بعد إنهاء السنة الدراسية قبل أوانها بسبب جائحة كورونا (كوفيد-19)، يستعد طلاب الجزائر للعودة إلى مقاعد الدراسة وسط مخاوف صحية وتعليمية رغم وضع بروتكول وقائي من الفايروس. وفي 12 أغسطس/آب الجاري، كشف رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد، عن وضع بروتوكول صحي وقائي من وباء كورونا بكافة المدارس والجامعات ومراكز التكوين المهني والتعليم تحسبا للدخول الاجتماعي القادم. وقال جراد في لقاء مع الولاة وفق ما نقلت الوكالة الرسمية، إنّ "البروتوكول الصحي يأتي لطمأنة التلاميذ وأوليائهم بخصوص العودة إلى المدرسة." وشدد على ضرورة التنظيم الجيد والمحكم للدخول المدرسي وللامتحانات القادمة للشهادات. العام الدراسي الجديد وفي 15 حزيران/يونيو أعلنت وزارة التربية الوطنية في بيان أنّ الدخول المدرسي لموسم 2020/2021 سيكون في 4 أكتوبر/تشرين الأول المقبل بالنسبة للتلاميذ، وفي 19 و23 أغسطس/آب الجاري للأساتذة والإداريين. وفي نفس الإطار كشفت وزارة التعليم العالي في 14 أغسطس/آب الجاري، أنّ بداية العام الدراسي الجامعي، حددت في 23 أغسطس الجاري بمواصلة التعليم عن بعد، بحسب ما أعلن الوزير عبد الباقي بن زيان . وأوضح بن زيان أنّ "الالتحاق بالدروس حضوريا ستعلنه كل مؤسسة جامعية لاحقا، حسب تطور الوضع الصحي في كل محافظة ". وقبلها بيومين، صرّح بن زيان في لقائه مع ولاة المحافظات أنّ "البروتوكول الصحي الذي سطّرته الحكومة قابل للتكييف مع تطور الوضعية الوبائية في البلاد". وأشار إلى أنّ "البروتوكول الوقائي يتضمن جملة من الضوابط ذات الصلة بالجوانب البيداغوجية والخدماتية (إيواء الطلبة بالإقامات الجامعية ومجال الإطعام، النقل..وغيرها)". تساؤلات ومخاوف وفي ظل كورونا تأتي العودة المرتقبة للتلاميذ إلى المدارس في انتظار تحديد تاريخ الدخول الجامعي وسط مخاوف صحية وتساؤلات تطرح حول الاكتظاظ وعدم إكمال البرنامج الدراسي. علي بن زينة رئيس منظمة أولياء التلاميذ (مستقلة)، قال إنّ "المنظمة تتابع الوضع الدراسي منذ بداية انتشار فيروس كورونا في البلاد". وأضاف في تصريح لـ"الأناضول"، أنّ "إشكال التعليم وتوقفه بسبب كورونا ليس في الجزائر فقط بل مسّ دولا أخرى، اليابان قررت تعليق الدراسة ثم فتحت المدارس مجددا وبعدها عادت لغلقها". ويأمل بن زينة، أن "توفر الدولة اللقاح قبل موعد الدخول المدرسي والجامعي للقضاء على الوباء"، لافتا إلى أنّ "الدولة عبر وزارتي التعليم العالي والتربية الوطنية، تعمل على قدم وساق لتهيئة الظروف المناسبة للتلاميذ". أساليب تنظيمية ولم يخف المسؤول أنّ "عوامل أخرى قد تعرقل عودة التلاميذ إلى الدراسة منها الاكتظاظ في الأقسام". وأوضح أنّ "قرار وزارة التربية بالعمل بنظام الأفواج، حيث يضم كل فوج 20 تلميذا سيكون له أثر سلبي يهدد ساعات التعليم". واعتبر أنّ "معدل التعليم بست ساعات في اليوم على الأقل سيصبح ساعتين من الزمن". ووفق المتحدث "يشكل هذا هاجسا بالنسبة للتلاميذ وأوليائهم، فضلا عن احتمال عدم إكمال البرنامج الدراسي المقبل". مستقبل التعليم وحول مستقبل التعليم في ظل كورونا أوضح بن زينة أنّ "الدولة تعمل بحزم كي لا يضيع مستقبل التلاميذ، رغم تفشي الوباء". وبحسب بن زينة فإن "الحكومة ستتخذ القرار المناسب بخصوص الدخول المدرسي في حال تطور الوضعية الوبائية". وثمّن "قرار الحكومة بإعلان بداية أكتوبر/تشرين الأول موعدا للدخول المدرسي صائب." وذكر أنّ "الأساتذة سيُجنّدون للامتحانات الرسمية المرتقبة شهر سبتمبر/أيلول المقبل شهادة البكالوريا والتعليم المتوسط (الإعدادي)." عودة دراسية ملغمة من جهته، يرى مبارك أقدوش أستاذ العلوم الإسلامية في ثانوية بالعاصمة الجزائر، أنّ الدخول المدرسي القادم سيكون بعد إجراء الامتحانات الرسمية البكالوريا (الثانوية العامة) وشهادة التعليم المتوسط، اللتان تجريان في منتصف سبتمبر/أيلول المقبل". وقال أقدوش لـ"الأناضول"، "توقيت الدخول المدرسي القادم مُتعذر تجسيده واقعيا، نظرا للإجراءات المصاحبة للامتحانات الرسمية عادة بسبب اجراء الامتحان، ثم نقل الأوراق إلى مراكز التجميع، ثم تشفيرها ونقلها إلى مراكز التصحيح". ووفق أقدوش فإنه "تدوم هذه الإجراءات على الأقل من أسبوع إلى 10 أيام، ثم تأتي بعدها المداولات وإعلان النتائج". وأوضح أنّ "هذا كله يستحيل أن يتم في مدة تقلّ عن 20 إلى 25 يوما، وسيكون الدخول المدرسي كارثيا نظرا للاكتظاظ الذي ينتظر المؤسسات التعليمية خاصة السنة أولى ثانوي". وزاد "أغلب تلاميذ السنة الرابعة متوسط (الطور الإعدادي) انتقلوا إلى الطور الثانوي، وهذا ينذر بانفجار الوضع على مستوى المؤسسات التعليمية، خاصة في ظل الظروف الصحية التي تعيشها البلاد، واستحالة التباعد الجسدي لكثافة أعداد التلاميذ". أقدوش أشار إلى أنّ مهمة ثقيلة في انتظار الأساتذة من خلال المعالجة النفسية للتلاميذ المنقطعين عن الدراسة منذ نحو 6 أشهر، خاصة التلاميذ المقبلين على امتحانات رسمية. التأثيرات المنتظرة عبد الحفيظ سجال، إعلامي جزائري متخصص في شؤون التعليم، إنّ "قرار الحكومة بتأجيل الدخول المدرسي والاجتماعي صائب بالنظر إلى الناحية الصحية والوقائية." وأضاف لـ"الأناضول"، "لكن من الناحية التعليمية يطرح تساؤلات تتعلق بعدد الساعات التي سيتلقاها التلميذ، خاصة مع إنهاء الموسم الدراسي قبل أوانه". واستطرد قائلا: " لذلك يجب استدراك الدروس الضائعة حتى ولو كانت قليلة في بداية السنة الدراسية المقبلة". ووفق المتحدث" يبدو الأمر صعبا في حال عدم وجود لقاح للوباء واستمرار العدد المرتفع للإصابات في الجزائر". وبحسبه "ستضطر الوزارة للاستمرار بالتدريس بنظام الأفواج لأشهر وهذا غير قادر على ضمان التعليم النوعي لكل التلاميذ بسبب الاكتظاظ في المدارس ونقص التأطير". وبالنسبة للتعليم الجامعي أوضح سجال أنّه حتى لو كان التأخر في السنة الدراسية كبيرا مقارنة بقطاع التربية، إلاّ أن ذلك قد يكون ممكنا بفضل التعليم عن بعد باستثناء بعض التخصصات كالطب بسبب الجانب التطبيقي. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :