كشفت دراسة أجراها باحثون في جامعة بريستول البريطانية، النقاب عن تراجع مستوى القلق بنسبة تناهز 10% لدى الصبية، الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و14 عاماً، خلال فترة الحجر المنزلي التي فرضتها السلطات، للحد من تفشي «كوفيد- 19». وقال الباحثون: إن هذا «التأثير الإيجابي» للوباء، نجم عن أن المراهقين البريطانيين تجنبوا في تلك الفترة، التعرض للضغوط اليومية التي يرزحون تحت وطأتها عادة خلال فترة الدراسة، لأسباب متنوعة، من بينها طبيعة الحياة المدرسية ذاتها، وعلاقات بأقرانهم، التي قد تكون شائكة في كثير من الأحيان. وقالت إميلي ويدنَل، المعدة الرئيسية للدراسة، التي شملت عينة من طلاب مدرسة ثانوية في جنوب غربي إنجلترا: إن نتائجها غير المتوقعة تظهر المرونة (النفسية)، التي يتحلى بها صغار السن، وقدرتهم على التكيف مع المواقف الصعبة، في ضوء أنه كان من المنتظر أن تُرصد زيادة في معدلات القلق بينهم، بفعل وباء مدمر، أشاع الاضطراب في حياة الجميع في العالم. المفاجآت التي كشفت عنها هذه الدراسة، لم تقف عند هذا الحد، بل شملت كذلك ما أشارت إليه نتائجها، من أن العلاقة بين الطلاب ومدارسهم، تحسنت أثناء الفترة التي بقوا خلالها بعيدين عن الصفوف الدراسية!.. فوفقاً لما كشفت عنه ويدنَل، قال الصبية الذين شملتهم عينة البحث: إن الارتباط أصبح أقوى بينهم وبين المدارس، التي ينتمون إليها خلال فترة الإغلاق، كما رصدت الدراسة حدوث زيادة ملموسة في عدد الطلاب، الذين قالوا إن الفرصة سنحت لهم للحديث مع معلميهم «عن بُعد». وفي الوقت نفسه، أشارت النتائج إلى أن تراجع مستوى الشعور بالقلق وتحسن الحالة النفسية، تزامناً مع تزايد ملحوظ في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة من جانب الفتيات المراهقات، هو ما يشكل - بحسب صحيفة شدَيلي مَيل البريطانية - تحدياً «للتصور السائد بأن منصات التواصل الاجتماعي، تُخلّف تأثيراً ضاراً بالصحة العقلية».
مشاركة :