قالت منظمة اوكسفام الخيرية ان 21 مليارديرا في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تمكنوا من زيادة ثرواتهم بواقع 63 مليون دولار يوميا منذ شهر مارس الماضي، وذلك بالتزامن مع انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد في دول المنطقة، وفي الوقت الذي يقف فيه 45 مليون نسمة على حافة الفقر نتيجة الحائجة. ووفقا لـ "الأنباء" قالت المنظمة الخيرية إن أغنى 21 رجلا في المنطقة، ازدادت ثرواتهم بنحو 10 مليارات دولار منذ بداية أزمة فيروس كورونا، مشيرة إلى أنها توصلت لهذه الارقام نتيجة المقارنة بين الثروات الصافية لهؤلاء في 18 مارس الماضي وفي 16 أغسطس، وفقا لبيانات مجلة فوربس. وأضافت المنظمة الخيرية التي تتخذ من لندن مقرا لها، إن المبلغ الناتج عن زيادة ثروة هؤلاء المليارديرات يمثل ضعف المساعدات الطارئة التي قدمها صندوق النقد الدولي لدول المنطقة لمكافحة جائحة فيروس كورونا. وانتقدت المنظمة الخيرية في تقريرها على لسان كبير مستشاريها للسياسات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نبيل عبده، الأنظمة الاقتصادية القائمة، مشيرا الى ان الوباء قد كشف عن التباين العميق وفشل هذه الانظمة الهائل الذي ترك الملايين من البشر في المنطقة بدون وظائف أو رعاية صحية أو أي نوع من الضمان الاجتماعي، بينما سمح للمليارديرات بإضافة أكثر من 63 مليون دولار إلى ثرواتهم يوميا منذ بداية الوباء. وأضاف انه ما لم تعط الحكومات على الفور الأولوية للناس على الأرباح وبإلزام الأثرياء بدفع ما يترتب عليهم بعدالة، فسيتم دفع ملايين آخرين إلى حافة الفقر وحرمانهم من حقوقهم الأساسية، مشيرا الى انه لفترة طويلة جدا كانت الأولوية تعطى لتحقيق الارباح على حساب الصالح العام والسلامة. وتابع بالقول: «لا يمكن أن تكون نتيجة ذلك أكثر وضوحا مما نشهده اليوم من تدهور الاوضاع الاقتصادية، الامر الذي يكشف بشكل أكبر هشاشة الاقتصادات ولن يؤدي إلا لتفاقم التباينات القائمة وغياب العدالة في التوزيع حيث تحتاج الحكومات في المنطقة إلى التحرك سريعا وزيادة الإيرادات لحماية الفئات الأكثر ضعفا».