توعّد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، بالوقوف بـ «المرصاد»، أمام كل من تسوّل له نفسه المساس بسيادة وأمن البحرين، وقيادتها وشعبها، رافضاً التدخلات الخارجية في الشأن البحريني. وقال القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (24 يوليو/ تموز 2015)، إن: «نعمة الأمن والأمان أعظم النعم التي ينعم الله بها على عباده، والله تعالى يديم النعم بشكرها، وزوال النعم لا يكون إلا بالتنكب لها وعدم شكرها، فلنشكر الله تعالى أن أعاد لنا أمننا وأماننا، على هذه الأرض الطيبة». ودعا إلى أن «نستمر على شكر هذه النعمة، ولنحافظ عليها محاذرين ومحذرين ممن يريدون سلبها منا، من قبل جهات خارجية، لها أطماع وأجندات توسعية، ونحن إذ نفتخر بإسلامنا وعروبتنا كدولة إسلامية عربية خليجية، فإننا نرفض رفضاً قاطعاً، ونستنكر استنكاراً شديداً، التصريحات الإيرانية السياسية العدائية المتكررة والمستفزة، تجاه مملكتنا البحرين أو أي دولة خليجية أو عربية». وأكد رفضه التام «كل أشكال التدخلات الإيرانية في شئوننا الداخلية، كما نؤكد على أننا سنقف صفاً واحداً خلف حكومتنا بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس وزرائه سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي عهده سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة». وأضاف «نؤكد بأن كل مواطن مخلص من السنة والشيعة وغيرهم من مكونات المجتمع البحريني، سيقف في وجه تلك التدخلات السافرة من إيران أو من غيرها، سنقف جميعاً بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بسيادة وأمن بلادنا الحبيبة البحرين وقيادتها الرشيدة وأرضها الغالية وشعبها الوفي». وشدد على أن «الوحدة الوطنيّة والتحام الشعب بقيادته وولاة أمره، هما أكبر رهان وضمان لحفظ وطننا وأمننا من أي تهديد داخلي أو خارجي، كما نؤيد ما أعلنه وزير الداخلية، ودعوته جميع مكونات الشعب، للاصطفاف الوطني ضد التدخلات الخارجية في مملكة البحرين. والاستنكار على كل من يريد التدخل وزعزعة الأمن وشق الصف في وطننا الغالي البحرين». وفي سياق آخر، تحدث القطان عن شهر رمضان وماذا بعد انقضائه، مشيراً إلى أن «السؤال المطروح الآن بإلحاح، هل أخذنا بأسباب القبول بعد رمضان، وعزمنا على مواصلة الأعمال الصالحة، أو أنَّ واقعَ كثير من الناس على خلاف ذلك؟! هل تأسينا بـالسلف الصالح رحمهم الله، الذين تَوْجَل قلوبهم، وتحزن نفوسهم، عندما ينتهي رمضان؟ لأنهم يخافون أن لا يُتَقَبَّل منهم عملهم، لذا فقد كانوا يكثرون الدعاء بعد رمضان بالقبول». وتساءل: «ماذا بعد شهر رمضان؟ ماذا عن آثار الصيام التي عملها في نفوس الصائمين؟ لننظر في حالنا، ولنتأمل في واقع أنفسنا ومجتمعاتنا وأمتنا، ولنقارن بين حالنا قبل حلول شهر رمضان، وحالنا بعده: هل ملأت التقوى قلوبنا؟ هل صلحت أعمالنا؟ هل تحسنت أخلاقنا؟ هل استقام سلوكنا؟ هل اجتمعت كلمتنا وتوحدت صفوفنا ضد كل من يريد أن يفرقنا؟ هل زالت الضغائن والأحقاد من نفوسنا؟ هل تلاشت المعاصي والمنكرات والمحرمات من أسرنا ومجتمعاتنا وبلداننا؟ أما آن أن تخشع لذكر الله قلوبنا؟! وتتوحد على الصراط المستقيم دروبنا؟». وأضاف «إن ودَّعتِ الأمة الإسلامية شهر رمضان المبارك بعد الإقبال على الله والإكثار من الأعمال الصالحة، فينبغي أن لا يودع المسلمون صالح العمل بعد رمضان، بل يجب أن تبقى آثار الصيام شعاراً متمثلاً في حياة الفرد والأمة، وما أعطاه الصيام من دروس في الصبر والتضحية والإذعان لأمر الله والوحدة والتضامن والألفة والمودة بين أفراد هذه الأمة؛ يجب أن يستمر عليها المسلمون، وتُرى متجسدةً في حياتهم العملية بعد رمضان». ورأى أنه «ما تدنَّى واقع الأمة وأصيب المسلمون بالوهن في أنفسهم والضعف أمام أعدائهم إلا لما تخلوا عن أعز مقومات نصرهم وسيادتهم، وهو الدين الإسلامي الحق... ولِما أساء بعض أبناء الإسلام فَهمه فجعلوا للطاعة وقتاً وللمعصية أوقاتاً، وللخير والإقبال زمناً، وللشر والإدبار أزماناً، عند ذلك لم تعمل مناسبات الخير والرحمة ومواسم البر والمغفرة عملَها في قلوب كثير من الناس، ولم تؤثر في سلوكهم وأخلاقهم، ولم تُجدِ في حل مشكلاتهم وقضاياهم إلا مَن رحم الله. وإن الناظر في حياة كثير من المسلمين اليوم في رمضان وبعد رمضان يأسف أشد الأسف لما عليه بعض الناس -هداهم الله- بعد شهر الصيام من هجر المساجد، وترك الجماعات، والتساهل في الصلوات، واعتزال الطاعات؛ من قراءة القرآن والذكر والدعاء والبذل والإحسان والصدقة، والإقبال على أنواع المعاصي والمنكرات، واستمراء الفواحش والمحرمات، وما ذاك إلا من قلة البصيرة في الدين، وسوء الفَهم لشعائر الإسلام». وأردف قائلاً «أما آن لنا -أمة الإسلام- أن ندرك أن ما أصابنا من ضعف وذلة وهوان؛وتسلط الأعداء، إنما هو من عند أنفسنا، ونتيجة لعدم استفادتنا من مواسم البر والإحسان؟! إذْ لم تعمل هذه المواسم عمَلَها في القلوب؛ فتحييها بعد مَوات، وعمَلَها في الأمة؛ فتجمعها بعد فرقة وشتات، ولم تُجْدِ في حل ما استعصى من مشكلات، وعلاج ما استفحل من معضلات، فإن ذلك دليل على عدم الوعي، وقصور الفهم للإسلام... أما إذا استقامت الأمة على العبادة، ولَمْ تَهدم ما بنته في مواسم الخير، ولَمْ يستسلم أفرادُها وأبناؤها لنـزغات الشيطان وأعوانه، ولم يُبْطلوا ما عملوه في رمضان، فإن الأمة بإذن الله تُمْسِك بصِمام الأمان وحبل النجاة؛ لتصل إلى شاطئ الأمان وبر السلام بإذن الله تعالى». وحث القطان الذين عزموا على العودة إلى المعاصي بعد شهر مضان، بأن «يتقوا الله سبحانه، فالعمر قصير، والآجال محدودة، والأنفاس معدودة، كفى مخادعة للرحمن، وانزلاقاً في طريق الشيطان، وعبثاً بشعائر الإسلام! إلى متى الاسترسال في الغفلة والإعراض؟! ألا فلتعلنوها عباد الله توبة صادقة نصوحاً لا رجعة بعدها إلى الذنوب والمعاصي، فهذا والله هو الشكر الحقيقي لنعمة الصيام»، داعياً الشباب إلى أن «يتقوا الله تبارك وتعالى ويُقبلوا عليه، ويحفظوا أوقاتهم بعد رمضان، ويشغلوها بطاعة الله، فلا يغتروا بعمل المفتونين بمعصية الله، وليحذروا ما يُسِيء إلى دينهم وقيَمهم ويُضعِف الإيمان في نفوسهم، ويَئِد الأخلاق في قلوبهم وأعمالهم وواقعهم؛ مما يثير الغرائز، ويهيج المشاعر، مما يُرى ويُسمع ويُقرأ عبر وسائل الإعلام من معصية الله عزَّ وجلَّ، وعلى الشباب الحذر من الانخراط مع الأحزاب السياسية التي تزين لهم الباطل وتدعوهم إلى التخريب وزعزعة الأمن في بلادهم، وتحرضهم على العنف والإرهاب وأذية البلاد والعباد، فكل هذه الأمور محرمة شرعاً ولا تسوغ لهم ما يزعمون المطالبة به من إصلاحات». وأكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، على ضرورة أن تتقي المرأة المسلمة الله عز وجل، وتستمر على طاعة ربها بعد رمضان حجاباً وعفافاً وحشمة، وأن تحذر كل الحذر من دعاة الضلال والفتنة. وعلى أرباب الأسر وأولياء الأمور أن يتقوا الله عزَّ وجلَّ في مسئولياتهم، ويحافظوا على أماناتهم من الأولاد، وذلك بمتابعتهم وتربيتهم والعناية بهم؟
مشاركة :