مادة حيوية تدمج الذكاء الاصطناعي بالعقل البشري

  • 8/29/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في مطلع ستينات القرن الماضي، ظهر مصطلح «السايبورج» لأول مرة، ويعني دمج أجهزة اصطناعية في الجسد البشري، بهدف تعزيز قدراته وتحسين وظائفه للعمل في البيئات المختلفة.ومنذ ذلك الحين، مثَّلَ توصيل الأجهزة الاصطناعية بالأنسجة البشرية تحدِّياً كبيراً، إذ إن المواد التي تُستخدم بشكل تقليدي في تلك المهمة، مثل الذهب والسيليكون والحديد، تُسبب ظهور التهابات وندبات تشوِّهُ الجسد عند زرعها، كما أنها تعوق تدفق الإشارات الكهربائية بين أجهزة التحكم والعضلات أو أنسجة المخ.غير أن فريقاً من الباحثين من جامعة «ديلاور» الأمريكية تمكن من التغلُّب على تلك المشكلة عن طريق استخدام بعض الأنواع من البوليمرات، وفق دراسة جرى نشرها خلال المؤتمر الافتراضي للجمعية الأمريكية للكيمياء. ووفق الدراسة فقد اكتشف العلماء مادةً حيويةً اصطناعية رائدة، يزعمون إمكانية استخدامها لدمج الذكاء الاصطناعي مع الدماغ البشري، وتُعد تلك المادة «خطوة رئيسية» لدمج الإلكترونيات مع الجسم البشري لإنشاء «سايبورج» بشري.وبدأت الفكرة عندما حاول الباحثون ربط أقطاب كهربائية بالدماغ، واستخدموا مجموعةً من المواد الصلبة العضوية، إلا أنهم فشلوا في ذلك لكون المخ يتكون في الأساس من مواد عضوية مالحة وحيوية.وحين فشل الباحثون في توصيل تلك الأقطاب، بدأوا في البحث عن مواد إلكترونية عضوية تُستخدم في الأجهزة غير البيولوجية. ليجدوا نوعاً من البوليمرات، المعروفة باسم «بيدوت»، حيث تُستخدم في الأساس في صناعة طلاء مضاد للكهرباء الساكنة، وتُطلى بها الشاشات الإلكترونية. ووجد الباحثون أن تلك المادة مستقرة كيميائيّاً، ولا تسبب حدوث ندبات. ما يعني إمكانية استخدامها في الغرسات الطبية وزرع الأجهزة التكميلية بشكل جيد.وتقول الدراسة إن تلك المادة تتمتع بخصائص تؤهلها للاستخدام المتعدد. إذ إن لها قدرة كبيرة على تخزين الطاقة وتوصيل الكهرباء واختراق المواد المسامية، كما يُمكن استخدامها كمحفز لنمو الأوعية الدموية، وللمساعدة على الإحساس، وعلاج اضطرابات الدماغ والجهاز العصبي، ويحتوي ذلك البوليمر على نواقل عصبية، يُمكن أن تكون مفيدةً يوماً ما، في دمج الذكاء الاصطناعي مع الدماغ البشري.وتعمل العديد من الشركات والمؤسسات البحثية بالفعل على التكنولوجيا لربط الأدمغة بأجهزة الكمبيوتر، وربما يكون الأقرب إلى تحقيق منتج تجاري هو رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك من خلال شركته الرائدة «نيورولينك»، التي تخطط للإعلان عن تفاصيل حول رقائق الدماغ التي يُمكن زرعها في الدماغ، للمساعدة على تدفُّق البيانات والاحتفاظ بها. (سيانتفيك أمريكان)

مشاركة :