احتشد عشرات الآلاف أمس الأول الجمعة، في مسيرة بواشنطن احتجاجاً على العنصرية، للمطالبة بإصلاحات عميقة تحقق المساواة وبإنهاء أعمال عنف الشرطة ضد الأقلية السوداء في الولايات المتحدة، مرددين هتاف «كفى»، وذلك في ذكرى خطاب زعيم حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج «لدي حلم»، في وقت وصف فيه الرئيس دونالد ترامب محتجون في العاصمة بال«بلطجية».وتجمع المحتجون في ذكرى مرور 57 عاماً على الخطاب الشهيرالذي ألقي العام 1963، تحت شعار «ارفعوا ركبتكم عن رقابنا»، في إشارة إلى وفاة جورج لويد الأمريكي الإفريقي اختناقاً عند توقيفه تحت ركبة شرطي. وتحدثت يولاندا كينج حفيدة لوثر كينج أمام المتظاهرين عن «المساواة الحقيقية». وقالت بحماس: «نحن الجيل الذي سيفكك العنصرية الممنهجة نهائياً».وشكر فيلونيز شقيق جورج لويد، المتظاهرين على تعبئتهم. وقال باكياً: «كنت أتمنى أن يكون جورج معنا هنا اليوم ليراكم»، قبل أن يضيف بتفاؤل أن «التغيير يحدث لأننا نطالب به». لكن آخرين عبروا عن شعور بالمرارة. وقال أحد منظمي التظاهرة القس آل شاربتن أمام نصب ابراهام لينكولن: «تعبنا من الوعود التي لا تنفذ». وأضاف: «نحتاج إلى حوار حول العنصرية، حول تعصبكم الأعمى، حول كراهيتكم، وكيف تضعون ركبتكم على رقابنا بينما نستغيث من أجل حياتنا».وعبر دون مارلايل الرجل الخمسيني الأسود عن الشعور نفسه بالإحباط. وقال:«ننتظر المساواة منذ 300 سنة». وأضاف «تقنيا، شيدنا هذا البلد وما زلنا نعامل بطريقة جائرة».وهتف والد جايكوب بليك الذي أصيب بجروح خطرة في شمال البلاد الأحد: «لا عدالة لا سلام»، بينما لم يتم توقيف الشرطي الذي أطلق عليه الرصاص ولا اتهامه حتى الآن. وقالت ليتيترا ويدمان شقيقة بليك: «أمريكا السوداء أحملك المسؤولية»، مؤكدة أنه «يجب عليكم أن تنهضوا، وتقاتلوا، لكن بدون عنف أو فوضى».وتسببت حادثة بليك في تظاهرات تخللتها أعمال عنف لثلاث ليال في مدينة كينوشا، حيث قتل شخصان بالرصاص.ووجهت كامالا هاريس المرشحة لمنصب نائب الرئيس في تسجيل فيديو، رسالة إلى المتظاهرين. وقالت: «لدينا فرصة لنترك بصمة في التاريخ، هنا والآن». من جهته، وصف ترامب، امس الأول من تظاهروا في واشنطن بأنهم «بلطجية» وذلك أثناء إلقائه كلمة قبول ترشحه للرئاسة عن الحزب الجمهوري. وقال ترامب في كلمة لأنصاره في نيوهامبشير: «لم يكونوا متظاهرين سلميين، بل كانوا بلطجية». (وكالات)
مشاركة :