والسوداني أمير تاج السر، واللبنانية جنى الحسن، وآخرون. كما نظم المشروع في بداية هذا العام، مسابقته الأولى للتصوير الفوتوغرافي صوّر لحظة الكتابة لأجل تحفيز المصورين على إثراء المحتوى البصري الإبداعي بمواد فوتوغرافية تتناول الكتابة الإبداعية بطريقة تعكس عمق عوالم الكتابة وأسئلتها وهواجسها، وقد وقع الاختيار على أفضل 24 صورة مشاركة في المسابقة من ضمن 150 صورة لإقامة معرض للتصوير الفوتوغرافي بعنوان كلمة بألف صورة، وفاز بها الفوتوغرافي البحريني أحمد الطيب، بالمركز الأول، والذي سبق ل رؤى أن أجرت معهُ حواراً حول هذا الفوز. بالإضافة لذلك قدم المشروع العديد من ورش العمل المتخصصة في الكتابة الإبداعية في الكويت، والرياض، وجدة، ودبي، ويعتزم المشروع تقديم ورشة عمل للروائي الجزائري واسيني الأعرج والروائي العراقي سنان أنطون خلال هذا العام. وترتب على هذه الإنجازات، إنجاز إنساني، إذ تم توفير مقاعد دراسية ل 37 طالبا معسرا داخل الكويت، من خلال إيرادات كتاب لماذا نكتب، حيث تنازل المترجمون، ومشروع تكوين، والناشر الدار العربية للعلوم عن حصتهم من مبيعات الكتاب مقابل تخصيص تلك الإيرادات لتعليم الأطفال المعسرين في الوطن العربي.

مشاركة :