رأى خبراء مصريون، أن القاهرة لديها رغبة كبيرة في مشاركة الشركات المصرية في مشروعات إعادة إعمار العراق، التي تبدي ترحيبا كبيرا بهذا الأمر، وأوضحوا أن "التجربة المصرية فى التنمية العمرانية وتطوير البنية التحتية قابلة للتكرار فى العراق" التي تحتاج لهذا التنمية كثيرا. وشهدت الأيام القليلة الماضية سلسلة لقاءات مصرية عراقية، بدأت بقمة ثلاثية جمعت بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في عمان، حيث ركزت القمة على توسيع التعاون الاقتصادي بين البلدان الثلاثة، لاسيما مشروعات الربط الكهربائي والطاقة والمنطقة الاقتصادية المشتركة. كما عقد وزير الدولة للإنتاج الحربي المصري محمد أحمد مرسي والسفير العراقي بالقاهرة أحمد نايف الدليمى اجتماعا بالقاهرة، لبحث التعاون فى مجالات التصنيع المشترك بين البلدين. وأكد مرسي، خلال اللقاء سعى بلاده لتوظيف كافة الإمكانيات التصنيعية والتكنولوجية والبشرية المتوفرة لديها للمشاركة فى إعادة إعمار العراق من خلال المشاركة فى تنفيذ المشروعات الصناعية الكبرى الدفاعية والمدنية. والتقى كذلك وزير الإسكان المصري عاصم الجزار رئيس اتحاد المقاولين العراقيين علي السنافي، لبحث نقل الخبرات والتجارب المصرية فى مجال البناء والتنمية العمرانية للدولة العراقية. وفي هذا الصدد، قال المهندس حسن عبدالعزيز رئيس الاتحاد الإفريقى لمقاولي التشييد والبناء، إن مصر لديها رغبة كبيرة في المشاركة في إعادة إعمار العراق. وأضاف عبدالعزيز، الذي شارك في اجتماع الجزار والسنافي، لوكالة أنباء (شينخوا)، أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على توجيه دعوة لوزيرة الإسكان العراقية لزيارة مصر، والإطلاع على المشروعات التى يتم تنفيذها فى مصر على أرض الواقع. وتنفذ الحكومة المصرية سلسلة كبيرة من المشروعات القومية غير المسبوقة في كافة المجالات، وفي مقدمتها العاصمة الإدارية الجديدة. وأردف أن مصر سترسل شركاتها المتخصصة في المشروعات التي تمثل أولوية للعراق لتنفيذ هذه المشروعات، مشيرا إلى أن الشركات المصرية لديها خبرة فى السوق العراقية، كما أن العلاقات بين الشعبين طيبة. وتابع أن العراقيين يفضلون التعامل مع الشركات المصرية، و"التجربة المصرية فى التنمية العمرانية وتطوير البنية التحتية قابلة للتكرار فى العراق" خاصة أن الأخيرة تعاني من أزمات فى كافة الجوانب في الإسكان والمياه والصرف الصحي والكهرباء وغيرها. ورأى أن "الشركات المصرية فى الحقيقة عملاقة فى مجال التنمية العمرانية، ولها خبرات كبيرة، ومنتشرة فى أفريقيا والدول العربية". بدوره، قال الخبير الاقتصادي الدكتور وليد جاب الله إن العلاقات الاقتصادية إن هناك ترحيبا كبيرا من قبل العراق للتعاون مع الشركات المصرية، خاصة أن العلاقات بين البلدين تاريخية. وأوضح جاب الله، وهو عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي، لـ(شينخوا)، أن الفترة الماضية شهدت عقد الكثير من اللقاءات بين المسؤولين المصريين والعراقيين، وأبدى الجانب العراقي ترحيبه بدخول الشركات المصرية للسوق العراقية للمساهمة في إعادة الإعمار. وتابع أن قطاع التشييد والبناء من أهم القطاعات التي يمكن أن تشارك فيها الشركات المصرية في دولة العراق، حيث اكتسبت الشركات المصرية خبرات كبيرة بتنفيذها المشروعات القومية في مصر بمختلف أنواعها. وأشار إلى أن "هناك بالفعل بعض الشركات المصرية المتواجدة بالعراق منها المقاولون العرب وأوراسكوم وبتروجيت، وهناك ثقة في العامل المصري بعدما شهد العالم ما قام به من إنجازات في مجال التشييد والبنية التحتية بتكنولوجيا متطورة وفي وقت قصير". واستطرد أنه "يمكن نقل التجربة المصرية العمرانية إلى العراق لاسيما أن المصريين أقرب للعراقيين من غيرهم، وكانت لهم مساهمات تاريخية في العراق". وواصل أن "العراق دوله قادرة على تمويل عمليات التشييد والبناء على نطاق واسع، بعد أن ساد الأمن معظم أراضي الدولة العراقية، ولكي يتم ذلك بصورة أكثر سهولة فإن الأردن يمكن أن تكون البوابة والرابط بين مصر والعراق لمرور الآلات والبضائع.. واعتقد أن القمة الأخيرة بين قادة دول مصر والعراق والأردن سيكون لها مردود مهم وزخم كبير يفتح الباب لمزيد من التعاون وإزالة العقبات التي تحد من نفاذ الشركات والعمالة". أما الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة فقال إن العراق تريد من مصر تعاونا كبيرا فى مجالات متعددة مثل الصحة والتعليم والتنمية والتدريب بالإضافة إلى مشروعات إعادة الإعمار. وأضاف فهمي لـ(شينخوا)، أن "مصر لديها تجربة كبيرة فى مجالات متعددة، واعتقد أن هناك فرصة جيدة للمشاركة في إعادة إعمار العراق". وتابع أن "مصر لديها الكثير من الإمكانيات والقدرات التى يمكن أن تساعد العراق فى إعادة الإعمار، وتكرار هذا النموذج من تطوير البنية التحتية وتنفيذ مشروعات طويلة الأجل، ويوجد تجاوب كبير من كافة الاطراف". وحول آفاق العلاقات بين مصر والعراق، أوضح فهمي أن هناك "انفراجا فى العلاقات بشكل كامل". واختتم أن "مدخل العلاقات بين القاهرة وبغداد يتركز على مقاربة اقتصادية واستراتيجية وتعاون في مجالات متعددة، بما سيطور مستوى العلاقات وينقلها نقلة استراتيجية في الفترة المقبلة، لا سيما مع ترحيب العراق بالدور المصري في هذا التوقيت".
مشاركة :