الجرثومة الحلزونية تدمر خلايا غشاء المعدة

  • 8/30/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: راندا جرجس تنشأ الجرثومة الحلزونية أو عدوى البكتيريا الملوية البوابية في المعدة، وهي تتكيف وتتعايش وتتكاثر في البيئة الحمضية، ولا تسبب أعراضاً أو علامات واضحة في البداية، ولكن مع الوقت ينجم عنها حدوث آلام إلى جانب انتفاخ في البطن، وفقدان الشهية، والتهاب وتهيج في خلايا الغشاء المخاطي أو بطانة المعدة، وتنتقل هذه العدوى عن طريق الاختلاط مع شخص مصاب في نفس المنزل، وقلة توفر المياه النظيفة للشرب، وفي المجتمعات المكتظة بالسكان، وتعد أهم مسببات القرحة الهضمية في الجزء العلوي من الأمعاء، وعندما تتطور الإصابة ينتج عنها ثقب يخترق الجدار المعدي، إضافة إلى التغيرات في درجة الحموضة، كما أدرجتها منظمة الصحة العالمية أحد الأسباب الرئيسية في أورام المعدة الخبيثة؛ ولذلك يجب عمل الفحوص الدورية تحت إشراف الطبيب المختص، واتباع الخطة العلاجية؛ للقضاء على الجرثومة بشكل فعّال وسريع، وفي السطور القادمة يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على مضاعفات ومخاطر وطرق العلاج والوقاية من هذا المرض. تقول الدكتورة إيمان أبي سرور استشارية الأمراض الباطنية، أن مرض الهليكوباكتر بيلوري عدوى بكتيرية شائعة، وتقدر نسبة الإصابة بها 50% من الأشخاص البالغين حول العالم، وتعرف أيضاً باسم جرثومة المعدة أو الملوية البوابية الحلزونية؛ بسبب شكلها الحلزوني، وتستقر هذه الجرثومة في خلايا غشاء المعدة المخاطي، وتؤدي مع الوقت إلى التهاب وتدمير خلايا بطانة المعدة، أو الأجزاء العليا من الأمعاء الدقيقة، ما ينجم عنه حدوث التهاب وقرحة المعدة، وفي حال عدم علاجها في وقت مبكر وسريع، يمكن أن تتسبب في العديد من المشكلات المرضية كالارتداد المريئي، أو ثقب في المعدة مكان القرحة، وعلى المدى الطويل تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان المريء أو المعدة، إضافة إلى نقص في امتصاص العناصر الغذائية المهمة مثل حمض الفوليك وفيتامين (ب12).أعراض الإصابة تشير د.إيمان إلى أن أغلب الأشخاص المصابين بجرثومة المعدة لا تظهر عليهم أية أعراض، ولكن عندما تتطور الإصابة إلى حدوث التهاب أو قرحة، فيمكن أن يعاني الشخص بعض العلامات ككثرة التجشؤ، الانتفاخ، الغثيان، الشعور بالألم أو بالانزعاج في المنطقة العليا من البطن، وربما تتفاقم عند البعض وتشتد الأعراض ويزيد الألم بشدة، تقيؤ الدم، أو البراز الغامق؛ بسبب النزيف المزمن من التقرحات، ما يؤدي إلى فقر الدم الذي يسبب الإرهاق، تساقط الشعر، فقدان الوزن غير المبرر، فقدان الشهية، الإسهال، تشقق وتكسر الأظافر؛ بسبب افتقاد العناصر الغذائية.فئة مستهدفةتلفت د.إيمان إلى أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بجرثومة المعدة بشكل عام هم الأطفال؛ بسبب قلة الاهتمام؛ وعدم استيعاب أهمية نظافة الأيدي، وخاصة بعد استعمال المراحيض، إضافة إلى المقيمين في الدول النامية وفي الأماكن المكتظة بالسكان، إلى جانب تكرار الأكل في المطاعم والأماكن العامة، كما يزيد التدخين من احتمالية الإصابة بمرض الهليكوباكتر بيلوري.أسباب وتشخيصتوضح الدكتورة سوغانثام براباكار طبيبة الصحة العامة، أن جرثومة المعدة هي عدوى تسببها البكتيريا السالبة الموجودة في المعدة، والتي تنتشر عن طريق الفم، ومن بين أسباب الإصابة: الاختلاط في أماكن السكن مع أشخاص مصابين بجرثومة المعدة، وكذلك عدم اتباع العادات النظيفة الشخصية، إضافة إلى تردي خدمات الصرف الصحي، وتناول الكثير من الأغذية الحارة والأطعمة الحمضية، ويتم تشخيص هذا المرض عن طريق فحوص الدم والبول، واختبار التنفس، أو فحص مستضد البراز، كما يمكن إجراء تنظير داخلي، أو أخذ خزعة والكشف عنها.مشكلات مرضيةتذكر د.سوغانثام أن هناك العديد من المشكلات المرضية التي تترافق مع أو تؤدي إلى الإصابة بجرثومة المعدة، وتتنوع بين الألم البطني، الشعور بحرقة في المعدة، التجشؤ، الدوار والدوخة، التقيؤ، التعب والإعياء المستمر، وربما يفقد بعض المرضى القليل من الوزن غير المبرر، كما تتسبب هذه العدوى بالتهاب معوي وقرحة معدية، وكذلك سرطان في المعدة، كما يتعرض المصابون إلى نزيف داخلي، وفقر دم وغيرها من المضاعفات الخطرة الأخرى.وتؤكد أن تعديل أسلوب الحياة والنظام الغذائي الذي يحتوي على الحليب والعسل والبروكولي، إلى جانب تناول الأدوية الذي يعد أمراً في غاية الأهمية؛ حيث يتعين على المريض الحصول على العلاج المناسب، وتجنب الأغذية الحارة وعدم شرب الكحوليات والابتعاد عن التدخين؛ لكي يتحقق الشفاء بشكل سريع.مضاعفات ومخاطريشير الدكتور ماثيو فادوكوت أخصائي أمراض الجهاز الهضمي، أن جرثومة المعدة هي بكتيريا تنمو في الجهاز الهضمي، وتميل إلى مهاجمة بطانة الغشاء المخاطي، وتستهدف الإصابة بهذا المرض نحو 60% من سكان العالم البالغين، وتكمن خطورة هذه الجرثومة في أنها قادرة على التكيف والعيش في البيئة الحمضية الموجودة في المعدة، ما يسمح لها باختراق هذه البطانة؛ حيث إنها تكون محمية بالمخاط، ولا تتمكن خلايا الجسم المناعية من الوصول إليها، ما يؤدي إلى مشاكل ومضاعفات تراوح بين المتوسطة والشديدة، وتختلف من شخص لآخر، وتتمثل في:} حدوث نزيف داخلي؛ نتيجة اختراق القرحة الهضمية الأوعية الدموية، وترتبط بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد.} انسداد الأمعاء الذي ينجم عن تضييق الجهاز الهضمي، ومنع الطعام من مغادرة المعدة.} وجود ثقب في جدار المعدة في مكان الإصابة بالقرحة، وينتج عنه التهاب في بطانة تجويف البطن.} أظهرت الدراسات أن الأشخاص المصابين بجرثومة المعدة تزيد لديهم احتمالية الإصابة بأورام المعدة الخبيثة.تدابير علاجيةيشير د.ماثيو إلى أن استئصال الملوية البوابية إجراء صعب ولا يمكن القيام به؛ ولذلك فإن علاج جرثومة المعدة يعتمد في المقام الأول على استخدام المضادات الحيوية لمقاومة العدوى والقضاء على البكتيريا المسببة للمرض، وعادة ما يتم إعطاء نوعين من هذه المضادات أو أكثر إلى جانب دواء مثبط مضخة البروتون، ومخفضات الأحماض.ويضيف: يصاب 50٪ من سكان العالم بعدوى جرثومة المعدة، و90٪ من الأشخاص الذين يعانون القرحة هم من المصابين أيضاً بالتهاب الملوية البوابية، وتجدر الإشارة إلى أنه تم نشر أكثر من 120 دراسة حول تكرار الإصابة بالبكتيريا الحلزونية حتى اليوم، أفادت بأن هذه العدوى يمكن أن تعود مرة أخرى لمهاجمة نفس المريض؛ لذلك يجب الالتزام بخطة العلاج واتباع نمط الحياة الصحي والتغذية السليمة. حلول طبيعيةتسهم العديد من العناصر الطبيعية والخضراوات والفواكه في تعزيز صحة الجهاز الهضمي، وقتل البكتيريا السالبة والعدوى التي يمكن أن تستهدف جسم الإنسان، وعلى سبيل المثال وليس الحصر:} أثبتت بعض الدراسات فاعلية المواد الكيميائية الموجودة في الملفوف والقرنبيط؛ لأنها تلعب دوراً مهماً في القضاء على جرثومة المعدة.} يقلل البروكلى من التهاب المعدة، ويحد من انتشار البكتيريا الضارة وتأثيراتها السلبية.} يحتوي التوت البري على بعض المركبات المضادة للبكتيريا ومنعها من الالتصاق بالغشاء المخاطي للمعدة.} يعالج زيت الزيتون الملوية البوابية لاحتوائه على مضادات الجراثيم.} يعد الكركم مكافحاً قوياً وطبيعياً للالتهابات والجراثيم، كما يسد مسار الأيض اللازم لنمو البكتيريا.} الحليب من أهم العناصر الفاعلة في القضاء على جرثومة المعدة؛ حيث إن بروتين السكري يعمل كمضاد للبكتيريا الضارة.

مشاركة :