الكويت - فرضت الظروف المالية التي تمر بها شركة الخطوط الجوية الكويتية المملوكة من الدولة إعادة هيكلة أعلى هرم فيها لمواجهة التحديات الكثيرة التي أثرت على أعمالها. وفي تحرك لنفض غبار الأزمة عنها، أصدر وزير المالية براك الشيتان الخميس، قرارا وزاريا بإعادة تشكيل مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية الكويتية لمدة ثلاث سنوات برئاسة الكابتن علي محمد الدخان. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (كونا) أن قرار الوزير شمل اختيار كل من فيصل سعيد الغريب وعادل عيسى اليوسفي وأحمد منصور الإبراهيم وخالد جمال السويفان وخالد صنهات المطيري وعادل جاسم الصانع لعضوية مجلسالإدارة. ويأتي هذا التغيير بعد أن قدم رئيسمجلس الإدارة السابق يوسف الجاسم استقالته في منتصف الشهر الجاري، وبعد أن رفضها وزير المالية في مايو الماضي. وتجري الخطوط الكويتية خطة شاملة لتدارك الآثار الاقتصادية لأزمة فايروس كورونا المستجد، وتأثيرها على تشغيلها التجاري. ولا توجد أرقام تفصيلية عن رقم معاملات الشركة سنويا، ولا الخسائر التي تكبدتها في ظل جائحة كورونا، لذلك يعتقد المحللون أن التغيرات، التي طرأت على إدارة الشركة، تشير إلى أن هناك مشاكل عميقة ستظهر تباعا في الفترة المقبلة. بيد أن الأمر قد يكون أكبر من ذلك خاصة مع وجود حالات فساد ولا مبالاة في إدارة الشركات الحكومية التي يفترض أن تكون قاطرة تقود بلدا نفطيا لا ترتبط عملته بالدولار بالنظر إلى بقية جيرانه في مجلس التعاون الخليجي. مسؤولون وخبراء في القطاع يرجعون سبب إعادة الهيكلة إلى الارتجال في تنفيذ الخطط الاستراتيجية للنهوض بالشركة المتعثرة وتعتبر الخطوط الكويتية من أقدم الخطوط الجوية الخليجية، حيث تأسست في العام 1954، وكانت من أكبر شركات الطيران في المنطقة، إلا أن مكانتها تراجعت بشكل كبير في العقدين الماضيين. ويرجع مسؤولون كويتيون وخبراء القطاع سبب ذلك إلى الارتجال في تنفيذ الخطط الاستراتيجية للنهوض بالشركة المتعثرة، كما أن الصراعات السياسية والفساد أحيانا لهما دور كبير في نشاط الخطوط الكويتية. وكان أعضاء البرلمان الكويتي قد وافقوا في فبراير الماضي على تشكيل لجنة للنظر في طلبيات البلاد من طائرات أيرباص والتي تشوبها شبهة فساد. وكُلفت اللجنة بمراجعة طلبيات أيرباص على أن ترفع تقريرا بالنتائج التي تتوصل إليها إلى مجلس الأمة في غضون ثلاثة أشهر. ولدى الخطوط الكويتية تاريخ حافل بالمشاكل، فقد أحدثت صفقة لشراء 5 طائرات مستعملة من شركة جيت أيروايز الهندية في نوفمبر 2013 أزمة كبيرة بين الشركة ووزارة المواصلات أدت إلى إيقاف عمل سامي النصف رئيس مجلس إدارة الشركة في ذلك الوقت وتكليف جسار الجسار بمهام المنصب. وقررت وزارة المواصلات حينها وقف إتمام صفقة شراء خمس طائرات مستعملة من طراز أيرباص أي 330 من شركة جيت أيروايز الهندية. وأوضح وزير المواصلات الأسبق عيسى الكندري أن قراره جاء بعدما أعلن النصف في مؤتمر صحافي عزمه على إتمام الصفقة رغم أنه طلب وقف إجراءاتها. وتُثار في الكويت بين حين وآخر خلافات بشأن إدارة الأموال والاستثمارات العامة، خاصة بشأن إدارة صندوق الأجيال الذي يدير الفوائض المالية الكبيرة التي تراكمت لدى الكويت على مدى عقود.
مشاركة :