عندما تقول لشخص ما: « لقد شاهدت فيلمًا رومانيًا»، في بعض الأحيان يمكنك أن ترى في عينيّ هذا الشخص مدى الاستغراب أو كيف تبدو وكأنك تسقط سينمائيًا، تفقد المكانة التي تستحقها، ولا يمكن أن تعود لتلك المكانة إلا من خلال إنتاج سينمائي رائع جدًا. حينها ستتبدل النظرة وتتحول هذه الغرابة إلى إعجاب وحبّ واستكشاف للسينما الأجنبية بكل تفاصيلها وألوانها وموجاتها. حكاية تبدأ عندما يأتي طاقم من المصوّرين إلى منطقة مقفرة وقرية معزولة في رومانيا الحالية، لإعداد تقرير عن الظواهر الخارقة. وللدهشة! كانت القرية مأهولة فقط بنساء عجائز يرتدين ملابس سوداء قاتمة! يتم إخبار الطاقم من عمدة القرية بقصة المكان والحدث المأساوي الذي حدث في ربيع العام 1953. ومدى سخافة وبؤس التاريخ وكيف يمكن تدمير مصائر الأفراد بسبب العمى الجماعي، والقمع السياسي. حول كيف يمكن أن تتحول الكوميديا الأكثر حيوية إلى مأساة. يناشد الفيلم مجموعة كاملة من المشاعر التي يمكن أن يشعر بها الشخص. إنه يحتضن الروح الرومانية في أدق تفاصيلها وأعمق أفكارها المتأصلة عبر استدعاء أرواح الماضي من خلال حفل زفاف صامت. يعرض الحياة اليومية للأشخاص الذين يعيشون هناك، وعلى وجه الخصوص، حياة «مارا» و «إيانكو»، وهما شابان قررا الزواج، في ظلّ المشكلات التي يواجهانها في يوم زفافهما. قرية صغيرة، زوجان شابان سعيدان على وشك الزواج، مجتمع محكم جاهز للاحتفال بهذا الحدث السعيد. كل شيء على ما يرام! كوميديا تراجيدية لا تصدّق، عن الحدث الصحيح، في الوقت الخطأ، تجلب الدموع في عيون المرء، من الضحك والحزن. يتم تقديم الحياة في تلك البلاد مع عيوبها وطموحاتها ومكائدها بشكلٍ يصوّر التاريخ في إطار قادر على الجمع بين المأساة والكوميديا في وصفة متوازنة. تمنح التحولات المفاجئة من المواقف المضحكة إلى المواقف المأساوية والعودة إلى الكوميديا طوال الفيلم إحساسًا بالحيوية. حياة الناس والمجتمع المحب والزوج السعيد، الواضح جميعهم مضغوطون إلى حد ما بسبب الحاجة إلى الصمت، لكنهم جميعًا لا يزالون هناك بوضوح. مع استمرار الأحداث، من الواضح أن المتعة لن تستمر إلى الأبد. الفيلم من إخراج Horatiu Malaele وهو أول أفلامه التي قدّمها بطريقة مبهرة. كان للخط اللحني والموسيقى الساحرة دورٌ في التأكيد على دراما المشاهد ومدى عمقها، بالإضافة إلى تناسب المكان والأزياء والشخصيات بشكل جيد للغاية خلال تلك الفترة الزمنية.